بعد هزيمة النهضة في الانتخابات الرئاسية.. ما البدائل المتاحة أمام الذراع الإخوانية بتونس؟

الأربعاء 18/سبتمبر/2019 - 01:20 م
طباعة بعد هزيمة النهضة
 
نهاية غير متوقعة لسباق مثير، هكذا يمكن وصف الانتخابات الرئاسية التونسية التي أسدل الستار عليها، مساء الاثنين 16 سبتمبر 2019، بمشاركة بلغت 45% من إجمالي من يحق لهم التصويت، والبالغ عددهم 7 ملايين.
ووفقًا لما أعلنته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، تصدر الأكاديمي المستقل قيس سعيد النتائج الأولية للسباق الانتخابي بعد حصوله على 18.8%، بينما جاء رجل الأعمال نبيل القروي في المرتبة الثانية بنسبة 15.7%، بينما جاء مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو في المرتبة الثالثة بنسبة 12.8%.
انهيار مبكر
وعلى الرغم من أن هذه النتائج ليست نهائية، وجاءت بعد فرز نحو 89% من الأصوات، فإنها ألقت بظلالها السلبية على حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تونس، حيث ظهر التصدع سريعًا داخل جدران الحركة عقب الهزيمة في الانتخابات الرئاسية.
وفي أول تصدع سياسي، أعلن القيادي البارز في حركة النهضة التونسية ومدير مكتب رئيس الحركة راشد الغنوشي السياسي زبير الشهودي استقالته من الحركة، في رسالة عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الثلاثاء 17 سبتمبر 2019، وذلك عقب هزيمة الحركة في الانتخابات الرئاسية.
واتهم مدير مكتب الغنوشي الحركة بالفشل في استقطاب الناخبين لصالح مرشحها عبد الفتاح مورو، معتبرًا أن استقالته جاءت «استجابة للرسالة مضمونة الوصول من الشعب التونسي العظيم».
وطالب زبير الشهودي من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بـ«اعتزال العمل السياسي، وإبعاد صهره رفيق عبد السلام وكذلك كافة القيادات في الحركة، الذين دلسوا إرادة كبار الناخبين في إقصاء مباشر لكل المخالفين في الرأي، خصوصًا القيادات التاريخية للحركة».
وأكد القيادي في حركة النهضة أن خطابهم فشل في استمالة التونسيين الذين يهدفون إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية، وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية، دون النظر إلى الوعود الزائفة والخُطب الدينية المُبالغ بها، مُشيرًا إلى أنه «سوف ينشر تجربته مع الحركة، ورأيه في أدائها لاحقًا».
بعد فشل حركة النهضة في السيطرة على مقاليد الحكم والوصول إلى قصر قرطاج عبر مرشحها عبد الفتاح مورو، وعلى الرغم من أن الحركة مازالت مرشحًا رئيسيًّا للوصول إلى رئاسة مجلس نواب الشعب عبر مرشحها راشد الغنوشي؛ فإن الحركة سوف تمر بزلزال سياسي خلال الفترة المقبلة. 
وهناك عدة سيناريوهات مطروحة، إما أن يتم التركيز عبر قواعد الحركة على انتخابات مجلس نواب الشعب، خصوصًا وأن رئيس المجلس يملك صلاحيات كبيرة وفقًا للدستور التونسي؛ لذا فإن الحركة ستواصل تماسكها وتعمل بقوة في حملة راشد الغنوشي، مرشح النهضة على رئاسة المجلس.
وتهدف الحركة عبر هذا الطرح إلى الحفاظ على وجودها في الساحة السياسية التونسية، خصوصًا وأن خسارتها منصبي الرئاسة ورئاسة البرلمان قد يدفع بها خارج المعادلة السياسية، ويفتح الباب أمام فتح ملفات قديمة مسكوت عنها بواسطة المعارضة.
وأما السيناريو الثاني، فإنه يتعلق بتعرض حركة النهضة لهزة عنيفة في الأيام المقبلة، عقب سقوط عبد الفتاح مورو، وهو ما يفتح الباب أمام المعسكر المعارض لسياسات رئيس الحركة ونائبه لإبراز رفضهم لسياساتهم، خصوصًا فتح أبواب الحركة أمام صهر الغنوشي، وتورط الحركة في إنشاء تنظيم سري متهم بإجراء عمليات اغتيالات في الداخل التونسي ضد شخصيات معارضة.
وهذا السيناريو ظهرت بوادره مع خروج زبير الشهودي من عباءة الحركة، وتهديده بالحديث عن كواليس ما دار في النهضة خلال الفترة الماضية، وهو ما سيعود بالسلب على صورة الحركة لدى الشارع التونسي.
ويعد زبير الشهودي أحد شباب حركة النهضة في ثمانينيات القرن الماضي، واعتُقِلَ مرات عدة بتهمة الانضمام للحركة في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، ثم شغل منصب موقع مدير مكتب زعيم الحركة راشد الغنوشي، قبل أن يتولى مهمة مسؤول التواصل مع وسائل الإعلام في الحركة.

شارك