تحذير" الحشد الشعبي " وراء اختلاق الأسباب لشن الحملات الامنية علي العراق

الخميس 19/سبتمبر/2019 - 01:56 م
طباعة  تحذير الحشد الشعبي روبير الفارس
 
مليشيات الحشد الشعبي ذات الاتجاه العقائدي الايراني  والمدعومة ماليا من الملالي تمثل خطر داهم علي العراق  .خاصة وان ايران تستخدمها كمخلب قط وذراع توجه بالارهاب حيث تشاء  الكاتب العراقي  جهاد بشير حذر في تقرير مهم من وجود المليشيات التى تتسبب في اختلاق الأسباب لشن الحملات الأمنية علي العراق  أو وجود أسباب حقيقية فعلاً تتذرع بها أجهزة الحكومة وميليشياتها؛ سبيل مقصود لإلحاق مزيد من الأذى بالسكّان المحليين أو العمل على إيصال أماكن التجمعات البشرية إلى وضع غير صالح للعيش؛ وذلك كله بدوافع طائفية خالصة تنتهي إلى قلب كامل للبيئة الديموغرافية، واستبدال تام لأنماط العيش فيها وجاء في التقرير الذى نشرته صحيفة البصائر العراقية 
 أواخر سنة (2017) أعلنت حكومة بغداد (رسميًا) انتهاء العمليات القتالية في العراق، لكنها ما تزال حتى اللحظة ـ ونحن في الثلث الأخير من (2019) ـ تتفاخر بحملات عسكرية متسلسلة وممنهجة تنفذها في محافظات: نينوى، والأنبار، وصلاح الدين، فضلًا عن ديالى، والتأميم، ومناطق أحزمة بغداد الجنوبية والشمالية؛ يدعمها في ذلك التحالف الدولي الذي سبق أن زعم هو الآخر قبيل منتصف (2008) إسدال الستار على تلك العمليات.
وسائل الإعلام الناطقة باسم الحكومة أو المقرّبة منها، وحتى وكالات الأنباء ذات الشهرة والعالمية التي تتخذ مكاتب لها في بغداد؛ تروّج لتلك العمليات بشغف بعدما تسابقت منذ حين على التعاطي مع خبر انتهائها وتسليط الأضواء بانحياز على انتصارات مصطنعة ومواقف موهومة في سبيل إظهار صورة مُجمَّلَة للمشهد العراقي وخاصة على صعيد الأمن؛ الذي تراهن القوى الدولية والإقليمية وهي تتحكم بدفة المنطقة على بقائه مضطربًا بما يهيئ الأجواء لتحركات وانتقالات مرحلية، في الوقت الذي تدفع باتجاه توصيف الواقع بما ليس فيه لأغراض متعددة المقاصد.
أواخر سنة (2017) أعلنت حكومة بغداد (رسميًا) انتهاء العمليات القتالية في العراق، لكنها ما تزال حتى اللحظة تتفاخر بحملات عسكرية متسلسلة وممنهجة
العمليات العسكرية في مناطق مخصوصة من العراق أمر واقع لا مجال لإنكاره أو لمحاولة إضعاف الأقوال المتعلقة به؛ وعلى الرغم من تعدد الأهداف التي ترمي السلطات الحكومية إلى تحقيقها عملاً بمقتضيات المشروع الإيراني المحظي بدعم أمريكي عمليّ في الساحة العراقية؛ فإن اختلاق الأسباب لشن الحملات الأمنية، أو وجود أسباب حقيقية فعلاً تتذرع بها أجهزة الحكومة وميليشياتها؛ سبيل مقصود لإلحاق مزيد من الأذى بالسكّان المحليين أو العمل على إيصال أماكن التجمعات البشرية إلى وضع غير صالح للعيش؛ وذلك كله بدوافع طائفية خالصة تنتهي إلى قلب كامل للبيئة الديموغرافية، واستبدال تام لأنماط العيش فيها، ومؤشرات ذلك كثيرة لا تخفيها أفواه المتحدثين باسم الحكومة ولا أبواق وسائلها الإعلامية… هذا هو الحد الأدنى من التحليل، وإلا فإن أبعاد القضية أوسع مما هو مُتصوّر وأعمق مما هو مقروء في الأحداث.
