المتشددون يؤججون الفتنة في «باكستان».. مسيرات سياسية بصبغة دينية

الأربعاء 06/نوفمبر/2019 - 03:01 م
طباعة المتشددون يؤججون نهلة عبدالمنعم
 
تصاعدت احتجاجات الراديكاليين في باكستان، على إثر الادعاءات التي يقدمها البعض حول تهاون الدولة في تطبيق صحيح الشريعة الإسلامية من وجهة نظرهم، إذ دعا رجل الدين الشهير "فضل الرحمن" إلى مسيرات حاشدة من كراتشي بجنوب البلاد حتى العاصمة إسلام آباد لإرغام رئيس الوزراء، عمران خان على تقديم استقالته.

كما هدد "رحمن" بإغراق البلاد فى فوضي إذا لم يتم تنفيذ طلبات المحتجين المعتصمين بالعاصمة منذ الأسبوع الماضي على خلفية هذه الدعوات التي تتهم "خان" بعدم الحرص على تطبيق بنود الشريعة الاسلامية والتهاون في تحقيق المواد الخاصة بقانون التجديف المسؤول عن محاسبة من يتطاول على الدين الإسلامي أو رموزه أو كتاباته.

واستغل رجل الدين الباكستانى "فضل الرحمن" سلطته الروحية على تلاميذ المدارس التي أفرزت العديد من العناصر لحركة طالبان سواء الأفغانية أو الباكستانية من أجل حشد عشرات الآلاف من أتباعه في مسيرة لإسلام آباد، الإثنين 4 نوفمبر 2019 لمواصلة اعتصامهم بعد انقضاء المهلة التي حددوها لرئيس الوزراء، "عمران خان" من أجل تقديم استقالته والتي انتهت في 3 نوفمبر.

فيما انتشر الطلاب على مشارف المدينة مهددين بإغلاقها بشكل تام، إذ ألقى رجل الدين المتعصب خطابًا أمام حشد المحتجين قائلًا إن المعارضة وافقت على استمرار الاعتصام، ولكن لم يتم الاتفاق على أي إجراء آخر بعد، بل شمل الخطاب متابعة تهديدات "فضل الرحمن" بأن يسير المتظاهرون في ما يسمى بالمنطقة الحمراء التي تضم مقر الحكومة الباكستانية ومقر رئيس الوزراء والسفارات الأجنبية، مشيرًا إلى أن المعارضة ستقرر متى سينتهي الاحتجاج.

من جهتها عززت سلطات الأمن وجودها في العاصمة إسلام اباد، وجلبت حاويات شحن كبيرة لسد الطرق وحماية المنطقة الحمراء، بينما انتقدت منظمات حقوق الإنسان ومنصات إعلامية الخطب المتطرفة التي يلقيها "فضل الرحمن" والتي تكن العداء لطائفة الأقلية الأحمدية، والتي باتت منازلها وأماكن العبادة الخاصة بها مستهدفة من قبل المتطرفين الذين يعتبرونهم زنادقة، لا يتبعون الدين الإسلامي، إذ يوجد في باكستان التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة، نحو نصف مليون من أتباع الطائفة.

علاوة على ذلك، انتقدت المنظمات الحقوقية الخطاب المعادي للنساء الذي يتبناه المحتجون، إذ رفض "رحمن" السماح للنساء بالمشاركة في مسيرة الاحتجاج، حتى الصحفيات مُنعن من حضور التجمعات أو تغطيتها بشكل مهني.

وعن موقف رئيس الوزراء عمران خان من تلك الاحتجاجات، تجاهل الاحتجاجات في بادئ الأمر ولم يعطها ثقلًا، ولكن يوم الثلاثاء 5 نوفمبر الجارى أبدى مرونته فى الاستجابة لمطالب المحتجين بما يتوافق مع الدستور على أن لا تتضمن الموافقات تقديم استقالته.

والتقى "عمران خان" بوزير الدفاع بيفيز خاتاك لوضع خطة أمنية محكمة لمنع تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد واستغلال الجماعات الإرهابية لهذا الوضع لتعظيم تموضعها، وبالأخص مع عودة النقاشات حول المصالحة الأفغانية وإتمام اتفاق السلام مع طالبان، إذ من الممكن استخدام هذه الاحتجاجات كورقة ضغط لإضعاف الأطراف الموالية لواشنطن.

شارك