هل تنفصل الأفرع الخارجية لـ«داعش» بعد مقتل «البغدادي»؟

الأحد 10/نوفمبر/2019 - 09:46 ص
طباعة هل تنفصل الأفرع الخارجية أحمد سلطان
 
نهاية أكتوبر الماضي، بثت مؤسسة "الفرقان" الداعشية كلمة صوتية للمتحدث الجديد باسم التنظيم "أبوحمزة المهاجر القرشي"، دعا فيها عناصر التنظيم وأنصاره والفروع الداعشية المختلفة، لمبايعة «أبوإبراهيم الهاشمي» الزعيم الجديد له، الذي تبوَّأ إمارة «داعش» عقب مقتل «أبوبكر البغدادي».

وحرص متحدث «داعش» على ألا يكشف هوية «الهاشمي»، واكتفى بالزعم أنه «عالم ومجاهد من القدماء الذين شاركوا في القتال ضد القوات الأمريكية منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003».

وأثارت دعوة «القرشي» خلافًا داخل تنظيم داعش، بسبب عدم كشف الهوية الحقيقية للزعيم الإرهابي الجديد، وهو ما اعتبره البعض «بيعة مجهول» لا تصح ولا يعتد بتوليته لزعامة التنظيم.


وعقب كلمة المتحدث الجديد باسم "داعش"، نشرت قنوات التنظيم على تطبيق التواصل الاجتماعي "تيليجرام"، صورًا لأفراد وعناصر التنظيم وهم يؤدون البيعة للزعيم الجديد في عدد من الدول من بينها «تونس، والصومال، وأفغانستان، وبعض المدن السورية، وغيرها».

وبالرغم من نشر صور عناصر التنظيم الإرهابي وهم يؤدون البيعة لـ«الهاشمي» فإن وثائق مسربة من داخل داعش، وتقارير لخبراء مختصين في متابعة الحركات الإرهابية أكدت أن مقتل «البغدادي» وتولية «الهاشمي» سيكون لهما انعكاس تنظيمي على الفروع الخارجية لداعش.

وبحسب تقرير سابق لـه، فإن «الهاشمي» لم يحظ بتوافق كامل داخل «داعش»، ومازالت هناك حالة من الرفض لتوليته إمارة التنظيم.


استقلال الفروع الخارجية

في ذات السياق، نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالًا لـ"كولين ب. كلارك"، و"عمار سادجيم" الباحثين في شؤون الحركات الإرهابية عن تأثير مقتل "البغدادي" وتولية "الهاشمي" إمارة التنظيم على الفروع الخارجية لـ«داعش».

وذكر الباحثان أن مقتل "البغدادي" سيضعف شبكة القيادة والسيطرة التي يعتمد عليها التنظيم الإرهابي، ما قد يعطي الفروع الخارجية استقلالًا أكبر، ويبعدها عن الإطار الذي رسمه التنظيم لها.

وأوضحا أن «البغدادي» كان يحظى بكاريزما أتاحت له تجنيد وإلهام آلاف المقاتلين الذين انضموا إلى التنظيم وسافروا معاقله في العراق وسوريا، بينما لا يحظ «الهاشمي» المجهول حتى الآن بأي قدر من الكاريزما؛ خاصةً أنه لم يظهر لأعضاء التنظيم ولا مرة واحدة منذ توليه إمارة «داعش».

ولفتا إلى أن الخلاف بين تنظيم "القاعدة" وفرعه في العراق إبان فترة «أبومصعب الزرقاوي» أفرز «داعش»، وتوقعا أن يؤدي موت البغدادي وتولية الهاشمي إلى خلاف مشابه لما حدث مع تنظيم "القاعدة" سابقًا.

وأضاف الباحثان في شؤون الحركات الإرهابية أن الفروع الخارجية لـ«داعش» وخاصة الموجودة في أفريقيا وآسيا تركز على الشأن الداخلي ولا تهتم بفكرة «الإرهاب العالمي» بنفس القدر الذي تهتم به قيادة «داعش» المركزية في سوريا والعراق، وهو ما قد يدفعها لتجاهل التعليمات التي تصدرها القيادة المركزية، وربما الخروج عليها في وقت لاحق.

«داعش» المنقسم على نفسه 

من جانبه قال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إن تنظيم «داعش» انقسم على نفسه قبل مقتل زعيمه "البغدادي"، ويسعى عبر تولية "الهاشمي" للقضاء على هذا الخلاف.

وأشار «النجار» في تصريح لـه الى أن «داعش» اختار شخصًا عسكريًّا من قدامى الإرهابيين الذين شاركوا في العمليات داخل العراق ليلملم عناصره وأفراده، ويحاول الخروج من حالة الخلاف التي عاشها قبل مقتل البغدادي.

وتوقع الباحث في شؤون الحركات الإسلامية أن تشهد الفروع الخارجية خلافًا على «الهاشمي» موضحًا أن الانشقاق داخل التنظيم الإرهابي بدأ منذ فترة «أبوبكر البغدادي»، وسيستمر خلال الفترة المقبلة.

شارك