بتنشيط خلاياه النائمة.. داعش يحاول جر روسيا لحرب مفتوحة على أراضيها

الأربعاء 18/سبتمبر/2019 - 01:22 م
طباعة بتنشيط خلاياه النائمة..
 
كشفت وزارة الداخلية الروسية الثلاثاء 17 سبتمبر الجاري على موقع «شرطة روسيا»، أن قوات الشرطة بالتعاون مع الأمن الفيدرالي ضبطت خلايا سرية تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في 17 منطقة روسية خلال العام الحالي، كما تم تسجيل 972 جريمة ذات طابع إرهابي خلال النصف الأول من العام الحالي.
وأوضح رئيس الإدارة العامة لمكافحة التطرف في وزارة الداخلية «آوليج إلينيخ»، أن المناطق التي عملت فيها تلك الخلايا شملت العاصمة موسكو ومقاطعتي موسكو وفلاديمير وسط البلاد ومقاطعتي سامارا وساراتوف في حوض الفولجا، وإقليمي كراسنودار وستافروبول ومقاطعة أسترخان وجمهوريات داجستان والشيشان وأديجيا وقبردين بلقار جنوب البلاد، إضافة إلى إقليم كراسنويارسك في  سيبيريا ومقاطعة تيومين ودائرتي يامالو نينيتسك وخانتي مانسي في منطقة الأورال شرق البلاد.
داعش روسيا
يواصل «داعش» تنشيط خلاياه النائمة في روسيا؛ حيث يحتاج التنظيم إلى تلك الخلايا لتنفيذ أعماله الإرهابية؛ لإثبات حضوره أمام العالم من خلال إرهابه في روسيا تحديدًا، هو ما تعيه الدولة الروسية تمامًا؛ لذا تطلب من جميع الدول الأوروبية التعاون معًا للتصدي لهذا الخطر الداهم، إضافةً إلى مراقبة الأجهزة الأمنية الروسية لأنشطة «داعش» الإرهابية؛ حتى تتمكن من القضاء على أذرعه وخلاياه النائمة.
بعد الهزائم المتلاحقة التي دحرت «داعش» في كل من سوريا والعراق، بحث التنظيم عن مناطق جديدة يخترقها باستراتيجية تنشيط خلاياه النائمة، أو الذئاب المنفرد، ولم يكن أنسب من أوروبا أمام التنظيم لدى محاولته إثبات وجوده وعدم هزيمته، واستهدف داعش روسيا تحديدًا؛ لأنها حاربته في سوريا وقضت على فلوله هناك، كما أن موسكو هي أول من تصدى لداعش منذ ظهوره فى عام 2014، عدة ثوابت لمحاربة الإرهاب، منها إيمانها بأهمية دورها فى مكافحة الارهاب المتمثل في «داعش»، فهي تدرك أنها مهددة فى أي لحظة بامتداد الخطر إليها؛ لأنها شريك حيوي فى المنطقة.
نقل المعركة
وعن سبب استهداف تنطيم «داعش» للدولة الروسية، أشار «هشام النجار»، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن «داعش» يهمه في الوقت الحالي الثأر لنفسه من القوى التي تسببت في إخراجه من مراكز نفوذه وإلحاق الهزيمة به سوريا على وجه التحديد وفي مقدمة هذه القوى روسيا التي يخطط «داعش» لنقل المعركة لأراضيها، وذلك لتحقيق عدة أهداف، منها جر روسيا لمعركة مفتوحة داخل أراضيها من شأن نتائجها التقليل من الإنجاز الروسي على الأرض السورية، وحرمان روسيا من التسويق في الداخل الروسي للانتصارات والإنجازات العسكرية التي تحققت.
وأضح «النجار» في تصريح للمرجع، أن داعش يعمل من أجل تنفيذ استراتيجيته على إرسال رسائل لمؤيديه وأنصاره؛ للتأكيد على أن هذه ليست نهاية المعركة، بل هناك معركة استنزاف بدأت ضد من تسببوا في تقويض مركز الخلافة الداعشية المزعومة، ليتسنى له القيام بتجنيد أعداد جديدة والحفاظ على التنظيم من الانشقاقات.
وعن الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي في روسيا، أشار الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية إلى أنه عادة إذا كان هناك نشاط ملحوظ للتنظيمات الجهادية في مكان ما فهناك تخديم على هذا النشاط على مستويين، الأول وجود خلايا مضيفة تابعة للتنظيم تتولى مهمة توفير المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي، أما المستوى الثاني وجود حاضنة اجتماعية من قبل بعض السكان المحليين المتعاونين من خارج الانتماء التنظيمي؛ لتوفير غطاء اجتماعي يخفي الأنشطة الإرهابية والمسلحة.

شارك