في عملية عسكرية كبرى.. الجيش المالي يثأر من التنظيمات الإرهابية

الأحد 20/أكتوبر/2019 - 06:55 م
طباعة في عملية عسكرية كبرى.. أحمد عادل
 
أعلن الجيش المالي، في بيان السبت 19 أكتوبر الجاري، مقتل 50، وإصابة نحو 30 إرهابيًّا في عملية عسكرية، تمكن من خلالها من تحرير عدد من الجنود الذين تم اختطافهم على أيدي الجماعات المسلحة سبتمبر الماضي، في هجوم على قواعد عسكرية وسط البلاد.
وأكد بيان الجيش، أنه تم تدمير عدد من المعدات الخاصة بالتنظيمات المسلحة، مشيرًا إلى أنه تم تحرير 36 عسكريًّا من إجمالي 60، فقدوا بعد هجمات سبتمبر الماضي.
وكانت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة، أعلنت من خلال بيان نشرته عبر أحد المنابر الإعلامية التابعة لها في موقع التواصل الاجتماعي «تيليجرام» مسؤوليتها عن الهجوم على القواعد العسكرية.
وعلى جانب آخر، شن مسلحون تابعون لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، هجومًا على قوات موالية للحكومة المالية في أغيلهوك شمال شرق مالي، تعرف بـ«منصة حركات يونيو 2014»، وأدى الهجوم إلى مقتل ستة أشخاص.

التواجد الإرهابي في مالي
في مايو عام 2015، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي، تواجده في مالي، عبر أبي الوليد الصحراوي، القيادي المعروف بـ«حركة التوحيد والجهاد»، التي تحالفت في عام 2012 مع ما تُعرف بجماعة «الموقعون بالدم» تحت مسمى جماعة المرابطون، وسيطرت على شمال مالي في الفترة ما بين عامى 2012، و2013، وذلك بعدما بايعت زعيم التنظيم الإرهابي أبا بكر البغدادي.
ويعتبر داعش، القوات الفرنسية عدوًّا رئيسيًّا له، إذ أعلن الحرب عليها في مالي في 11 يناير 2017، ومع بداية عام 2019، بدأ التنظيم في استهداف المدنيين المنتمين للقبائل التي ترتبط بتحالفات مع القوات الفرنسية الموجودة في تلك المنطقة.
وتعد جبهة تحرير ماسينا، أحد أذرع تنظيم القاعدة في مالي، ومسؤولة عن موجة من الهجمات التي نقلت الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات بين المسلحين والسلطات في مالي، من الشمال الصحراوي ليقترب من الجنوب حيث الكثافة السكانية العالية، كما تعد أحد أدوات قطر في منطقة الساحل والصحراء.
وينتمي غالبية مسلحوها إلى أقلية الفُولاني العرقية المهمشة في وسط مالي، وتعتبر أول تنظيم يتشكل على أساس عرقي في البلاد، واستمدت اسمها من إمبراطورية ماسينا الفولانية في القرن التاسع عشر، وفي أبريل عام 2015، أعلنت الحركة عن نفسها في بلدة صغيرة تسمى «تننغو»، وتقع قريبًا من الخط الفاصل بين شمال مالي وجنوبه.
تتبني «ماسينا» فكرة استراتيجية تنظيم القاعدة، وقائدها هو «أمادو كوفا»، الذي أعلنت قيادة الأركان الفرنسية في نوفمبر 2018، مقتله خلال عملية عسكرية في وسط مالي، ولكنه ظهر مرة أخرى في الفترة الأخيرة، ليثبت أنه لم يقتل بعد.
أيضا جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي تعتبر أهم أذرع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء وبالتحديد في مالي، إذ تعد صاحبة نفوذ وسيطرة كبيرة على الأراضي المالية.
وفي مارس 2017، أعلنت الجماعات المسلحة الأربعة في مالي، اندماجها في مجموعة واحدة تحت اسم «نصرة الإسلام والمسلمين»، وفق ما أعلنه الإرهابي «إياد غالي» زعيم الحركة الجديد، والتي اعتبرتها وزارة الخارجية الأمريكية منظمة إرهابية في سبتمبر 2018.

خطورة بالغة 
ويقول محمد عز الدين، الباحث في الشأن الأفريقي: إن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لها اليد العليا للتنظيمات الإرهابية في مالي، وتشكل خطورة بالغة على القوات الحكومية والفرنسية الموجودة في هذه المنطقة.
وأكد «عز الدين» في تصرح لـه، أن تلك الجماعات المسلحة تستغل حالة الشمال المالي الضعيف أمنيًّا لتنفيذ عملياتها، وإعادة تشكيل نفسها مرة أخرى من خلال تجنيد عناصر جديدة.
وأضاف الباحث في الشأن الأفريقي، أن القوات الحكومية تحاول وتسعى جاهدة لوقف زحف تلك الجماعات المسلحة، لكن دون جدوى فعلية، إذ  تفشى الإرهاب في الفترة الأخيرة بمنطقة الساحل والصحراء، ما دعا زيادة قلق السكان المحليين وخوفهم على أسرهم.

شارك