دراسة هولندية: زعيم «داعش» الجديد ورث تنظيمًا قويًا

الخميس 07/نوفمبر/2019 - 02:32 م
طباعة دراسة هولندية: زعيم معاذ محمد
 
أكدت دراسة هولندية أن «أبو بكر البغدادي» زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي السابق، كان يمتلك شخصية تمكنت من تحويل تنظيم أمني إلى جيش عسكري تحكم بمقدرات العديد من المحافظات والمدن، لما يقارب أربعة أعوام.

 

وقالت الدراسة التى أعدها الباحث "أدهم كرم" ونشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات فى مقاطعة اوترخت الهولندية، الإثنين 4 نوفمبر، تحت عنوان «بعد مقتل البغدادي- داعش والحرب الدائمة»، إن مقتل «البغدادي» ضربة قاصمة وموجعة لتنظيم داعش ككل، خصوصًا بعدما مر به سلفًا من انهيار عسكري ولوجيستي، بعد فقدان أراضي خلافته السابقة، إلا أن هذا لا يعني نهايته.

 

ويوضح الباحث، أن تنظيم داعش عقائدي متطرف، يثبت ويدعم أركانه بأفكار دينية متشددة، مضيفًا أنه قد يتأثر قليلًا أو كثيرًا بمقتل أحد قادته، إلا أن البنية الفكرية والهيكلية العقائدية له ستولد قيادة جديدة تظهر إلى العلن.



وأوضح "أدهم كرم" أنه قد تظهر محاولات من تنظيم القاعدة، بقيادة أيمن الظواهري، لاستغلال الأوضاع التي يمر بها تنظيم «داعش» الإرهابي بعد مقتل قائده «أبوبكر البغدادي»، من خلال دعوة أو استمالة البعض من قياداته للعودة أو الانضمام مجددًا إلى صفوف التنظيم الأم.

 

واشار الى أن مؤشرات استخبارية سابقة أكدت حصول لقاءات في سوريا بين قيادات داعشية وأخرى من تنظيم "القاعدة"، مضيفًا: "مقتل البغدادي كان في قرية باريشا وتحديدًا داخل منزل «أبو محمد الحلبي»، أحد القادة المعروفين في تنظيم (حراس الدين) التابع لتنظيم القاعدة، والمعادي لتنظيم داعش الإرهابي مما يؤكد تقاربات وتفاهمات نظرية".



وبحسب الدراسة، فإن وجود «البغدادي» في هذا المكان، يرجح أحد الأمرين: أحدهما تأكيد وجود واستمرار المفاوضات والتفاهمات بين تنظيمي داعش والقاعدة، للتصالح وتوحيد الجبهات، أو حتى إعادة مبايعة أيمن الظواهري من قبل «البغدادي»، بواسطة «الحلبي».

 

أما الأمر الآخر، فيتمثل في مبايعة «أبومحمد الحلبي» نفسه لـ«البغدادي»، وانضمامه إلى صفوف داعش، خصوصًا أنه أواه في منزله، وقتل مع أسرته دفاعًا عنه أثناء هجوم القوات الأمريكية .



يقول الباحث، "أدهم كرم" إن "داعش" ليس هو ذاك التنظيم في عام 2014 من جميع النواحي «المالية، واللوجستية، والقيادية، والدعائية، والتنظيمية»، موضحًا أنه فقد الكثير من قياداته وأمواله بخسران الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، ومشيرًا إلى أنه حاليًا عبارة عن مجاميع مشتتة تعمل بصورة ميدانية لا مركزية، ولا تقوى في أغلب الاحيان على شن هجمات فتاكة كالسابق.

 

وشددت الدراسة، على أنه بالرغم من كل الهزائم التي مني بها التنظيم، والتي توج آخرها بمقتل قائده «أبوبكر البغدادي»، فإنه لا يمكن القول إن «داعش» انتهى وقضي عليه، موضحة أنه قد تختل الموازين من جديد ويتمدد كما في السابق، خصوصًا مع بقاء خلاياه الإرهابية داخل العديد من المحافظات العراقية والسورية، بالإضافة إلى وجود تنظيمات إرهابية مازالت متمسكة ببيعتها له في آسيا وأفريقيا.

