خطورة إدماج الإخوان في أوروبا.. موقع بريطاني يفضح تمويل قطر للإرهاب في هولندا

السبت 21/سبتمبر/2019 - 11:16 ص
طباعة خطورة إدماج الإخوان أسماء البتاكوشي
 
شهدت هولندا تسللًا كبيرًا من قبل جماعة الإخوان، وكشف موقع تحقيقات استقصائية بريطاني عن تمويل قطري ضخم لأنشطة الجماعة في هولندا، مشيرًا إلى تقاعس السلطات في أمستردام عن التجاوب مع تحذيرات الاستخبارات في البلاد لما اعتبرته خطرًا على الديمقراطية.


وأوضح موقع «ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال» البريطاني تفاصيل عمليات التمويل التي تتلقاها الإخوان في هولندا من تنظيم الحمدين؛ ما مكن الإخوان من شراء 4 عقارات في أمستردام وروتردام ولاهاي، بقيمة 5 ملايين يورو على الأقل، خلال فترة قصيرة.

هولندا.. مناخ يلائم الإخوان
وتابع الموقع خلال تحقيق أجراه رونالد ساندي المحلل السابق لدى الاستخبارات العسكرية الهولندية، أن الحكومة الهولندية لم تتخذ أي رد فعل على اندماج جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة الأخرى إلى البلاد.

كما لفت إلى تحقيق أجرته المخابرات الهولندية «AIVD» عام 2010 بطلب من البرلمان فيما يخص الإخوان، بين إلى أن أنشطة الجماعة تشكل خطرًا كبيرًا على المدى الطويل.

وأبرز موقع «ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال» تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة في الفترة الأخيرة، خاصة أمستردام وروتردام؛ حيث ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام، والجيل الثالث من المسلمين الذين بالكاد يتحدثون العربية، وكانت المحاضرات والعظات تلقى باللغة الهولندية، ويشارك بها محاضرون دوليون معروفون داخل الجماعة، مثل جمال البدي وحسين حلاوة، وكثيرًا ما كانوا يلقون محاضراتهم بالإنجليزية.

تقرير برلماني
في الوقت ذاته، أوضحت الحكومة الهولندية والاستخبارات خلال تقرير مقدم للبرلمان أن الإخوان في البلاد تعمل بسرية، وتناهض من أجل الاندماج؛ حيث سمح لهم البرلمان بتقلد مناصب مهمة.

وسلط الموقع الضوء على أن شباب المسلمين يتحولون نحو التطرف، على الرغم من إبلاغ عائلاتهم عنهم للشرطة، لا يتم القيام بأي شيء، وكثيرًا منهم انتهى به الحال يقاتل في سوريا.

وقال التقرير إنه في مسعى متأخر من الحكومة للتجاوب مع تلك المخاطر عينت أحد المدربين المشاركين في برنامج مكافحة التطرف، وهو بلال لامراني، الذي تبين فيما بعد أنه أحد المتطرفين.

ولفت التقرير إلى أن لامراني تم الكشف عنه كشف عندما حدثت إحدى الحالات قبل عيد الميلاد عام 2014، وأبلغ أحد أشقاء أشرف بوعمران البالغ من العمر 16 عامًا مسؤول المدينة، أن ابنه كان يدربه لامراني، وغسل دماغه للسفر إلى سوريا، والانضمام إلى جماعة متطرفة.

وكان لامراني عضوًا بالشبكة الهولندية الإرهابية «هوفشتاد» في منتصف الألفينيات، ثم دخل السجن لمدة 3 سنوات في فبراير 2006، في تهم تتعلق بالإرهاب، وأثناء وجوده في السجن، أعرب عن رغبته في تفجير نفسه بمكان يوجد به كثير من الناس، وشجع السجناء الآخرين على أن يحذو حذوه.

حوار الإدماج
وتعد هولندا واحدة من أكبر 5 دول أوروبية تضم أكبر نسبة من المسلمين، أي نحو 1.2 مليون أو 7.1٪ من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 17 مليون، وفقًا لتقرير مركز أبحاث PEW ومقره واشنطن.

ولفت التقرير إلى أن قضايا الاندماج صعبة في هولندا، ولم يكن هناك في السابق مجال للحوار بين مجتمعات المهاجرين الهولنديين الأصليين، في عام 2001، اندلعت مشكلة على إمام مسجد مدرج على قائمة الإرهاب بالمغرب، كان أجرى مقابلة على التلفزيون الهولندي يهاجم المثليين جنسيًّا.

وتابع التقرير أن وزير السياسة والتكامل الحضري للأقليات العرقية، روجر فان بوكستيل دعا ممثلي المسلمين في هولندا لبدء الحوار، ولكن لم يكن هناك هيئة تمثيلية للمجتمع الإسلامي؛ ما أدى إلى إنشاء منتدى للمسلمين والحكومة «CMO» التي تهيمن عليها الإخوان.

كان أحد البرامج الأولى التي بدأتها هيئة مكافحة الإرهاب الجديدة NCTb هي مراقبة المراكز الإخوانية في البلاد. 

وبدأت هذه المراكز في تدريب أجيال جديدة من الدعاة الذين أعادوا تنشيط جماعة الإخوان، وبدأت في بناء المساجد بهولندا؛ حيث لم تكن موجودة في السابق.

وبنيت هذه المساجد بدعم قطر؛ إذ ساعد أحمد الراوي- الذي يرأس مؤسسة «Europe Trust»، وهي منظمة تجمع الأموال لصالح الإخوان وتتحكم في عملياتها المالية في أوروبا- الجماعة على شراء المسجد الأزرق في أمستردام.

شارك