«هوفستاد» و«الإخوان».. علاقة خطرة على الأراضي الهولندية

الإثنين 16/سبتمبر/2019 - 04:26 م
طباعة «هوفستاد» و«الإخوان»..
 
في أواخر أغسطس المنصرم، نشرت صحيفة «ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال -تي آي چيه» الاستقصائية البريطانية تحقيقًا حول نقاط ضعف سياسة مكافحة التطرف في هولندا، كشف عن قيام أحد الجهاديين المدانين قضائيًّا باستقطاب عناصر للجماعة التي كان ينتمي إليها، وتدعى «شبكة هوفستاد»، التي اتضح فيما بعد أنها تحمل نهج الإخوان وممول من قطر.
وناقش التحقيق قصة «بلال لامراني» بداية من انضمامه للجماعة الإرهابية المعروفة باسم «شبكة هوفستاد»، وصولًا إلى عمله كمدرب لمعالجة التطرف في أمستردام؛ وأوضح أن «لامراني» دخل إلى السجن في فبراير 2006 وحكم عليه بثلاث سنوات لإدانات تتعلق بالإرهاب، كما عمل أيضًا خلال وجوده بالسجن على محاولة تجنيد مسجون آخر كان معه خلال فترة حبسه، ووجدت الشرطة معه مئات النسخ من الكتب المتطرفة ومعلومات عن كيفية صناعة القنابل والمتفجرات.
ماذا عن هوفستاد؟
و«هوفستاد» هي خلية جهادية سلفية، معظم أعضائها من الشباب الهولندي ذي الأصول الشمالية الأفريقية، وتقع في مدينة لاهاي، وتعرف أيضًا باسم "هوفستاد جروب" و"هوفستاد نتويرك"، وتتبني أيديولوجية التكفير.
وكانت أول إشارة إلى هوفستاد في عام 2002، عندما اكتشف جهاز المخابرات والأمن العام الهولندي اجتماعات تعقدها المجموعة ويديرها طالب لجوء سوري يدعي «رضوان العيسار» (الأب الروحي للجماعة)، الأمر الذي وضعهم تحت مراقبة السلطات. 
وفي بداية عام 2003، حاول أحد أعضاء «هوفستاد» الانضمام إلى جماعة متمردة في الشيشان لكن السلطات اكتشفته واعتقلته، كما سافر اثنان من أعضاء المجموعة إلى باكستان حيث تسلما تدريبًا شبه عسكري، إلا أنهما عادا في سبتمبر من نفس العام واكتشفا من قبل السلطات. 
وفي 14 أكتوبر من ذلك العام، اعتقلت السلطات الإسبانية مغربيًّا يشتبه في ضلوعه في نشاط مشبوه تبين أنه على صلة بـ«هوفستاد»، كما ألقت الشرطة القبض على خمسة من أعضاء الجماعة، من بينهم ثلاثة سافروا إلى الخارج وكانوا على اتصال بالمتطرفين في المغرب وسوريا.
وفي 14 أكتوبر 2003، تم توقيف بعض أعضاء المجموعة أيضًا وهم: "سمير عزوز" و"إسماعيل أخنيخ" و"جيسون والترز" و"رضوان العيسار "بتهمة التخطيط لـ "هجوم إرهابي" لكن تم إطلاق سراحهم بعد ذلك بوقت قصير.
ومن أبرز الأحداث التى أصبح من بعدها اسم "هوفستاد" معروفًا في وسائل الإعلام، هو قيام عضو المجموعة  المغربي الهولندي "محمد بويري" الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بقتل المخرج السينمائي الهولندي "ثيو فان جوخ" في عام 2004، لإنتاجه فيلمًا مدته 10 دقائق تناول موضوع العنف ضد المرأة في بعض المجتمعات الإسلامية، وسرد قصص أربع نساء مسلمات تعرضن للإساءة، وتضمن لقطات مصورة لنساء عاريات تلحفن بأغطية شبه شفافة طبعت عليها آيات من القرآن الكريم، ويحكين قصصهن أثناء الركوع في الصلاة.
وترك «بويري» على جسد المخرج المقتول وثيقة مكونة من خمس صفحات تضمنت تحذيرًا لكاتبة السيناريو وهى اللاجئة الصومالية "آيان حرسي علي"، وجاء ذلك بعدما أعلن زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" عن حملة لنشر "الجهاد الثقافي والأخلاقي" في أوروبا.
وعندما أحبطت الشرطة الإسبانية مؤامرة كانت تحاك في أكتوبر 2004 لاستهداف المحكمة الوطنية تم الكشف عن مجموعة جندت في إسبانيا تحت اسم "شهداء من أجل المغرب" تزعمها الجزائري "محمد أشرف"، وتبين أن هذه المجموعة مرتبطة بـ"محمد بويري" و"هوفستاد"، واكتشفت الشرطة الإسبانية أن الجزائري مول المجموعة الهولندية وأجري مكالمات هاتفية مع "بويري".
نهج الإخوان
تنتهج جماعة "هوفستاد" الهولندية ايديولوجية جماعة الإخوان، وتسير على نفس الخط الخاص بها من حيث التمويل واساليب الانتشار، فهناك مساجد تسيطر عليها الجماعة ، كما تحصل على تمويلها من قوى دولية على صلات بالإخوان مثل قطر.
ويقول رونالد ساندي كبير المحللين السابقين في مكافحة الإرهاب في المخابرات العسكرية الهولندية، إن الكثير من الأفكار الخطرة التي يتم نشرها بين الشباب الهولندي المسلم تأتي من خلال النهج الذي يتم نشره من خلال المساجد التي تمولها قوى دولية على صلات بجماعة الإخوان، مؤكدا على وجود قوى خفية لأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية والمتعاطفين معها داخل هولندا.
فيما أشار تقرير "ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال -تي آي چيه" إلى أن هناك تيارا سلفيا متشدد يتم تدريسه في المساجد التي يتم تمويلها من قبل قطر، موضحًا أن التمويل أتى بالفعل في وقت قصير، لدرجة ان الجماعة استطاعت شراء أربعة عقارات في أمستردام وروتردام وذاهيج قيمتها تناهز الخمسة ملايين يورو فى وقت قصير.
بيد أن أجهزة الإعلام الهولندية نشرت معلومات مستقاة من ملفات أجهزة المخابرات حول تنظيم الإخوان في هولندا، وأشار أحد التقارير الاستخباراتية إلى الارتباطات المالية التي نشأت بين أعضاء الاخوان في هولندا وبين كل من "سمير عزوز" و"نور الدين الفاطمي" وهما قياديان في مجموعة "هوفستاد"، ومن خلال العلاقة الوطيدة بينهم استطاعت الجماعة إحراز موطئ قدم لها في هولندا من خلال احكام سيطرتها على أكبر مسجدين في البلاد، وهما (مسجد روتردامس إيسلاموسكس وويستر موسكي في غرب امستردام).
نقلا عن المرجع

شارك