الترحيل القسري.. تركيا تعيد دواعش أوروبا إلى الديار بدون تنسيق أمني

الثلاثاء 12/نوفمبر/2019 - 03:22 م
طباعة الترحيل القسري.. معاذ محمد
 
أعلنت قناة «TRT» التركية، في خبر لها، الإثنين 11 نوفمبر 2019، أن أنقرة بدأت ترحيل أسرى «داعش»، بعد أن حذر وزير سليمان صويلو، وزير الداخلية، الجمعة 8 نوفمبر 2019، من أن بلاده ستفعل ذلك، حتى في حالة إسقاط الجنسية عنهم.

وكان وزير الداخلية التركي، أعلن الجمعة 8 نوفمبر 2019، أن بلاده ستبدأ ترحيل عناصر داعش الأجانب إلى أوطانهم، بدءًا من الإثنين 11 نوفمبر، مخاطبًا الدول المعنية: «نقول الآن إننا سنعيدهم إليكم»، دون ذكر أي تفاصيل عن العملية.

نقلت وكالة «الأناضول» الرسمية، عن إسماعيل تشاتقلي، المتحدث باسم الداخلية التركية، الإثنين 11 نوفمبر 2019، قوله: إن «الإجراءات بحق 11 فرنسيًّا من تنظيم داعش، تم اعتقالهم في سوريا وترحيلهم مستمرة»، مضيفةً أنه: «سيجري اليوم ترحيل دنماركي وألماني وأمريكي من التنظيم إلى بلدانهم».



وبحسب المتحدث باسم الداخلية التركية، فإنه «تم ترحيل مقاتل أجنبي أمريكي إرهابي، بعد استكمال اجراءات التحقيق معه، وهناك خطة أيضًا لتسفير 7 مقاتلين إرهابيين ألمان في 14 نوفمبر الجاري».



في السياق ذاته، نقلت صحيفة «حرييت» التركية عن الداخلية، قولها: إنه سيتم ترحيل اثنين من الجنسية الإيرلندية، تم إلقاء القبض عليهم في سوريا بعد استكمال إجراءاتهم.


ما اإن اندلع العدوان التركي، على الشمال السوري، 9 أكتوبر 2019، حتى زادت المخاوف الأوروبية من عودة مقاتلي تنظيم داعش الأجانب إلى بلادهم الأصلية مرة أخرى، خصوصًا بعد تمكن العديد منهم من الهروب، ومن بينهم عناصر تسببت في عمليات تفجيرية.



وبالنظر إلى مخاوف دول أوروبا من عودة مقاتلي التنظيم، فنجد جميعها يتمحور حول فكرة المساعدة في نشر التطرف، إضافةً إلى إمكانية تحولهم إلى «قنابل موقوتة»، ففي 7 نوفمبر 2019، شدد ألكسندر بورتنيكوف، مدير أجهزة الاستخبارات الروسية على المخاطر التي تطرحها العودة المحتملة إلى موسكو، موضحًا أنها تتمثل في أنه «غالبًا ما يؤمن مثل هؤلاء الأشخاص العائدين بأيديولوجيا متطرفة، لدرجة أنه يتم اختيارهم؛ ليصبحوا انتحاريين ومروجين ومجندين، أو عملاء لشبكات إرهابية سرية».


في 20 يونيو 2018، قالت وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي «يوروبول»: إن الأوروبيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش في سوريا والعراق، لم يعودوا بأعداد كبيرة، منذ أن فقد التنظيم معاقله هناك، مؤكدًا أنهم بالرغم من ذلك كانوا مصدر إلهام لعدد متزايد من الهجمات داخل دول القارة.



وبحسب الشرطة الأوروبية، فإن هجمات الجهاديين، ضد أهداف أوروبية، زادت بأكثر من الضعف عام 2017، محذرة من أن خطر شن «داعش» هجمات أقل تطورا «لا يزال مرتفعا للغاية»، مشيرةً إلى أنه تم الإبلاغ عن 33 هجومًا إرهابيًا في القارة، موضحةً أن من شنوا مثل هذه الهجمات، كان أغلبهم من سكان تلك الدول «ما يعني أنهم أصبحوا متطرفين وهم في الدول التي يقيمون فيها، دون أن يتوجهوا إلى الخارج للانضمام إلى جماعة إرهابية».



كما أشارت سيلفين سي، الباحثة  في المركز الدولي للعنف السياسي والإرهاب في سنغافورة، 26 أغسطس 2019، إلى مدى خطورة عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم، موضحة أنهم سيحصلون على هوية خاصة لمقاتلين مسلحين مخضرمين؛ ما يسبغ عليهم كاريزما مميزة، تعطيهم قابلية لأن يصبحوا قادة متطرفين، بإمكانهم التواصل مع من يعرفونهم من أعضاء التنظيم.



ويقول المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والتطرف، في تقرير أصدرته وحدة الدراسات والتقارير، الإثنين 11 نوفمبر 2019: إن عودة المقاتلين الأجانب إلى دول أوروبا أمر يمثل خطورة كبيرة، خصوصًا بعد أن تأثروا بالفكر الداعشي المتطرف، وزادت اضطراباتهم النفسية؛ نتيجة الممارسات غير السوية في مناطق النزاع.



وأضاف التقرير، أن عودة المقاتلين الأجانب من مناطق النزاع، تطرح إشكالية، ما إذا كان من الممكن إعادة تأهيلهم أو محاكمتهم، مشيرًا إلى أن بعض الأجهزة الأمنية في أوروبا تعتقد أن كثيرين ممن عادوا منهم إلى بلادهم يشكلون «قنبلة موقوتة»، قد تنفجر في أي وقت، وترى فئة أخرى أنهم عادوا؛ بهدف شن هجمات إرهابية.


ويرى المركز الأوروبي، أنه بات ضروريًا، أن تقوم الدول الأوروبية بتقديم المساعدات النفسية والاجتماعية اللازمة للعائدين وأسرهم وكذلك القصر، مشددًا على أن يتم ذلك تحت الرقابة الأمنية مع إقامة مراكز رعاية للأطفال.

شارك