تركيا تبتز الدول الأوروبية بورقة ترحيل الدواعش

الجمعة 08/نوفمبر/2019 - 12:38 م
طباعة تركيا تبتز الدول فاطمة عبدالغني
 
بعد أسبوع من إعلان واشنطن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في ريف إدلب قرب الحدود التركية، أعلنت أنقرة يوم الاثنين الماضي أنها ألقت القبض على شقيقة البغدادي "رسمية عواد"، وزوجها وزوجة أحد أبنائها وبرفقة عدد من الأطفال، وذلك في عملية أمنية بمدينة أعزاز السورية التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل سورية مسلحة  موالية لأنقرة.
من ناحية أخرى أكد وزير الداخلية التركي سليمان  صويلي أن بلاده ألقت القبض على قرابة 300 من مسلحي داعش في الأسابيع الأخيرة مؤكدًا عزم بلاده على ترحيلهم إلى بلدانهم رغم سحب تلك الدول الجنسية من مواطنيها. 
وقال صويلي "للأسف الدول التي لم تكترث لأزمة اللاجئين في القرن ال21 عادت لتجتهد في ملف الإرهاب"، وأضاف "نحن لا يمكن ان نقبل بهذا الاجتهاد، ونقول لهم نحن سنرسل الدواعش إلى بلدانهم سواء جردوا من جنسياتهم أم لم يجردوا".
ويرى بعض المراقبون أن إصرار تركيا على ترحيل المنتمين إلى داعش رغم رفض كثير من الدول الأوروبية استقبال مواطنيها يعتبر ابتزازًا تركيًا لأوروبا، بينما رأى أخرون أن تركيا تستغل مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعية لتسلم كل دولة مواطنيها الدواعش.
وكانت تركيا تعرضت لانتقادات كبيرة بعد عملية البغدادي، وقال بريت ماكغورك، وهو مبعوث الولايات المتحدة سابقا إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش في مقال بصحيفة "واشنطن بوست"، إن الجيش الأمريكي أطلق عمليته العسكرية ضد البغدادي من الأراضي العراقية، فيما كان بوسعه أن يفعل ذلك من منشآت تركية قريبة، وهذا الأمر يظهر على الأرجح، عدم الثقة في أنقرة.
وبحسب المتابعين للشأن التركي ففي الوقت الذي تتحدث فيه تقارير أمنية غربية عن محاولة تنظيم داعش بناء هيكله التنظيمي من جديد عقب مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي سارعت أنقرة لاعتقال الكثير منهم في تركيا وفي المناطق السورية التي تسيطر عليها، في محاولة للتغطية على العلاقة المشبوهة بين أنقرة وداعش   
حيث كشف أردوغان الأربعاء، أن الشرطة التركية اعتقلت إحدى أرامل البغدادي وإحدى بناته، العام الماضي.
كما كشف أردوغان، أن نجل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي "أبو بكر البغدادي"، موجود بين أفراد أسرته الموقوفين في تركيا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس، في مطار "أسن بوغا" بالعاصمة التركية أنقرة، قبيل توجهه إلى المجر في إطار زيارة رسمية.
وقال أردوغان: "ضبطنا إلى جانب زوجة البغدادي نجله الذي تم التأكد من حمضه النووي وهذا أمر مهم بالنسبة لنا".
وأضاف أردوغان: "نعمل على نقل أفراد أسرة البغدادي الذين ألقينا القبض عليهم إلى مراكز الترحيل، سيبقون هناك بانتظار قرارت وزارة العدل".
ولفت إلى أن هذا الأمر بدأ يتخذ أبعادًا جدية باعتبار أن المجموعة القريبة من البغدادي قامت باستهداف تركيا بشكل أكبر، وهؤلاء يحاولون الدخول إلى تركيا للتواجد فيها.

وتابع: "الأمر اتسع وتطور أكثر في الوقت الراهن، وبدأ - عدد المضبوطين - يتجاوز الرقم الأحادي ليشمل جميع أقارب البغدادي، وأرى أنه ليس من الصواب الإعلان عنهم حاليًا".
وقال إنهم سيقدمون على الإعلان عن هذه الأمور بعد الوصول إلى نتائج واضحة بالكامل.
وأشار إلى أن عدد عناصر "داعش" الذين حُظر دخولهم إلى تركيا بلغ لغاية اليوم 76 ألفًا، والذين تم ترحيلهم 7550، ويقبع حاليًا 1149 منهم في السجون.
وأوضح أن عدد الذين هربوا من معسكرات "داعش" في سوريا وألقي القبض عليهم وتم سجنهم في تركيا بلغ 270.
كما أكّد أن تركيا تمكنت أيضًا من القبض على عناصر "داعش" الذين أطلق تنظيم "ي ب ك" الإرهابي سراحهم بعد انطلاق عملية "نبع السلام".
ورغم هذا يرى محللون أن التهديد الناجم عن داعش سيبقى قائما، لأنه حتى لو أن اغتيال زعيم منظمة إرهابية سيتسبب في إضعاف كبير للمنظمة، فإن مؤازرة الإيديولوجية في كثير من البلدان، بينها تركيا ستبقى متواصلة. 
كما أن ظروف توسع إيديولوجية داعش تحسنت، ففي المنطقة الحدودية السورية التركية تمخض بسبب الهجرة الجماعية تحول ديمغرافي ومشاكل اقتصادية مما يشكل أرضا خصبة للجماعات المتطرفة.

شارك