«الكثير من العمل».. نظرة أمريكية للحرب ضد «داعش» بعد مقتل «البغدادي»

الإثنين 11/نوفمبر/2019 - 10:04 م
طباعة «الكثير من العمل».. معاذ محمد
 
نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الأحد 10 نوفمبر 2019، تحليلًا للكاتبين تشارلز ثيبوت وماثيو ليفيت، تحت عنوان: «الكثير من العمل ينتظر التحالف المناهض لتنظيم داعش بعد موت البغدادي»، ناقشا خلاله الأسباب التي تدفع التحالف للبقاء في سوريا عقب مقتل زعيم التنظيم.

اجتماع واشنطن.. هل نجح التحالف؟
ويقول الكاتبان، إنه بعد مقتل زعيم داعش، 27 أكتوبر 2019، قد يتساءل البعض عما يدفع أعضاء التحالف الدولي لمناهضة تنظيم داعش إلى الاجتماع في واشنطن، 14 نوفمبر 2019.
وردًا على هذا التساؤل، أوضح الباحثان، أن خطر التنظيم تواصل بعد نكسات مماثلة شهدها في الأعوام الماضية، ما يفرض على عدد من الدول الناشطة في محاربة «داعش» مناقشة أفضل السبل لمواصلة جهودها.
يقول الباحثان، إنه على الرغم من صعوبة الحملة العسكرية وارتفاع عدد القتلى والجرحى، تمكنت القوات من استعادة جميع أراضي تنظيم داعش بحلول مارس 2019.
وبحسب التحليل، فإن عددًا محدودًا فقط من الدول قد شاركت عسكريًّا، غير أن التحالف كان آلية فعالة لجميع الأعضاء البالغ عددهم 81 بلدًا للتعاون في الجهود الحاسمة الأخرى، مثل مكافحة الإيديولوجية الجهادية وتمويل الإرهاب، وتحقيق الاستقرار في الأراضي السابقة للتنظيم، وإعاقة تدفق مقاتلي «داعش»، ومحاكمة العائدين.
ويضيف الكاتبان، أن التحالف شجع الدعم الثنائي ومتعدد الأطراف للعراق، والذي شمل توفير الأموال لإعادة بناء جامعة الموصل، مشيرين إلى أن هذه الجهود ضرورية لاستعادة الظروف المعيشية اللائقة للسكان الذين عانوا من حكم تنظيم «داعش» والحرب ضده، بالإضافة إلى تنسيق مشاريع لمواجهة دعاية التنظيم وإغلاق حسابات شبكات التواصل الاجتماعي التابعة له.
وأكد التحليل، أن التحالف تم تشكيله لضمان الهزيمة الدائمة لـ«داعش»، وسيتطلب هذا زيادة التعاون بين الدول الأعضاء حول الأبعاد غير العسكرية لتحقيق هذا الهدف، مضيفين «لهذا السبب، لا يزال هناك دور مهم يجب على التحالف الاهتمام به».

قضايا شائكة
وبحسب تحليل معهد واشنطن، فإن هناك قضايا أساسية للاجتماع المقبل للدول الأعضاء في التحالف بواشنطن، 14 نوفمبر 2019، تتمثل في: التعامل مع «الخريطة الجديدة لسوريا، ومعتقلي تنظيم داعش».
يقول الكاتبان، إن القضية الأكثر إثارة للجدل هي عدم الاستقرار الناجم عن التوغل التركي والانسحاب الأمريكي غير المنسق في شمال شرق سوريا، أكتوبر 2019، مشددين على أنه سيتعين على الدول الشريكة مناقشة عواقب هذه الخريطة المتغيرة الآن، والتي جعلت قوات تركية وروسية وسورية تحل مكان الوجود الأمريكي في المنطقة.
ووفقًا للكاتبين، فإن المهمة الأكثر إلحاحًا على التحالف، تتمثل في آلية محاكمة معتقلي تنظيم داعش،  ومنعهم من الهروب من السجون في نطاق الفراغ الأمني ​​الحالي في سوريا.

اختبار القيادة الأمريكية
ويرى المحللان، أن الاجتماع المقبل سيكون بمثابة اختبار للقيادة الأمريكية فيما يتعلق بالجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، خصوصًا أن المصداقية تتطلب الاستقرار، مشيرين إلى أنه عقب انسحاب واشنطن المتسرع من سوريا، سيكون من الصعب على كبار المسؤولين الأمريكيين إقناع الشركاء الغربيين ودول الشرق الأوسط بأن أي مقترحات يقدمونها هذا الأسبوع، لن تتغير فجأة في الأسبوع التالي.
وأضاف التحليل، أنه قد يكون الحلفاء غير مستعدين لإرسال قوات أو القيام باستثمارات أخرى تعتمد على بقاء السياسة الأمريكية ثابتة، متابعًا: «على الأرجح، سيحاولون التكيف مع موقف روسيا المعزز على الأرض في سوريا وتأثيرها المتزايد على مسرح الشرق الأوسط».
بجانب ذلك، يعطي نجاح الجهود غير العسكرية التي بذلها التحالف درسًا حول ضرورة التعاون المتعدد الأطراف لمكافحة الإرهاب، والذي يشمل المستوى الإستراتيجي.
ووفقًا للتحليل، فإن الظروف الأساسية التي أدت إلى ظهور تنظيم داعش في الشرق الأوسط ما زالت قائمة، مما يتطلب قيام الولايات المتحدة وحلفائها بالانخراط  دبلوماسيًّا على المستويات كافة.
كما اقترح البعض أن يتم توسيع نطاق التحالف لمواجهة التهديد الإرهابي والتمرد الذي تشكله ولايات تنظيم داعش، والتي انتشرت في أفغانستان والجزائر والكاميرون وتشاد والشيشان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر والهند وليبيا ومالي وموزمبيق والنيجر ونيجيريا وباكستان والفلبين والسعودية والصومال وتركيا واليمن.

شارك