تقارير إعلامية.. مليشيات الملالي تقتل المتظاهرين بالعراق

الأربعاء 09/أكتوبر/2019 - 11:00 ص
طباعة تقارير إعلامية.. روبير الفارس
 
في ظل استمرار المظاهرات المشتعلة بالعراق  رجحت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، وجود “ميليشيات شبه عسكرية مقربة من إيران” قامت باستهداف المتظاهرين ما أدى إلى وقوع خسائر فادحة في صفوفهم، مشيرة إلى أن أغلب الذين سقطوا من المحتجين كانوا مستهدفين في منطقة الرأس او القلب برصاص “قناصة”.
وقالت الصحيفة في تقرير إن “هناك اشتباه في وجود ميليشيات قريبة من إيران هاجمت المتظاهرين في العاصمة بغداد وغيرها من المدن، ما أدى لوقوع خسائر فادحة في الأرواح بين المتظاهرين، حيث قتل نحو 107 أشخاص وجرح أكثر من 6 آلاف خلال الأيام الستة الماضية، على الرغم من أن الأطباء في المشافي يقولون إن الحكومة تقلل من العدد الحقيقي للقتلى”.ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله: “إن ميليشيات موالية لإيران استولت على قطاع من بغداد وهي مسؤولة عن أمنه”.
وذكر أن “القناصة الذين ينتمون إلى هذه الميليشيات أطلقوا نيرانهم على المتظاهرين، مستهدفين الرؤوس أو القلوب في أغلب الأحيان”، بينما يقول شهود العيان إن “الجنود أيضا يطلقون النار مباشرة على حشود المتظاهرين، الذين يطالبون بإسقاط الحكومة والحصول على وظائف ووضع حد للفساد”.

ميليشيات تهاجم المتظاهرين

وبينت أن “القوات شبه العسكرية -الميليشيات- هاجمت المتظاهرين المصابين في المستشفى”.
ونقلت عن أحد الأطباء من الذين يعملون في مجمع مدينة الطب وسط بغداد، إن “أعضاء من ميليشيات تدعى العصائب، المعروفة بتعاطفها مع إيران، قد اقتحموا جناحا في مستشفى مليء بالمتظاهرين الجرحى وبدؤوا بضربهم، وعندما احتج على ذلك التصرف، قيل له “أن يهتم بشأنه الخاص” وضربوه بهراوة”.

