قبل بدء الدراسة.. «المجلس السيادي» يحل ميليشيات الإخوان في الجامعات السودانية

السبت 21/سبتمبر/2019 - 10:46 ص
طباعة قبل بدء الدراسة.. محمد عبد الغفار
 
لحماية الظروف الدراسية في دولة تتعافى من آثار الإطاحة الشعبية بنظام سابق، أعلن المجلس السيادي الحاكم في السودان في تصريحات صحفية، الخميس 19 سبتمبر 2019، إلغاء ما تسمى «الوحدات الجهادية» التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تنتشر على نطاق واسع في الجامعات السودانية، مع التحفظ على مقراتها.

أجواء التهيئة

وأشار المتحدث الرسمي للمجلس العسكري محمد الفكي سليمان، في تعقيبه على القرار، إلى أنه جاء بهدف تهيئة المناخ في البلاد لاستئناف الدراسة بالجامعة، والمقرر أن تبدأ في أكتوبر المقبل، مع بدء عودة الطلاب للدراسة.



وأضاف المتحدث الرسمي للمجلس العسكري، أن هناك قرارات بتوجيه الحرس الجامعي إلى وضع يده على مباني الوحدات الجهادية وسجلاتها، معتبرًا أن هذا القرار يأتي في ظل المشاورات التي يقوم بها المجلس مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك؛ لإعادة فتح الجامعات بما يضمن سلامة الطلاب، وضمان استمرارية الدراسة دون وجود ما يعكر صفوها.

الجامعة هدف الإخوان

تسعى الجماعة الإرهابية إلى استغلال نشاط الشباب واندفاعهم في الجامعات بشكل عام، ورغبتهم في رؤية بلادهم في وضع أفضل، وذلك بهدف استخدامهم كورقة ضغط ضد الأنظمة القائمة في الدول العربية، واستغلال طاقاتهم بما يخدم مصالح الإخوان، وتم ذلك في دول عدة بما فيها مصر.



ومنذ اندلاع الأحداث في السودان، وتنازل البشير عن مقاليد الحكم بالبلاد لصالح المجلس العسكري، سارعت الجماعة إلى استغلال الشباب؛ كما عملت على توظيف العنف والاعتداء اللفظي والجسدي داخل أسوار الجامعة، بما يخالف الأعراف والتقاليد الجامعية بصورة عامة، وظهر ذلك بوضوح في تعليق جامعة النيلين لأعمالها.



كما أصدر تجمع أساتذة الجامعات والكليات والمعاهد العليا، الذي يعد مكونًا أساسيًّا لتجمع المهنيين السوداني، بيانًا صحفيًّا، يوليو 2019، استنكر فيه إرهاب الميليشيات الطلابية التابعة لجماعة الإخوان داخل الجامعات السودانية، معتبرًا أنها تعرقل تهيئة البيئة الآمنة لاستمرار العملية التعليمية، وهو ما يعد مسعى كل الأسر وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات.



وأشار بيان التجمع المهني إلى وجود اتفاق ما بين الإدارات الجامعية الموجودة في مناصبها منذ عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير وجماعة الإخوان، مطالبًا بحل الإدارات الإخوانية، والقضاء على ميليشياتها، وتشكيل سلطة مدنية، بما يضمن استئناف الدراسة.

الفوضى.. مناخ الجماعة المفضل

وفي هذا السياق، يشير الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد عز الدين، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، إلى أن جماعة الإخوان لا تحبذ الوجود سوى في حالة الفوضى والاضطراب الأمني، وإن لم توجد هذه الحالة، تسعى إلى افتعالها عبر إثارة القلاقل، وإشعال الفتن بين المؤسسات الوطنية المهمة، مثل الجيش والقضاء والشرطة، بما يخدم مصلحتها.



وأشار إلى أن جماعة الإخوان في السودان عملت على اللعب على وتر التفرقة ما بين فصائل الشعب السوداني، محاولة السيطرة على مقاليد الحكم في السودان.



وأضاف الباحث إلى أن الجماعة تحاول خلق خلافات واسعة النطاق داخل الجبهة الثورية من ناحية، ومن ناحية أخرى الإيقاع ما بين ذات الجبهة والمجلس العسكري.

شارك