مواجهات مع النازيين الجدد تغلق محطة القطارات ببون الألمانية

الأحد 17/نوفمبر/2019 - 01:11 م
طباعة مواجهات مع النازيين حسام الحداد
 
أدت مواجهات عنيفة بين متظاهرين من النازيين الجدد وعناصر من اليسار المتطرف إلى إغلاق محطة بون الألمانية للقطارات لفترة قصيرة، بعدما استعادت قوات الأمن السيطرة على الموقف.
أغلقت السلطات محطة القطارات الرئيسية في مدينة بون الألمانية مساء أمس السبت 16 نوفمبر 2019 بسبب مشاجرة جماعية نشبت بها. وقال متحدث باسم الشرطة إن أعضاء "منتممون لجماعات يمينية ويسارية" اشتبكوا بعد مظاهرة لليمينيين المتطرفين في بلدة ريماغن.
ودفعت الشرطة بأعداد كبيرة من أفرادها، كما قال المتحدث. وأضاف المتحدث أن كثيرين نزلوا إلى قضبان السكة الحديدية، مشيرا إلى حدوث مشاهد اضطراب وعنف.
وتم إغلاق المحطة الرئيسية لوقت قصير بسبب المشاجرة. ولم يصب أحد بجروح، وتتولى الشرطة التحقيقات على خلفية الإخلال الجسيم بالأمن العام.
والنازيون الجدد هي حركة متطرفة عنصرية سياسية ايديولوجية توصف ب النازية وتسمى أيضا بالفاشية الجديدة التي نشطت مؤخرا في الدول التي ينتمي غالبية سكانها من البشرة البيضاء في العالم وخاصة في أوروبا وتعرف هذه الحركة انها تتبع أهداف ومبادئ الحركة النازية .
ويعتبر هذا المنهج الفكري في أوروبا وأمريكا وبعض دول العالم والذي يحمله جماعات ما يسمون بحليقي الرؤوس بمعاداة كل من هو ليس أبيض البشرة ويعيش في بلدانهم كالسود والآسيويين والساميين والشرق أوسطيين وأديان كاليهودية والإسلام بحجة أنهم مهددون بتغيير طبيعة مجتمعاتهم الذي قد يؤدي لانقراض مجتمع البيض، وانتشرت بدول كثيرة في أنحاء العالم.
في بعض البلدان الأوروبية وأمريكا اللاتينية، تحظر القوانين التعبير عن وجهات نظر مؤيدة للنازية أو العنصرية أو معادية للسامية أو كراهية المثلية. وكذلك تحظر الرموز المتعلقة بالنازيين في البلدان الأوروبية (وخاصة ألمانيا) في محاولة للحد من النازية الجديدة.
ويذكر أنه في 8 يونيو 2019، كشفت السلطات الألمانية أنه تم العثور على منشورات ورسائل تحمل الصليب المعقوف وتهديدات للمسلمين وزعت في أحد أحياء مدينة كولونيا، والذي يعيش فيه الكثير من العائلات المنحدرة من تركيا. وقد قام مجهولون بتوزيع هذه المنشورات وكذلك رمي رسائل بريدية داخل مظاريف داخل صناديق البريد الخاصة لبعض السكان، والذين قاموا بتسليمها للسلطات الأمنية، التي قامت بدورها بفتح تحقيق في الأمر.
 ويصادف يوم الأحد 9 يونيو 2019، الذكرى الخامسة عشر لتفجير شهده نفس الحي من قبل خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة (النازيون الجدد)، وهي الخلية التي ارتكبت عددا من الجرائم خلال الفترة من 2000 و2007. وتمثلت تلك الجرائم في قتل تسعة أفراد منحدرين من أصول تركية ويونانية، وشنّ هجوم مميت على أفراد الشرطة، وتنفيذ هجوم على متجر تابع لأسرة إيرانية في كولونيا، وتفجير قنبلة مسامير شديدة الانفجار في نفس المدينة، وارتكاب عدة جرائم سطو مسلح.
ومن ضمن العبارات التي تضمنتها هذه المنشورات، والتي نشرت قناة WDR الألمانية العامة مقتطفات منها، "إلى المسلمين في ألمانيا، غزوكم لبلادنا سوف يفشل. الشعب الألماني يقظ ونحن نعي جيدا أنكم أعداء، وتكرهوننا"، وفق ما جاء في أحد المنشورات، الذي عُنون بعبارة "شعبة الأسلحة النووية الألمانية"، في استعارة على ما يبدو لاسم مجموعة يمينية أمريكية متطرفة تطلق على نفسها "شعبة الأسلحة النووية"، حسب قناة WDR.
وإضافة إلى التهديد بالعنف حملت الرسائل والمنشورات شعار الصليب المعقوف (شعار النازيين)، حسب ما كشفت الشرطة التي قالت إنه تم توزيع هذا المنشورات في الفترة ما بين 29 مايو والثالث من يونيو ، لكن تم تسليط الضوء عليها الآن بعد انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت الشرطة الألمانية بأنه لا يوجد "تهديد ملموس" حتى الآن يستهدف الحفل، الذي سيقام غدا الأحد في الذكرى الخامسة عشر لتنفيذ التفجير بقنبلة المسامير في نفس الشارع، إلا أنها وبغض النظر عن ذلك ستكون حاضرة لتأمين المكان مثل كل عام.
يُذكر أن قضية خلية "إن إس يو" كانت قد هزت المجتمع الألماني بعد اكتشافها، وبعد مداولات استمرت نحو خمسة أعوام أصدر القضاء الألماني في 11 يوليو 2018 حكما بالسجن المؤبد ضد المتهمة الرئيسية بياته تشيبه، وأربعة متهمين آخرين، لتختتم بذلك واحدة من أطول وأكثر القضايا تكلفة في التاريخ القضائي لألمانيا بعد الحرب.

شارك