عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران.. والخيار العسكري وارد

السبت 21/سبتمبر/2019 - 10:59 ص
طباعة عقوبات أمريكية جديدة شيماء حفظي
 
فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة 20 سبتمبر 2019، عقوبات مالية جديدة على إيران، إثر تورطها في هجوم السبت 14 سبتمبر 2019 على منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو، شرقي السعودية.

عقوبات كبيرة جدا
وقال ترامب في المكتب البيضاوي خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون: «فرضنا للتو عقوبات على البنك الإيراني الوطني»، وهي ما وصفها وزير الخزانة الأمريكي، بأنها كبيرة جدًّا.

وأكد ترامب، أن ما يحدث لإيران سيئ، وهي على حافة الإفلاس، وكان بإمكانهم إنهاء كل هذا بوقف دعمهم للإرهاب، مشيرًا هي أكبر دولة داعمة للإرهاب.

وقال ستيفن منوشن: إن جولة العقوبات الأخيرة تظهر أن الولايات المتحدة تواصل ممارسة سياسة الضغوط القصوى، مؤكدًا لقد قطعنا الآن كل سبل تمويل إيران.

وتنضم هذه العقوبات إلى حزمة من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة بالفعل ضد إيران، منذ إعلان إدارة ترامب في مايو 2018، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والمبرم عام 2015.

وكانت ميليشيات الحوثي الإيرانية تبنت الهجوم الذي استهدف معملين تابعين لشركة «أرامكو» السعودية بطائرات مسيرة السبت الماضي؛ ما أدى إلى تضرر إنتاج الشركة لفترة من الوقت، لكن السعودية قدمت، الأربعاء، براهين تثبت تورط إيران المباشر في الهجوم.
خيارات الرد الأمريكي.. مجموعة كبيرة من الاحتمالات
وفي سياق متصل، تبحث الإدارة الأمريكية خيارات الرد على إيران، بعد الاتهامات الموجهة لها بالوقوف وراء استهداف منشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو السعودية.

وسيعرض المسؤولون العسكريون الأمريكيون من «البنتاجون» على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مجموعة من الخيارات العسكرية بما فيها قائمة بالأهداف المحتملة داخل إيران، لكن قرار توجيه ضربة لإيران، متوقف على نتائج التحقيقات الجارية بشأن هجوم أرامكو.

وبشأن الحل العسكري، قال ترامب إنه يتوقع نجاح العقوبات على إيران، لكنه يرى أيضًا أن الخيار العسكري متاح وسينجح، لكن لا ينبغي أبدًا الاضطرار لاستخدامه.

ويأتي الاجتماع بعد تأكيد مسؤولين أمريكيين، وعلى رأسهم وزير الخارجية مايك بومبيو أن ثمة ما يشير إلى أن إيران تقف وراء الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين الأسبوع الماضي.

وكان وزير الخارجية الأمريكي توجه في زيارة سريعة وعاجلة إلى السعودية الخميس، وقال: إن الولايات المتحدة تريد حلًّا سلميًّا في المنطقة، لكن إيران تواصل تهديداتها بالحرب، مشددًا في الوقت نفسه على أن العقوبات الأمريكية على نظام طهران ستشتد.

وأضاف بومبيو: «رأينا ما حصل عندما تم الاعتداء على أكبر شركات الطاقة في العالم»، في إشارة إلى الاعتداء الذي طال معملي شركة أرامكو السعودية النفطية، الأسبوع الفائت.

واستهدفت هجمات 14 سبتمبر، معملين تابعين لشركة «أرامكو»، وكشفت السعودية بالأدلة الدامغة أن الهجوم لم ينطلق من اليمن، رغم الانطباع الذي أشاعته إيران.

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي خليل الحلو لقناة سكاي نيوز عربية، إن تصعيد إيران التدريجي وضع الولايات المتحدة أمام خيار صعب، وأصبح الرد العسكري على طهران أمرًا واردًا جدًّا.

ولم يستبعد الحلو قيام الولايات المتحدة برد عسكري محدود بضرب قواعد إيرانية بصواريخ توماهوك، على غرار ما فعلت واشنطن في سوريا عدة مرات وكان له تأثير كبير.

وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي إلى أنه إذ شعر الأمريكيون أن الإيرانيين سيستعملون كامل طاقتهم في الرد، فعندها يمكن للولايات المتحدة أن تذهب إلى الحد الأقصى من خلال حملة جوية قد تدوم عدة أسابيع لتدمير كل البنى التحتية العسكرية الإيرانية، وربما المنشآت النفطية.

واتفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي، مع هذا الطرح، وقال في تصريح لـ«المرجع»: إن خيارات الرد العسكري ربما تكون الخيار الأبعد، وإن تم سيكون بتوجيه ضربة تستهدف مصالح إيران أو منشآتها النفطية في منطقة الخليج.

وأوضح فهمي، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي للسعودية بشكل عاجل لهذا الحد، يعني أن السعودية قدمت إلى الإدارة الأمريكية أدلة تورط إيران في الهجوم، كذلك تعطي تلك الزيارة مدلولات حول قوة السعودية كحليف لواشنطن، واهتمام أمريكا بالهجوم ليس فقط من أجل مصالحها في المنطقة والدفاع عن حليفها، لكن أيضًا حفاظًا على صورتها ووضعها الدولي.

وأشار إلى أن ترامب يريد مجموعة كاملة من الخيارات، مضيفًا: في الشرق الأوسط، بالطبع، لدينا قوات عسكرية هناك، ونقوم بالكثير من التخطيط، ولدينا الكثير من الخيارات.

شارك