استمرار حركة الاحتجاج

ونقلت الاندبندنت عن أحد المراقبين قوله إن “المتظاهرين في أوج شبابهم ويشعرون أنه ليس لديهم ما يخسرونه وسيواصلون الاحتجاج مهما حدث، مبينة ان المؤشرات في الوقت الراهن تدل على أن القمع سيستمر لكنه لن ينجح”.
وتابعت “على الرغم من أن العراق يتمتع بعائدات نفطية شهرية تزيد على 6 مليارات دولار، فإن الفساد الحكومي المتفشي منذ عام 2003، حال دون تنفيذ عمليات إنشاء الطرق والمدارس والمستشفيات الجديدة، والتي كانت ضئيلة جدا وأن هناك نقصا مزمنا في الكهرباء وفي الماء في بعض المدن”.
وقبل كل شيء، هناك نقص في الوظائف في بلد يقدر عدد سكانه بـ38 مليون نسمة، ويبلغ معدل زيادته مليون نسمة في السنة، بينما يشكل الأشخاص دون سن الثلاثين 70% من السكان، وكثير منهم عاطلون عن العمل، بما في ذلك 307 آلاف خريج جامعي، قام بعضهم بالتمركز على أبواب الوزارات في بغداد خلال الأشهر الثلاثة الماضية ، ساعين للحصول على أعمال تناسب مؤهلاتهم، لكنهم لم يظفروا بها.
وأوضحت، أنه “لا يمكننا إغفال حقيقة أن الغضب الشعبي يزداد عاما بعد الآخر بسبب المظالم الاجتماعية والاقتصادية الطويلة الأمد، وأن هزيمة داعش بعد حصار الموصل في عام 2017 تعني أنه لم يعد لدى الحكومة ذريعة باستنفاد كل طاقاتها ومواردها في الحرب ضد المجموعات الشبيهة بتنظيم القاعدة، ولكن هذا لا يفسر تماما السبب الذي جعل الحكومة إلى جانب الجماعات شبه العسكرية الموالية لإيران، ترد بعنف وبشكل مضاد على مسيرة احتجاجية صغيرة نسبيا خرجت على جسر الجمهورية في بغداد يوم الثلاثاء الماضي”.
وقالت “لا بد من الإشارة إلى أنه كانت هناك احتجاجات أكبر بكثير دون أن تثير مثل هذا العنف في السنوات السابقة، بما في ذلك احتجاجات انطلقت العام الماضي في البصرة كانت قريبة من انتفاضة عامة، ولكنها لم تشهد إطلاق رصاص حي على المتظاهرين”.
“وفي عام 2016 ، اقتحم المتظاهرون المنطقة الخضراء في بغداد ونهبوا مبنى البرلمان ومكتب رئيس الوزراء بينما كانت قوات الأمن تقف متفرجة”.
واعتبرت مصادر الصحيفة أن السلطات الحكومية في العراق تحاول دغدغة المشاعر الدينية والطائفية، مستهدفة على وجه الخصوص أبناء الطائفة الشيعية التي بدت بصدد التحوّل من حاضنة للنظام القائم أساسا على حكم الأحزاب الشيعية، إلى حاضنة للتمرّد عليه والعمل على إسقاطه، وذلك مع صعود جيل جديد من الشباب قليل الاكتراث بالعامل الطائفي، وبشعارات الأحزاب الدينية التي تقود العملية السياسية القائمة منذ قرابة الستة عشر عاما.
وقال أحد المشاركين في الاحتجاجات لصحيفة العرب، إنّ بعض الدوائر تقدّم أشخاصا من غير المشاركين في المظاهرات باعتبارهم من قادة الحركة الاحتجاجية وتحاول الإيهام بإجراء حوار وعقد اتفاقات معهم. وتبرّأ ذات المتحدّث من المجموعة التي التقت مؤخرا برئيس مجلس النواب محمّد الحلبوسي وقدّمت له “مطالب المحتجين”، مؤكّدا أن لا صلة لتلك المجموعة بالمتظاهرين.
وتوعد متظاهرون من جميع أحياء بغداد بالانطلاق بعد ظهر الأربعاء في تظاهرة حاشدة تدين العنف الحكومي وتؤكد على سلمية المتظاهرين إزاء الميليشيات الإيرانية التي قامت بقنصهم وقتل العشرات منهم. وتوقعت مصادر محلية في بغداد ان تكون تظاهرة يوم الأربعاء حاشدة وكبيرة وبمشاركة شعبية من مختلف أحياء العاصمة، حسب الصحيفة.
واشتعلت شرارة انتفاضة اكتوبر  شارك فيها عشرات الآلاف في بغداد، وبعض محافظات وسط العراق وجنوبه، فيما طالبوا بالإصلاح واسقاط النظام المبني على أساس المحاصصة الطائفية.
وتقول الصحيفة، أن الاحتجاجات التي أخذت مدى غير متوقّع اربكت السلطات الحكومية التي راوحت بين الاعتراف بمشروعية مطالب المحتجّين والعمل على تهدئتهم بإجراءات عاجلة، من جهة، وبين تجريم حركة الاحتجاج ونسبتها إلى “مؤامرة” على النظام، من جهة مقابلة.
وفي أوضح موقف دولي من حركة الاحتجاج في العراق، دعا السفير البريطاني لدى بغداد، جون ويلكس، القوات الحكومية إلى حماية المتظاهرين، مؤكدا أن مطالب المحتجّين مشروعة.
وقال ويلكس، عبر حسابه على تويتر إنه “لا حاجة لنظرية المؤامرة، فالمطالب الأساسية للمتظاهرين تنتظر منذ زمن طويل، كما أنها مطالب مشروعة”. وأضاف “على العراق أن يحمي العراقيين من خلال قوات الأمن”.
من جانبه طالب وزير الخارجية الأمريكي بومبيو بضرورة ضبط النفس، مدينًا العنف المفرط الذي استخدمته السلطات في العراق ضد المتظاهرين.
وواجهت القوات الحكومية مدعومة بميليشيات تابعة للأحزاب الشيعية موجة الاحتجاجات بعنف شديد مستخدمة الرصاص الحي ضدّ المتظاهرين، ما أسفر عن وقوع العشرات من القتلى في صفوفهم، إضافة إلى الآلاف من الجرحى.
 وأعلن مسؤول بوزارة الصحة، ، استقبال مستشفيات البلاد قرابة 165 من جثث القتلى في الاحتجاجات.
تحليل 
 ويقول مراقبون للوضع العراقي انه منذ البداية، هاجم المتظاهرون الغاضبون مظاهر نظام الملالي في العراق ومن بينها مكاتب مجموعات الميليشيات التي زرعها هذا النظام في العراق، وكذلك مكاتب عناصر جبهته السوداء وأشعلوا فيها النيران رافعين شعار "إيران بره بره".
ويدل رفع الشعارين الرئيسيين للمظاهرات، "فليسقط النظام" و " إيران بره بره" جنبًا إلى جنب، على أن الشعب العراقي يدرك جيدًا أن تغيير الحكم وتحديد مصيره أمر مستحيل دون الإطاحة بالنظام وعملائه.
وساهمت هذه الاحتجاجات في عرقلة الامتداد الهائل الذي أنفق خامنئي عليه مليارات الدولارات لكي يستعرض سخافاته في مراسيم الأربعين الحسيني بالعراق. بحيث نصحت وزارة الخارجية للنظام أولئك الذين عقدوا العزم على زيارة الأضرحة بالامتناع عن السفر.
ولا يخفي الملالي الجشعون في المحافظة وأجهزتهم الدعائية أن الغرض من هذا الكرنفال المثير للاشمئزاز هو أن يحققوا بهذه الطريقة ما فشل خميني في تحقيقه بالحرب، وتوسيع سطوته في العراق.
من حيث المبدأ، تركزت هذه الانتفاضة في بغداد والمحافظات الجنوبية من البلاد، وباستثناء بغداد، ذات النسيج السكاني المزدوج، فالمحافظات التي حدثت فيها الانتفاضة هي في الأصل محافظات شيعية، وهذا دليل قاطع على كذب إدعاء نظام الملالي بأنهم يسيطرون على الشيعة في العراق، إضافة إلى أنه ليس هناك شك في كراهية السنة العراقيين للنظام أيضًا.
وتجدر الإشارة إلى أنه عندما ذهب ظريف إلى السويد في رحلة دون دعوى في أواخر أغسطس الماضي كشف عن أصله الجلاد عندما تظاهر الإيرانيون وأنصار مجاهدي خلق احتجاجًا على حضور هذا المجرم.
وقال في إشارة إلى المتظاهرين: "لو كانوا في العراق لأكلهم الشعب العراقي". والآن يرى الجميع بأم أعينهم مدى غضب وكراهية الشعب العراقي لنظام الملالي. وبالمناسبة، هؤلاء هم ملالي الحكومة الذين يقولون إن مجاهدي خلق MEK هم من تسببوا في انتشار الانتفاضة العراقية.