وقال الباحث  جهاد وفي خضم وسائل الإشغال هذه وأدوات صرف الانتباه عن أزمة تتعقد يومًا بعد آخر، يُثار السؤال الأكثر أهمية: ماذا يجري في بغداد؟!
توجّه صحيفة (إندبندنت) البريطانية مسار النظر صوب جانب محدود من حقيقة المشهد، فتقول إن الوضع الأمني المشوب بالسياسي في العراق يشهد صراعًا علنيًا بين تيارين من ميليشيات (الحشد الشعبي) يجعل حكومة بغداد في مهب الريح؛ لاسيما وأن سلسلة الجدل السياسي بينهما ـ وهما يتنازعان الصلاحيات ـ تقود بالنهاية إلى إخضاع الدولة برمتها للنفوذ الإيراني!
تورد الصحيفة ذلك وتُعقّب؛ وكأنها لا تعلم أن هذا النفوذ أخذ يتحول منذ أمد إلى احتلال واضح تشير المعطيات على الأرض إلى أنه موازٍ لنظيره الأمريكي مع بعض الفوارق في الصلاحيات ومساحات العمل علاوة على سبق الأخير بامتلاكه مقابس منح الضوء الأخضر أو حظره؛ ولكن كما هو ثابت سلفًا فإن وسائل الإعلام الداعمة للرؤية الغربية تجاه (الشرق الأوسط) دائمًا ما تحاول تخفيف وطأة الأحداث التي يمكن أن تستقطب الرؤى الدالة على الحقيقة، وتعتيم الصورة أو صرف النظر عن انعكاساتها وإبطال فرص التداول بتداعياتها، من أجل إبقاء الوضع بمَشاهده وتحركاته ضمن إطار التحكّم والتوظيف.
وسائل الإعلام الداعمة للرؤية الغربية تجاه (الشرق الأوسط) دائمًا ما تحاول تخفيف وطأة الأحداث التي يمكن أن تستقطب الرؤى الدالة على الحقيقة
واضاف الباحث أمّا الولايات المتحدة فتُناور وهي تمارس لعبتها المفضلة في ساحة المنطقة بين تصريحات لمسؤولين أمريكيين تدل على تورط العراق بالسماح لإطلاق صواريخ إيرانية أو طائرات مسيّرة من أراضيه استهدفت منشآت نفط سعودية وفقًا لما أوردته صحيفة (وول ستريت جورنال)، وبين أخرى نسبتها حكومة بغداد لوزير الخارجية الأمريكي (مايك بومبيو) يؤكد فيها أن معلومات حكومة بلاده تشير إلى عدم استخدام الأراضي العراقية في تنفيذ الهجوم حسبما جاء في (الإندبندنت).. وأمّا طهران فلم تقل في هذا السياق من شيء سوى زيادة في تصنّع الموقف الذي تُحاول فيه إبداء الرأي المعادي لواشنطن ضمن سياق مفاوضات الملف النووي الذي لا تجد أمريكا فيها مشكلة ذات تعقيد.
وختم الباحق تقريره قائلا وفي أثناء ذلك؛ هرول عرّاب الحرس الثوري الإيراني (قاسم سليماني) إلى بغداد وقضى فيها يومين ألحقهما بثالث وهو يحاور من يوصفون بالمسؤولين في ملفات لم يُكشف عنها، لكنها معلومة بطبيعة الحال خاصة وأنها تأتي متزامنة مع تنامي أزمة (الحشد) التي تعمل كل من واشنطن وطهران بالتناسق على توريتها خلف ضجيج العمليات العسكرية المتجددة في داخل العراق، وبين ثنايا المخرجات المتوقعة للهجمات الإيرانية على المنشآت النفطية في السعودية، في مشهد يبدو وكأنه على مشارف تصعيد من نوع آخر يأخذ المنطقة نحو دوامة جديدة من الصراع.

شارك