«فورين بوليسي»: «إرث البغدادي» سيبقى رغم مقتله

الأحد 10/نوفمبر/2019 - 09:43 ص
طباعة «فورين بوليسي»: «إرث أحمد سلطان
 
قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية: إن إرث «أبي بكر البغدادي» سيبقى مؤثرًا في مستقبل تنظيم «داعش» الإرهابي، بالرغم من مقتله في عملية عسكرية أمريكية نهاية أكتوبر الماضي.


ونشرت المجلة الأمريكية، نهاية الأسبوع الماضي، مقالًا للباحث هارون زيلين المختص في شؤون الحركات الإرهابية، اعتبر فيه أن إرث «البغدادي» يضاهي أو يزيد عن إرث أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق الذي قتل في عملية عسكرية الأمريكية في مايو 2011.

وتولى «البغدادي» زعامة ما عُرف بتنظيم «دولة العراق الإسلامية» في ربيع العام 2010 عقب مقتل سلفه «أبي بكر البغدادي»، ووزيره أبي حمزة المهاجر، بالإضافة لقتل واعتقال 34 من كبار قادة التنظيم الإرهابي البالغ عددهم، وقتها 42 قائدًا.


وخلال 4 سنوات، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي تأسيس خلافة مكانية في مناطق داخل سوريا والعراق، وتنصيب أبي بكر البغدادي «خليفة».


وظهر زعيم «داعش» للمرة الأولى في يوليو 2014، معلنًا قبول البيعة التي قدمها قادة التنظيم المعروفين بـ«أهل الحل والعقد»، ليكون بذلك أول خليفة لـ«داعش» منذ تأسيسه، كما ظهر مرة أخرى في 2019، في فيديو بثته مؤسسة «الفرقان» الداعشية ليعلن فيه دخول التنظيم في طور ومرحلة جديدة من مراحل ما سماه بـ«الحرب الاستنزافية».


واعتبر «زيلين» أن زعيم داعش المقتول حقق الحلم الذي كانت تسعى له الحركات الإرهابية العالمية عبر تأسيس «الخلافة المكانية»، وإقامة ما عُرف بـ«الدولة»، موضحًا أن هذه الخطوة ستلهم أجيالًا من الإرهابيين لسنوات قادمة، وستؤثر على مستقبل داعش والحركات الإرهابية الأخرى.


وأشار الباحث إلى أن «البغدادي» كانت له وجهة نظر أكثر صرامةً في التعامل مع أعداء التنظيم، مضيفًا أن ذلك أسفر عن تحول التنظيم لاستراتيجية أكثر تشددًا، أدت لتنفيذه مذبحة سبايكر ضد عناصر الجيش العراقي، بالإضافة لسبي الأقلية الأيزيدية وبيع نسائهم كـ«إماء».


وذكر «زيلين» أن «البغدادي» أمر -شخصيًّا- بقتل صحفيين يابانيين، كما تعدى على عاملة الإغاثة الأمريكية كايلا مولر، بالإضافة لمسؤوليته عن حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة.

فك الارتباط مع القاعدة


ألمح هارون زيلين إلى أن أبا بكر البغدادي فك ارتباطه بتنظيم القاعدة، ولم يبايع زعيمه أيمن الظواهري، بعكس سلفه أبي مصعب الزرقاوي الذي بايع أسامة بن لادن في عام 2004.


ورفض «البغدادي» الامتثال لأوامر أيمن الظواهري القاضية بعودة تنظيم داعش للعمل داخل العراق، وترك جبهة النصرة لتعمل في سوريا، وذلك في أواخر 2013.


ونجح تنظيم داعش في ظل قيادة البغدادي في تصدير «نسخ كربونية» إلى عدة دول كالفلبين، والصومال، والشيشان، وأفغانستان، وغرب ووسط أفريقيا وغيرها، وهو ما ساهم في انتشار أيديولوجيا التنظيم الإرهابي.

«داعش باقية»


فى نفس السياق، أكد الباحث في شؤون الحركات الإرهابية أن مقتل البغدادي لن يؤدي إلى انتهاء «داعش»، مضيفًا أن التنظيم الإرهابي ما زال باقيًا، ولديه خطة لـ3 سنوات تالية، مستفيدة من الدروس التي استخلصتها خلال الفترة الممتدة من 2007، وحتى 2009 عندما خسرت الأراضي، وتحولت لنظام حرب العصابات.


وتوقع «زيلين» أن تستمر «داعش» في التجنيد بصورة أكبر من تنظيم القاعدة، واصفًا التنظيم بـ«المتماسك».


ولفت إلى أنه عندما تولى «البغدادي» زعامة التنظيم الإرهابي في 2010 كان بالكاد معروفًا للقيادة العليا في التنظيم، ولم يكن معروفًا لعموم الجنود ولا القيادات الدنيا، ومع ذلك واصل التنظيم الإرهابي العمل، معتبرًا أن هذا يعد مؤشرًا على أن التنظيم سينجح في مواصلة العمليات الإرهابية في ظل الزعيم الجديد المعروف بـ«أبي إبراهيم الهاشمي القرشي».

شارك