دوي الانتفاضة العراقية داخل نظام الملالي

إن الانتفاضة العراقية، مثلها مثل كل الأحداث والضربات السياسية، أدت إلى مزيد من الانقسام في نظام الملالي وتصعيد صراع الاجنحة في هذا النظام. وعلى الرغم من أن العصابات المختلفة في نظام ولاية الفقيه تتفق في مواقفها بشأن سياسة تصدير الرجعية وتوسيع هيمنتها الشيطانية في المنطقة، إلا أنهم الآن يتبنون مواقف متناقضة بشأن الانتفاضة العراقية ويشعرون بالرعب من عواقبها.
وتحدث أئمة الجمعة الخمينيين في عدة مدن عن الانتقاضة العراقية وأبدوا رعبهم من أن تشبه هذه الانتفاضة انتفاضة يناير 2018، وأفرغوا حقدهم ضد المعارضة وعلي راسها  مجاهدي خلق واتهموهم بالوقوف وراء الانتفاضة العراقية.
وبناءً على التجارب السابقة، عندما يشير نظام الملالي إلى مجاهدي خلق يشعر بطريقة أو بأخرى بالتهديد بالإطاحة لأن مجاهدي خلق بالنسبة لهذا النظام مرادف لكلمة الإطاحة به.
فيما يتعلق بالانتفاضة العراقية، بصرف النظر عما يقوله مسؤولو النظام والملالي في الحكومة، فإن الحقيقة هي أن وجود مجاهدي خلق في العراق لسنوات طويلة له تأثير كبير على المجتمع العراقي، وأن بذور الوعي والمعرفة التي نثروها في الأراضي العراقية على مدى هذه السنوات ودفعوا ثمنًا باهظًا لنثرها؛ قد أثمرت الآن.
وبعد احتلال العراق، عندما بات من الواضح اهتمام الوطنيين العراقيين الكبير وغضبهم تلقائيًا تجاه المحتلين، بذل مجاهدو خلق جهودًا دؤوبة ومستمرة للفت إنتباههم للعدو الاستراتيجي لوطنهم والمنطقة بأسرها، أي ولاية خميني المخزية والإجرامية والملالي الذين يتبعون نهجه. هذا وقد جعل الوعي بالتجارب المريرة والكوارث الناجمة عن هيمنة الملالي وعناصرهم الإجرامية في العراق؛ الأمر أكثر عمقًا.
وكثيرًا ما كان لهذا الوعي أبعادًا وطنية بتوقيع القوائم المليونية، بما في ذلك قائمة 3 ملايين شخص من الشيعة العراقيين وبيان 5 مليون و 200000 شخص من الشيعة والسنة العراقيين. وكان محتوى هذه البيانات، بعد عقد اجتماعات شعبية ضخمه، هو دعم مواقف منظمة مجاهدي خلق في مواجهة نظام الملالي والإعلان عن الحقيقة الجلية؛ وهي أن العدو المشترك للشعب الإيراني والعراقي هم الملالي الحاكمين في طهران.
كما يرى الشعب العراقي اليوم أنه يُقتل على أيدي هؤلاء البربر الذين قصفوا خلال السنوات الماضية مجاهدي خلق MEK في معسكر أشرف وليبرتي في العراق بالقنابل والصواريخ. ويدرك الشعب العراقي الآن بشكل غير مسبوق أن نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران وراء بؤس الشعب العراقي مثلما حدث مع الشعب الإيراني. وأن هذه المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار طالما لم يتم استئصال هذه الغدة السرطانية، بيد أن انتفاضة الشعب العراقي تبشر مثل انتفاضة الشعب الإيراني بأنه قد حان الوقت ليوم الحساب واقتلاع الرجعية الخمينية من جذورها.

شارك