تمدد «داعش» في بوركينا فاسو.. أسباب ونتائج

السبت 21/سبتمبر/2019 - 01:59 م
طباعة تمدد «داعش» في بوركينا أحمد عادل
 
في إطار التمدد الذي يسعى إليه داعش في أفريقيا، تبني التنظيم الإرهابي، الخميس 19 سبتمبر 2019، هجومًا في بوركينا فاسو، أسفر عن مقتل 24 جنديًّا وإصابة 7 آخرين.

وفي بيان لفرع تنظيم داعش بغرب أفريقيا، وقع الهجوم في 20 أغسطس 2019 بكوتوجو بإقليم سوم شمال البلاد، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة 31 جنديًّا في البلاد.

وكان الجيش البوركيني، أعلن في أغسطس الماضي، أن 24 جنديًّا قتلوا في هجوم نفذه إرهابيون دون الإشارة إلي معرفة من هو التنظيم الإرهابي الذي نفذ العملية المسلحة، في شمال البلاد.

وتعاني بوركينا فاسو، من تزايد العمليات الإرهابية في الفترة الأخيرة، إذ اضطر عشرات الآلاف من السكان المحليين إلى النزوح والفرار، نتيجة الهجمات المسلحة، إضافةً إلى الصراعات بين الطوائف، والتي غالبًا ما يغذيها العنف المسلح للتنظيمات المتطرفة.

وتحاول الجماعات المسلحة المنتشرة في شمال بوركينا فاسو، استغلال الحالة المتردية التي تعشيها البلاد مستفيدةً بسهولة التنقل في بلدان مثل مالي والنيجر، وانعدام الأمن، وتعد بوركينا فاسو، من أكثر الدول في منطقة الساحل والصحراء حاضنة للجماعات المسلحة، وهو ما ظهر خلال الفترة الأخيرة من ارتفاع وتيرة الإرهاب في البلاد، مرة أخرى بعد عام 2015.

وأعلن تنظيم داعش الإرهابي على لسان زعيمه أبو بكر البغدادي إقامة ما تسمى بولاية وسط وغرب أفريقيا  من خلال فيديو مصور في شهر أبريل 2019، وعقب ذلك الإعلان، شنت عناصر التنظيم الإرهابي، الكثير من العمليات المسلحة بهدف إغراق البلاد في الوحل، ولعل أبرز تلك الهجمات اختطاف وقتل جيولوجي كندي في بوركينا فاسو، كما قتل 4 أشخاص وأصيب اثنان آخران، في هجوم إرهابي لعناصر مسلحة اقتحمت كنيسة في شمال البلاد، في مايو الماضي.

وتعتبر منطقة الشمال في بوركينا فاسو، هي حاضنة للجماعات المسلحة، إذ يوجد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وهي الفصيل المسلح، الذي يتكون من عدد من الجماعات، أبرزها: «المرابطون – أنصار الدين – إمارة منطقة الصحراء»، وفي أول مارس 2017، أعلنت الجماعات المسلحة في مالي، اندماجها في مجموعة واحدة تحت اسم نصرة الإسلام والمسلمين، وفق ما أعلنه الإرهابي إياد غالي زعيم الحركة الجديد، والتي اعتبرتها وزارة الخارجية الأمريكية منظمة إرهابية في سبتمبر 2018، ويُنظر إليها على أنها الفرع الأقوى لتنظيم القاعدة في غرب أفريقيا، كما يوجد تنظيم داعش منذ أواخر أبريل الماضي.

من جانبه، قال ناصر مأمون عيسي، الباحث في الشأن الإفريقي: إن المساحات الواسعة في منطقة شمال بوركينا فاسو، أصبحت خارج سيطرة القوات الحكومية في البلاد، بسبب استغلال الجماعات المسلحة لحالة الفوضى التي تغذيها الصراعات بين الطوائف.

وأكد ناصر في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن بيان داعش الإرهابي يحتوي على أمرين: أولهما دخول دولة بوركينا فاسو لمنطقة عمليات التنظيم  مستغلة أعمال العنف الموجودة في شمال البلاد، وثانيهما سيطرة التنظيم على كافة دول الساحل والصحراء والغرب الأفريقي، بعمليات نوعية تعبر عن الوجود القوي للتنظيم هناك، كما يدل ذلك على أن «داعش» أصبح منظمة إرهابية عالمية يشمل نشاطها قارات العالم أجمع وخاصًة القارة السمراء. 

ويري الباحث، أن شمال بوركينا فاسو هو أفغانستان القادمة على غرار ما تفعله حركة طالبان في كابول، مشيرًا إلى أن الأسباب التي أدت وجود داعش في البلاد، أبرزها ضعف قوات الأمن بعد استقالة الرئيس السابق بليز كومباوري في عام 2014، إذ تولى كومباوري السلطة في انقلاب عام 1987 أطاح بتوماس سانكارا.، حيث تم بعدها تقسيم أجهزة المخابرات إلى ثلاث وحدات تنافست مع بعضها البعض.

شارك