هدف مُعلن وسياسة خفية.. ازدواجية أردوغان في تعامله مع داعش بين الترحيل والتمكين

السبت 09/نوفمبر/2019 - 09:57 ص
طباعة هدف مُعلن وسياسة شيماء حفظي
 
تستعد تركيا لترحيل عدد من الإرهابيين الدواعش، منهم عائلة زعيم التنظيم المقتول أبو بكر البغدادي، في إعلان واضح على التوصل إلى أماكن اختباء هؤلاء يثير تساؤلات بشأن علاقة تركيا بالتنظيم.

تركيا تستضيف آلاف الدواعش

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس 7 نوفمبر 2019: إنه سيجري نقل أفراد عائلة البغدادي، والذين تمكنت بلاده من توقيفهم، إلى مراكز ترحيل بانتظار قرارات وزارة العدل بحقهم، ومن بين الموقوفين أحد أبناء البغدادي.

ونقلت وكالة "الأناضول" عنه القول: «ضبطنا إلى جانب زوجة البغدادي، نجله الذي تم التأكد من حمضه النووي. وهذا أمر مهم بالنسبة لنا».. وأشار أردوغان، إلى أن «عدد عناصر داعش الذين حُظر دخولهم إلى تركيا بلغ  76 ألفًا، والذين تم ترحيلهم 7550، منهم 1149 في السجون».



وكانت شقيقة الزعيم الإرهابي البالغة من العمر 65 عامًا تقيم على بعد ستة كيلومترات عن الحدود التركية. وألقي القبض عليها في مدينة إعزاز من قبل السلطات التركية في شمال سوريا.



وقال مصدر تركي لوكالة الأنباء الألمانية: إن زوجة البغدادي المعتقلة في تركيا، اسما فوزي الكبيسي، قد تم اعتقالها مع مجموعة من عشرة ممن يشتبه بهم بكونهم عناصر من داعش في محافظة هيتاري بجنوب شرق تركيا على الحدود مع سوريا. وكانت المجموعة التي تم اعتقالها تتألف من رجل واحد وأربع نساء وستة أطفال.



لكن خلال سنوات غضت الحكومة التركية الطرف عن الدواعش الذين تمكنوا من الاختباء في البلاد التي سبق وعبروا من خلالها للانضمام إلى التنظيم في سوريا.



وتجذر الدواعش في العديد من المدن التركية؛ لاسيما في مدن هاتاي وآديمان وغازي عنتاب أو كيليس وحتى وجود «داعش» ملموس في المدن الكبرى مثل أنقرة وإزمير، فهم ينقلون أيدلوجيتهم المتطرفة بكل ثقة إلى الخارج: ففي عام 2015 مثلًا تجمع مئات من أنصار «داعش» في حديقة أومرلي في إسطنبول وأنصتوا بإعجاب إلى رسالة داعية التنظيم حاليس بيانجوك. وشريط فيديو للداعية صدم الكثيرين من الأتراك الليبراليين.

هدف معلن وسياسة خفية

ويشير تقرير لصحيفة دويتشه فيله، إلى أن ظروف توسع إيديولوجية «داعش» بسبب الحرب الأهلية السورية تحسنت: ففي المنطقة الحدودية تمخض بسبب الهجرة الجماعية تحول ديمجرافي ومشاكل اقتصادية مما يشكل أرضًا خصبة للجماعات المتطرفة.



ويقول الصحفي والخبير في شؤون إرهاب تنظيم داعش، إرق أجارير، للصحيفة: إنه يجب التساؤل حول كيف تمكن إرهابيين من الإقامة بالقرب من الحدود التركية بالرغم من أن الهدف المعلن من قبل الحكومة التركية هو القضاء على الإرهاب في شمال سوريا.



وانتقد ما وصفه بالتعامل السهل مع إرهابيين محتملين تمكنوا بدون صعوبة من الهجرة إلى تركي، مضيفًا أنه «من خلال العملية العسكرية في إدلب تسرب 3000 سوري إلى تركيا والسلطات لم تبال بذلك».



ويقول نائب كاتب الدولة السابق في جهاز المخابرات التركي، جواد أونيس، في تصريحات صحفية: إن هناك فترات قللت فيها الحكومة التركية من تهديد الجهاديين، وعندما تفجرت الحرب الأهلية في 2011 لم تتم مراقبة الحدود بشكل جيد كما أن كثيرًا من الإرهابيين مروا عبر تركيا إلى مناطق الحرب «كان هناك بحق انتقاد كثير لعدم تأمين الحدود».



لكنه عاد ليشير إلى أن الحكومة التركية تتحرك الآن أكثر ضد الإرهاب؛ معتبرًا أن أنقرة تحارب البغدادي والمجموعات الجهادية «والمجتمع التركي يدعم هذه الحرب».

شارك