تلويح بتدخل عسكري.. هل تُصعِّد «واشنطن» ضد «طهران» بعد هجوم أرامكو؟

الأربعاء 18/سبتمبر/2019 - 01:34 م
طباعة تلويح بتدخل عسكري..
 


أثارت الهجمات على منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية، توترات عالمية، فيما يتعلق بمستقبل الاقتصاد العالمي وأسعار البترول، والنزاع الجيوسياسي في منطقة الشرق المتوسط.
وفي حين وصفت المملكة العربية السعودية، الهجمات بأنها أحداث كـ«11 سبتمبر» جديدة، جاء تعليق الولايات المتحدة الأمريكية مشيرًا إلى تصعيد محتمل ضد إيران.
وقال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، في تصريحات الثلاثاء 17 سبتمبر 2019، إن إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم وأكبر تهديد للاستقرار والأمن في المنطقة.
ويتوجه وزير الخارجية مايك بومبيو، الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 إلى السعودية على خلفية الهجمات على منشأتي النفط.
وقال بنس إن الاستخبارات الأمريكية، تعمل الآن على مراجعة كل الأدلة في هجمات أرامكو، مشيرًا إلى أن الجيش الأمريكي مستعد بعد هجمات السعودية.
مهمة بومبيو في السعودية
وتأتي تصريحات بنس، بعد يوم واحد من تعليقات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الذي لوح بأنه لا يريد الدخول في صراع جديد مع إيران إلا إذا كان مضطرًا.
وقال دونالد ترامب، الإثنين 16 سبتمبر 2019: «في بعض الأحيان نضطر لذلك، الأمر يبدو كذلك (بأن إيران مسؤولة عن الهجوم)، نحن نتحقق من ذلك الآن وسوف نبلغكم».
وأشار ترامب، إلى أنه في حال قررت واشنطن التدخل، فإنها تمتلك أفضل أسلحة وتحديدًا الطائرات المقاتلة والصواريخ، وهذا سيكلف السعودية فاتورته، قائلا: «كان ذلك هجومًا على المملكة العربية السعودية وليس هجومًا علينا، ولكننا بالتأكيد سنساعدهم، إنهم حليف عظيم، وأنفقوا 400 مليار دولار على دولتنا خلال السنوات الأخيرة».
وأضاف: «أعتقد أنها مسؤولية السعوديين، إذا كان شخص ما مثلنا سيساعدهم، أعلم أنه سيتم دفع المال مقابل ذلك، الحقيقة هي أن السعوديين سيكون لهم مشاركة كبيرة إذا قررنا أن نفعل شيئًا ما، وهذا يتضمن الدفع، وهم يفهمون ذلك بشكل كامل».
وأضاف: «يجب أن نجلس مع السعوديين ونتوصل إلى شيء ما»، وربما هذه ستكون مهمة بومبيو خلال زيارته للمملكة.
كيف يكون التصعيد المحتمل؟
يرى طارق فهمي أستاذ العلاقات السياسية بجامعة القاهرة، أن احتمالية التصعيد الأمريكي ضد إيران ستكون على مراحل، فهناك خطوات إجرائية ومباحثات تسبق كثيرًا التوجه العسكري.
وقال فهمي في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، إنه مازال الخيار السياسي مطروحًا بشدة في إطار تصريحات الرئيس الأمريكي بأنه لا يريد خلافًا جديدًا مع طهران، وكذلك في وقت يصعب فيه على الإدارة الأمريكية اتخاذ قرار موحد بشأن تحرك للجيش.
«التصريحات المباشرة من المسؤولين الأمريكيين تقول إن التعامل لن يكون عسكريًّا كتوجه أول، كما أن الحسابات الأمريكية للازمة تتعلق بتكلفة ومن يتحملها وظهور واشنطن كفاعل دولي، بينما تواجه المملكة تهديدات أمن قومي» بحسب فهمي.
وقال إن القضية ليست من يمول الضربة العسكرية ضد الحوثيين وإيران، لكنها تتعلق بإمكانية تنفيذ ذلك من الأساس، خاصة في حال استشعرت الحكومة الأمريكية أن إيران ستتعامل مع هذه الضربة باعتبارها حدثًا عارضًا.
ويرى أستاذ العلاقات السياسية، أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي، فإن الولايات المتحة قد تفاجئ العالم بضربة «عشوائية» كإثبات لوجودها الدولي، وتوجه من الرئيس الحالي لتحقيق "نقطة" في الداخل الأمريكي مع اقتراب الانتخابات.
اعتراف حوثي وتورط إيراني
تبنت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، الهجوم الذي استهدف معملين تابعين لشركة «أرامكو» السعودية بطائرات مسيرة، لكن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أكد أن النتائج الأولية للتحقيقات في الهجوم تشير إلى أنه لم ينفذ من الأراضي اليمنية.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، إن الدلائل الأولية تشير إلى أن الهجوم على منشأتي أرامكو تم بأسلحة إيرانية.
وكشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن تفاصيل بشأن الهجوم الإرهابي وقالت إن مصدر الهجوم كان قاعدة إيرانية قريبة من العراق، ونقلت عن مصدر في التحقيقات إن الصواريخ أطلقت فوق العراق والتفت فوق الكويت وصولا إلى منشآتي النفط، لإخفاء مصدر إطلاقها.
وقال المصدر لـ "سي إن إن"، إن بعض الصواريخ فشلت في إصابة أهدافها وسقطت في الصحراء قبل الوصول إلى وجهتها، وإنه "لا مؤشرات على الإطلاق أن هذه الصواريخ جاءت من جنوب السعودية خاصة اليمن".

شارك