 

ووفقًا للدراسة، فإن صعوبة القضاء على التنظيم، تأتي من كونه ذا بنية أيديولوجية وهيكلية مرنة، تستطيع التكيف مع المتغيرات المحيطة به، موضحة أن ما يعزز الحالة التنظيمية لخلاياه هو اكتسابها للخبرة القتالية والعسكرية والأمنية خلال السنوات السابقة.

 

وأوضحت، أنه يمكن القول إن التنظيم يمر بأسوأ مراحله، إلا أن ما يمنع القضاء عليه هو الأيديولوجية الطائفية التي كانت وما زالت تغذي أركان بقائه، والتي تتمثل في الأركان: «الفكرية، والتنظيمية، والدعائية، والأمنية، والعسكرية، والمعنوية»، مشددًا على أن هذا الأمر يحتاج إلى جهود متكاملة وجبارة من جميع النواحي السياسية والأمنية والتربوية والاقتصادية.

 

واستبعدت الدراسة، أن يطرأ على هيكلية التنظيم وتحديدًا الأمنية والميدانية، أية تغييرات جذرية في الوقت الحاضر، خصوصًا أن الخلايا الإرهابية المنتشرة في العراق وسوريا تعمل بصورة لامركزية، وتعتمد على قدراتها الميدانية، وتحاول إيجاد بدائل للتمويل الذاتي، بالإضافة إلى أنها لا تتواصل مع الولاة أو قيادات الصفين الأول والثاني إلا بصعوبة بالغة ولفترات زمنية متباعدة.




يرى الباحث أدهم كرم، أن الفترة الحالية قد تمثل مرحلة مهمة وحساسة جدًا من مراحل مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أنه يمكن العمل خلالها على إضعاف التنظيم كثيرًا، والعمل أيضًا على القضاء عليه، أو إدخاله في سبات تنظيمي يمكن أن يمتد لعدة سنوات.

 

وأكد  أنه يجب تسخير كل الجهود الاستخبارية لجمع وتحليل المعلومات حول القيادة الإرهابية الجديدة من النواحي كافة، بغية القضاء عليه أو استغلال نقاط الضعف في الهيكلية القيادية الجديدة، ومحاولة اختراقهم وإلقاء القبض على أكبر عدد منهم.

 

وشددت دراسة الباحث "أدهم كرم" على أنه لا يجب الاستهانة بالقدرات القتالية والهجومية للتنظيم وخلاياه الإرهابية، خصوصًا في العراق، على الرغم من التفكك والضعف الذي ألم به، موضحة أنه ما زال يشن هجمات وإن كانت غير مؤثرة للغاية، تصل إلى معدل 5 هجمات يوميًّا في مختلف أرجاء البلاد، بالإضافة إلى أنه لا يمكن إغفال أن خليفة «البغدادي» سيرث تنظيمًا وإن كان ضيعفًا فإنه قد يكون أقوى من الذي تسلمه الزعيم السابق عام 2010.

 

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في كلمة ألقاها الأحد 27 أكتوبر 2019، مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي «أبوبكر البغدادي»، في عملية عسكرية نفذتها القوات الأمريكية، في إدلب شمال سوريا، بعدما فجر سترة ناسفة في نفسه؛ خوفًا من إلقاء القبض عليه.

 

واعترف تنظيم «داعش» الإرهابي، الخميس 31 أكتوبر 2019، بمقتل «البغدادي، وأبي الحسن المهاجر، الرجل الثاني بالتنظيم، كما أعلن تعيين «أبو إبراهيم الهاشمي القرشي»، خليفة لـ«البغدادي»، وأبي حمزة القرشي، متحدثًا باسمه.

شارك