تحذيرات أممية من تغلغل الإرهاب في دول شمال إفريقيا
الأربعاء 09/أكتوبر/2019 - 02:05 م
طباعة
حسام الحداد
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين الماضي 7 أكتوبر 2019، من مغبة تغلغل “التنظيمات الإرهابية” في منطقة الساحل الإفريقي، وجميع أنحاء ليبيا.
جاء ذلك في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول “الدبلوماسية الوقائية ومنع النزاعات وحلها في إفريقيا”، بدعوة من جنوب إفريقيا رئيسة أعمال المجلس للشهر الجاري.
وقال غوتيريش “نحن نرى شبكات إرهابية في جميع أنحاء ليبيا وشمالي إفريقيا، تمتد عبر الساحل إلى منطقة بحيرة تشاد، وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق، وهذه معركة لا نكسبها حاليًا”.
وأشار إلى أنها ليست قضية إقليمية، ولكنها تشكل خطراً واضحاً وحاضراً على السلام والأمن العالميين.، وفق وكالة الأناضول.
ونوه بأن الجماعات الإرهابية تهاجم قوات الأمن المحلية والدولية بانتظام والعنف ينتشر عبر الدول الساحلية على طول خليج غينيا، وكذلك نيجيريا من جانب جماعة “بوكو حرام”.
كما حذر الأمين العام من مخاطر تداعيات الأزمة في ليبيا علي جميع أنحاء المنطقة، خاصة مع “تحرك المقاتلين باستمرار عبر الحدود”، مضيفا أن ممثله الخاص (غسان سلامة) يعمل الآن مع الشركاء الإقليميين والوطنيين والدوليين لمنع المزيد من تصعيد العنف وتشجيع العودة إلى العملية السياسية.
ومنذ عام 2011، تعاني ليبيا، البلد الغني بالنفط، من صراع على الشرعية والسلطة، يتركز حاليًا بين حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليًا وقوات الشرق الليبي بقيادة اللواء متقاعد خليفة حفتر.
وتنشط بمنطقة الساحل الإفريقي، العديد من التنظيمات المتطرفة، ومن بينها فرع القاعدة ببلاد المغرب.
وتشن هذه التنظيمات من حين لآخر هجمات تستهدف الثكنات العسكرية والأجانب بدول الساحل، خصوصًا في مالي، التي سيطرت على أقاليمها الشمالية تنظيمات متشددة في 2012، قبل طردها إثر تدخل قوات فرنسية حينها.
كان نتيجة هذا محاولة تضافر الجهود الدولية والافريقية لمواجهة الارهاب وجاء على رأس هذه الجهود خلال الشهر الماضي سبتمبر 2019، ان احتضنت مدينة واجادوجو، عاصمة بوركينافاسو، في 14 سبتمبر 2019، قمة طارئة لرؤساء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، لمناقشة خطر الإرهاب الذي يضرب المنطقة وضرورة تنسيق الجهود لمواجهته، وخاصة في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد، حيث تنتشر جماعات مرتبطة بـ«القاعدة» و«داعش».
المجموعة الاقتصادية التي تضم 15 بلداً، عقدت قمتها بمشاركة بلدان أخرى من خارجها، معنية بموضوع محاربة الإرهاب، وهي موريتانيا وتشاد والكاميرون، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمغرب، وممثلين عن بلدان غربية كفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
وناقشت القمة سبل تعزيز العمل الجماعي لمحاربة الإرهاب على نحو أكثر فاعلية، وذلك من خلال تعزيز التعاون والتنسيق الأمني، وإعادة تحديد المجالات ذات الأولوية للدول التي تواجه خطر الإرهاب، فيما تسعى المجموعة الدولية إلى أن تخرج القمة برؤية واضحة للأمن الجماعي في غرب أفريقيا، من خلال التنسيق بين فضائي الساحل الأفريقي ودول خليج غينيا التي تحارب تنظيم «بوكو حرام» في منطقة بحيرة تشاد.
وتحاول مجموعة دول الساحل الخمس منذ خمس سنوات أن تواجه خطر الإرهاب، ولكنها عجزت في ذلك بسبب ضعف الإمكانيات وغياب التمويل، وذلك ما دفع رئيس النيجر محمدو يوسفو قبل أشهر إلى المطالبة بتشكيل «تحالف دولي» لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل، في ظل عجز الاستراتيجية والمنظومات الحالية.
وتنتشر في منطقة الساحل الأفريقية قوة عسكرية مشتركة تتشكل من 5 آلاف جندي من بلدان (موريتانيا، ومالي، والنيجر، وتشاد، وبوركينافاسو)، كما توجد قوات فرنسية يصل قوامها إلى 4500 جندي، وقوات أممية لحفظ السلام في دولة مالي يصل عدد أفرادها إلى 15 ألف جندي، ولكن كل ذلك لم يمنع من تصاعد الهجمات الإرهابية التي وصلت العام الماضي إلى قرابة 500 هجوم.
وأشار رئيس ساحل العاج الحسن واتارا خلال القمة إلى أن القوات الأممية التي توجد في مالي وبقية القوات التابعة لدول الساحل «غير كافية» لمواجهة خطر الإرهاب، قبل أن يؤكد: «علينا أن نجد وسائل أوسع وأكثر فاعلية للتنسيق».
وتواجه بلدان غرب أفريقيا مخاطر جدية بسبب تصاعد الهجمات الإرهابية، إذ تشير منظمة (أوكسفام) غير الحكومية إلى أن «13 مليون شخص (في منطقة غرب أفريقيا) يحتاجون إلى مساعدة»، وذلك بعد أن هجروا مساكنهم بسبب الهجمات الإرهابية.
وغير بعيد من مكان انعقاد القمة الطارئة في عاصمة دولة بوركينافاسو، يخيم شبح الإرهاب على مناطق واسعة من شمال وشرق البلاد، حيث تغيب الدولة وتفرض جماعات مسلحة تابعة لـ«القاعدة» و«داعش» سيطرتها وتشن بشكل يومي هجمات ضد المدنيين وعناصر الجيش البوركيني العاجز عن مواجهتها وحده.