العرب يُصدِّرون ثورتهم إلى إيران.. وطهران تفقد السيطرة على المتظاهرين

الأحد 17/نوفمبر/2019 - 12:54 م
طباعة العرب يُصدِّرون ثورتهم إسلام محمد
 
نجح المتظاهرون العرب في تصدير الثورة إلى إيران التي كانت دوما مصدر العنف والفوضى في الدول العربية، لكن الأمر عُكس هذه المرة فالثورة نشبت في العراق ثم امتدت إلى لبنان وفي الحالتين استهدفت الرموز والميليشيات التابعة لطهران، ثم امتد ضرامها إلى الداخل الإيراني لتحرق النار من لعب بها في البداية.
وقد حملت التظاهرات الإيرانية بصمات  نظيرتها العربية التي اشتعلت في لبنان والعراق، بداية من الجهة المستهدفة ففي البلدين العربيين هتف المحتجون ضد سياسة النظام الإيراني ورفضوا تحكمه في بلادهم وطالبوا برحيل النظام وهو نفس ما وقع في إيران إذ طالب الشعب بسقوط النظام وأعلنوا رفضهم لسياساته.
كما امتد التشابه إلى الآليات الاحتجاجية فقد لجا المواطنون الى قطع الطرقات بشكل سلمي ورفعوا لافتات تبين مطالبهم.
كذلك تشابهت آليات الحكومات في قمع المتظاهرين؛ نظرًا لأن أيادي نظام الملالي تتحكم في مواقع السلطة بتلك البلدان، فقد تم اللجوء للعنف في مواجهة المتظاهرين وقطع الإنترنت وبث رسائل التخوين وتم وصم المحتجين بأنهم يتلقون التمويل من جهات خارجية في كل من الدول الثلاث.
ووفقًا لوكالة أنباء «إرنا» الحكومية، قال حسام الدين آشنا مستشار الرئيس الإيراني، السبت 16 نوفمبر 2019، إن: «إيران ليست العراق ولا لبنان؛ والسفارة الأمريكية في البلاد مغلقة لعدة سنوات.. نحن الإيرانيون لن نسمح لوسائل الإعلام العميلة أن تقرر لنا المصير».
وقد كان اشتعال التظاهرات وانتقالها إلى الداخل الإيراني متوقعًا بعد بدايتها في لبنان والعراق نظرًا لتشابه الظروف والأسباب والجهة الحاكمة.
ورغم إعلان الحكومة أن عوائد زيادة أسعار البنزين لن تدخل الميزانية، بل ستستخدم لدعم الفقراء لكن المحتجين صعدوا من تظاهراتهم متهمين النظام بالتسبب في توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وبين قادته ينهبون ثروات البلاد ويبددونها في تأجيج الحروب ودعم الأذرع الإرهابية وشراء ولاء جهات خارجية.
كما طالبت مريم رجوي رئيسة منظمة مجاهدي خلق المعارضة جموع المواطنين للانضمام إلى التظاهرات؛ مبينة أن هذا هو الطريق الأوحد للخلاص من والفقر والكوارث التي جلبها النظام .
وأضافت: نظام الملالي برفعة أسعار الوقود بثلاثة أضعاف، تسبب في جعل الكادحين أكثر فقرًا وأن جميع المفاصل الاقتصادية للبلد في قبضة خامنئي وروحاني ومختلسي المليارات من حاشيتهم».
من جانبه قال الباحث في الشأن الإيراني محمد عبادي: إنه في فترة وجيزة اندلعت مظاهرات ضد الفساد وانعدام الإصلاح الاقتصادي في العراق ولبنان وإيران.
وأضاف في تصريحات لـ المرجع، أن النظام الإيراني فشل في كسب الشعوب في الدول التي امتلك فيها نفوذا كبيرا مما يعكس فشل تجربته في الحكم وفشل مشروعه الذي بات يفقد زخمه في الدول التي كان الى وقت قريب يتفاخر بنفوذه بها؛ موضحا أن الاحتجاجات الأخيرة كشفت مدى ضعف تأثير دعاية النظام الإيراني أمام مواطنيه واتباعه.

شارك