تداعيات العدوان التركي.. فرنسا تدعو لاجتماع أوروبي عاجل مع أردوغان

السبت 19/أكتوبر/2019 - 11:27 ص
طباعة تداعيات العدوان التركي.. شيماء حفظي
 
كررت فرنسا، رفضها للعملية التركية في سوريا، في وقت تتمسك فيه باريس بموقفها الرافض لدواعشها المحتجزين في مخيمات سوريا.

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجمعة 18 أكتوبر 2019: إن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا يمكن وصفها بـ«الجنون».

وأضاف ماكرون «مثل الجميع علمت في تغريدة أن الولايات المتحدة قررت سحب قواتها، التي تحارب داعش في إطار التحالف الدولي الذي تشارك فيه فرنسا أيضًا».

وقال الرئيس الفرنسي: إنه يريد من  فرنسا وألمانيا وبريطانيا أن تنظم اجتماعًا في الأسابيع المقبلة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأكد ماكرون أن العناصر الأجانب لدى تنظيم داعش، والذين ربما يفرون من مراكز احتجاز في سوريا، ويذهبون إلى العراق، يجب توقيفهم، وإحالتهم إلى محاكمات هناك.

وكانت فرنسا، طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة النظر في قرار الانسحاب من سوريا، كما انها أكدت أنها لن تستجيب للطلب الأمريكي بإعادة الدواعش الأجانب إلى الدول الأوروبية.
 وقالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه في فبراير الماضي: إن بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي بناء على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلفاء أوروبيين، لاستعادة مئات من أعضاء تنظيم داعش من سوريا، وستعيد الدواعش على أساس مبدأ «كل حالة على حدة».

وفي تصريحات متتالية منذ أعلن ترامب عن نيته الانسحاب من سوريا مطلع العام الجاري، يطالب الرئيس الأمريكي فرنسا وبريطانيا وألمانيا لاستعادة أكثر من 800 مقاتل من التنظيم تم اعتقالهم، وأن تقوم بمحاكمتهم.
تداعيات العدوان التركي..
وتعهد ترامب بسحب القوات الأمريكية أثار مخاوف في باريس وعواصم أوروبية أخرى بشأن احتمال محاولة متشددين من هذه الدول العودة إلى بلدانهم.

وقالت بيلوبيه «هناك وضع جيوسياسي جديد في ظل الانسحاب الأمريكي، ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي.. لن تستجيب فرنسا في هذه المرحلة لمطالب (ترامب)».

وتقضي سياسة الحكومة الفرنسية برفض استعادة الإرهابيين الدواعش -الفرنسيين- وزوجاتهم رفضًا قاطعًا، وأشار إليهم وزير الخارجية جان إيف لو دريان باعتبارهم أعداء الأمة الذين يجب أن يمثلوا أمام العدالة سواء في سوريا أو العراق.
لكن وزير الداخلية كريستوف كاستانير أعلن في أواخر يناير 2019، أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا أجبر فرنسا على الاستعداد لعودة عشرات المتشددين الفرنسيين الذين تحتجزهم سلطات كردية مدعومة من واشنطن.

وتحاول باريس بالفعل إعادة القصّر على أساس مبدأ كل حالة على حدة.

وتقول مصادر عسكرية ودبلوماسية، إن قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد تحتجز نحو 150 مواطنًا فرنسيًّا في شمال شرق سوريا بينهم 50 بالغًا.

وردت ألمانيا أيضًا بفتور على مطالب ترامب، وقالت إنها لا يمكن أن تستعيد مواطنيها عناصر التنظيم إلا بعد زيارات قنصلية.

وأبدت دول أوروبية عدة قلقها البالغ من تداعيات العدوان التركي، وما يمثله من انعكاس سلبي على الحرب ضد خلايا التنظيم، وعلى مصير 2500 إلى ثلاثة آلاف أجنبي من أصل 12 ألف عنصر من التنظيم في سجون قسد الخاضعة لسيطرة الأكراد، ودفع الهجوم التركي تلك الدول إلى البحث عن حلول بديلة، فمثلًا تدرس فرنسا ودول أخرى إمكانية نقل الإرهابيين إلى العراق لمحاكمتهم.
وأعلن الأكراد تزامنًا مع اندلاع العدوان على الشمال السوري، فرار 5 إرهابيين من سجن نيفكور في القامشلي بعد سقوط قذائف تركية قربه، وأكدت بلجيكا الأربعاء فرار بلجيكيّين اثنين من أحد السجون.

وأحصت الإدارة الذاتية الكردية الأحد 13 أكتوبر 2019، فرار نحو 800 شخص من أفراد عائلات التنظيم من مخيم عين عيسى في شمال الرقة، بعد سقوط قذائف أطلقتها القوات التركية قربه.

وتزداد احتمالية، عودة داعش، وبالفعل يبدو أن قوات سوريا الديمقراطية غير قادرة على تأمين الآلاف من مقاتلي التنظيم المحتجزين لديها، كما لا يمكنها الاحتفاظ بعشرات الآلاف من أفراد عوائلهم في مخيم «الهول» للاجئين تحت حراسة أمنية مشددة، ودون دعم دولي.

شارك