مواجهة «تركية - أوروبية» وشيكة بسبب «الدواعش»

الأحد 10/نوفمبر/2019 - 10:11 م
طباعة مواجهة «تركية - أوروبية» شيماء حفظي
 
يشهد الأسبوع الثاني من نوفمبر 2019 مواجهة تركية أوروبية، بعدما أعلنت أنقرة بدء ترحيل معتقلي داعش الأجانب إلى بلدانهم، في وقت لم تغير تلك الدول استراتيجياتها تجاه العائدين من مناطق النزاع.
وأعلنت تركيا أنها ستبدأ ترحيل معتقلي تنظيم داعش الإرهابي الأجانب إلى بلدانهم، منذ الاثنين 11 نوفمبر، حتى إذا تم سحب جنسياتهم الأوروبية، بحسب ما قاله وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، منتقدًا نهج الدول الأوروبية بشأن القضية.
وشنت تركيا، الشهر الماضي، هجومًا في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من المنطقة، وهي الخطوة التي أثارت قلقلًا أوروبيًّا بشأن تدفق اللاجئين وعودة المقاتلين الدواعش.
وقال صويلو في تصريح صحفي سابق: «سنعيد من هم في قبضتنا، لكن العالم خرج بطريقة جديدة الآن: إلغاء جنسياتهم. هم يقولون إنه تجب محاكمتهم حيث اعتقلوا. أتصور أن هذا معيار جديد للقانون الدولي.. لا يمكن قبول هذا. سنعيد أعضاء داعش الذين في أيدينا إلى بلدانهم سواء ألغيت جنسياتهم أم لا».
وقال الوزير: إن ما يقارب 1200 عنصر من داعش هم الآن في السجون التركية، وإن الدواعش الأجانب الذين قبض عليهم خلال العملية التركية في شمال سوريا سيتم نقلهم إلى السجون أو المعسكرات في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية في شمال سوريا، بما في ذلك جرابلس والباب وإعزاز وعفرين تمهيدًا لترحيلهم لدولهم.
وتشير التقديرات إلى وجود ما بين 8 آلاف و10 آلاف معتقل من التنظيم في كل من العراق وسوريا، فيما تحتجز قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بــ«قسد» نحو ألفي معتقل - بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
ويدعم الرئيس الأمريكي وجهة نظر تركيا في إعادة الدواعش إلى بلادهم، وكان دونالد ترامب سبق وطالب الدول الأوروبية باستلام رعاياها المنضمين للتنظيم الإرهابي، وهدد بإطلاق سراحهم، حيث تعتبر الإدارة الأمريكية المحتجزين الدواعش في سوريا والعراق، قنابل موقوتة تهدد بعودة التنظيم في أي وقت.

شتات أوروبي
وفي خضم تلك التهديدات التركية، وهروب نحو 750 معتقلًا من داعش على الأقل خلال الفوضى، مازالت الدول الأوروبية غير مستعدة لاستقبال العائدين سواء الذين هربوا من سوريا أو من تهدد بهم تركيا.
وفي تصريحات صحفية، أعلن رئيس جهاز المخابرات الألماني، إن الوضع السائد في المنطقة حاليًّا لا يسمح لبلاده بتحمل أي مسؤولية في العمليات، كما أن إمكانيات ألمانيا لاستقبال عناصر "داعش" تراجعت هي الأخرى للأسف.
ورد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس على التصريحات التركية بموقف منتقد، موضحًا أنه لم توجد معلومات ملموسة حول أنصار «داعش» من أنقرة، ويجب أولا التأكد من الناحية القانونية أن الأمر يرتبط برعايا ألمان».
وقال ماس: إن ألمانيا لديها التزام لاستقبال الرعايا الألمان؛ لكننا نريد أن نتحقق بأننا نتوفر لاسيما فيما يرتبط بمقاتلي داعش على معلومات كافية بغية إحالتهم على المحكمة».
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية لدويتشه فيله: إن عمليات الترحيل من تركيا إلى ألمانيا يجب أن تحصل «في أسلوب مقنن وقانوني»، ويشمل ذلك إلى جانب مقارنة البيانات الشخصية «الاهتمام بمساءلة قنصلية للتعرف على الجنحة وخطورة الأشخاص».
وقبل انطلاق الهجوم العسكري التركي كان، حسب معطيات السلطات الألمانية يقبع في المعتقل أكثر من 80 جهاديًّا من جنسية ألمانية في شمال سوريا، يضاف إليهم أكثر من 100 طفل.
وفي سبتمبر الماضي، رفضت هولندا استلام الدواعش، وقال وزير العدل الهولندي: إن عودتهن ستهدد مباشرة الأمن القومي لهولندا وبلدان أوروبية أخرى.
ورفض وزير الدفاع البريطاني بداية أكتوبر 2019 إعادة رعايا من المعسكرات في شمال سوريا، وحذر من أنهم يشكلون خطرًا على الأمن. وتعتمد بريطانيا سياسة سحب الجنسية.
وكانت كوسوفو على العكس، قررت استرجاع رعاياها، وفي أبريل تم استرجاع 110 شخص من شمال سوريا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتحيل كوسوفو من ارتكب جريمة على المحكمة وتبذل الجهد لإدماج الآخرين داخل المجتمع.
وتزداد التخوفات من أثر العملية العسكرية لتركيا في الشمال السوري،  والتي قد تعطي «قبلة الحياة» للجماعات الإرهابية، التي يزدهر نشاطها وتعود للظهور في حالات الفراغ، كتلك الموجودة حاليًّا في شمال سوريا.
وقال فواز جرجس أستاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، في تصريحات لموقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: إن «المستفيد الأكبر من الانسحاب الأمريكي من الشمال السوري هو تنظيم داعش.. سيرى الجميع، وأتمنى أن أكون مخطئًا، ظهور الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي، مستغلة العنف الدائر في شمال سوريا والهجوم التركي».

شارك