تركيا وداعش تشابك مصالح وعلاقة استغلال متبادل

الجمعة 08/نوفمبر/2019 - 01:09 م
طباعة تركيا وداعش تشابك فاطمة عبدالغني
 
بما أنه لا دخان بدون نار لم يعد باستطاعة أنقرة إقناع العالم بعدم وجود علاقة من أي نوع مع تنظيم داعش، وبالتالي فإن أساليب تهديد وابتزاز العالم بملف الإرهاب بات أمرًا يحسب على تركيا أكثر مما يحسب لها.
بداية كشف خيوط لعبة تركيا وداعش تؤل لسنوات تنامي قوة التنظيم الإرهابي قبل خمس سنوات، لكن الأحداث الأخيرة أماطت اللثام عن المزيد مما كان مستترًا في علاقة الطرفين.
مقتل زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي على بعد كيلو مترات من حدود تركيا قبل أيام فتح المجال أمام سؤال بديهي يقول أين دور تركيا في محاربة الإرهاب، وفيما يبدو أنه محاولة من أنقرة للإجابة على تلك التساؤلات المحرجة أعلنت مؤخرًا وبشكل استعراضي القبض على شقيقة البغدادي في مدينة إعزاز الخاضعة لنفوذها.
لكن تلك العملية رغم رمزيتها ودلالة توقيتها تسهم في تعرية دور تركيا في المنطقة أكثر منه إمانًا بدورها في محاربة داعش، كذلك العملية الأمنية التركية الأخيرة التي أعلن فيها القبض المئات من عناصر داعش في المدن التركية، ذلك أن اختيار آلاف الإرهابيين اللجوء إلى تركيا أو المناطق القريبة من الحدود السورية التركية يعد مؤشرًا على إحساسهم بالأمان.
الأدوار التي ظلت أنقرة تقدمها لتنظيم داعش متعددة ومختلفة سواء في نهاية دولتهم المزعومة أو أثناء مراحل تشكلها، فبات يتضح أن التنظيم يقتات على القرارات القومية للسلطات التركية.
فعملية نبع السلام التي أطلقتها تركيا قبل ايام ضمن ما تعتبره إرهاب الأكراد كانت بردًا وسلامًا على عناصر داعش، حيث أتاحت لهم فرصة الهروب من سجون الأكراد ولذا فإن كشف تركيا عن وجود آلاف الدواعش في سجون الأكراد لم يفاجأ العالم بقدر ما أثار مخاوف شديدة من شروع تركيا في عملية ابتزاز جديدة للأوروبيين، فالابتزاز ليس بالأمر الجديد في قاموس النظام التركي وإنما يعد جزءً من الانتهازية السياسية التي تبناها منذ سنوات وهو ما جعله يسمح بتسرب آلاف الإرهابيين عبر الحدود التركية إلى مناطق نفوذ داعش. 
وفي مسعى للكشف عن مزيد من الأدلة حول تورط أنقرة في إيواء أسرة زعيم داعش السابق، كشفت صحيفة "ذا ناشيونال" الأمريكية عن أن شقيق زعيم تنظيم داعش الإرهابي سابقا، أبو بكر البغدادي، سافر عدة مرات إلى مدينة إسطنبول التركية، عن طريق الشمال السوري، قبل أن يلقى مصرعه، في أكتوبر، إثر عملية عسكرية أمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين في المخابرات العراقية، أن شقيق البغدادي كان واحدا من المبعوثين الموثوق بهم لدى قيادة داعش، لأنه كان يوصل ويحتفظ بمعلومات حول عمليات التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق وتركيا.
وأوضحت معطيات الصحيفة أن شقيق البغدادي قطع الرحلة بين الشمال السوري وإسطنبول، عدة مرات، أي أنه دأب على السفر لما يقارب 2300 كيلومتر دون أن يجري توقيفه، على أراضي دولة عضو ضمن حلف شمالي الأطلسي «الناتو».
ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير في المخابرات العراقية، إن شقيق البغدادي كان يسافر إلى تركيا ثم يعود منها، وهذا الشقيق يسمى جمعة، ويرجح أنه لا يزال على قيد الحياة، لكن لا توجد أي صورة له.
ورصدت الشرطة العراقية، شقيق البغدادي أول مرة، في أواخر 2018، أي قبل أن يصل إلى إسطنبول؛ كبرى المدن التركية.
وتعاونت مصالح الأمن في العراق مع نظيرتها الأمريكية، لأجل مراقبة جمعة داخل الأراضي التركية، لكن متحدثين باسم وزارة الدفاع الأمريكية والتحالف الدولي لمكافحة داعش رفضا التعليق على هذه المعلومات لأنها ذات طبيعة استخباراتية.
من ناحية أخرى وفي محاولة للتغطية على العلاقة المشبوهة بين أنقرة وداعش  كشفت جريدة الزمان التركية، عن رفض حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، الطلب الذي تقدم به نواب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي (HDP) للتحقيق في وجود عناصر داعش داخل تركيا، وعمليات “بيع السبايا” تتم عبر على وسائل التواصل الاجتماعي.
 الصحيفة قالت إن الطلب قوبل بالرفض من نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم وتسبب في مشادات كلامية بين نواب الحزبين واتهامات متبادلة برعاية الإرهاب.

شارك