مطالبًا بإسقاط النظام.. شعب الأحواز ينتفض للاستقلال عن «إيران»

الإثنين 18/نوفمبر/2019 - 01:02 م
طباعة مطالبًا بإسقاط النظام.. إسلام محمد
 
رغم تاريخه الممتد في الثورات والانتفاضات ضد النظام الإيراني منذ وقوعه تحت الاحتلال عام 1925، فإن روح التضامن التي لاقاها الشعب العربي في الأحواز مؤخرًا من القوميات الأخرى جددت الآمال في إسقاط نظام الملالي.
وقد كان شعب الأحواز سباقًا هذه المرة في إشعال الاحتجاجات ضد النظام الإيراني فالمنطقة تشتعل منذ مطلع الأسبوع الماضي على إثر مقتل الشاعر حسن الحيدري (شاعر عربي مناوئ للنظام) مسمومًا على أيدي أجهزة القمع بحسب اتهامات الأهالي.  
وقبل الاحتجاجات التي انطلقت في عموم البلاد منذ ليل (الخميس-الجمعة) كانت الأحواز تنتفض مما عزز مخاوف النظام من أن تكون هذه بداية انتقال شرارة الاحتجاجات إلى عموم البلاد وهي المخاوف التي تحققت بالفعل لاسيما وأنها أتت بالتزامن مع تلك التي يشهدها العراق ولبنان ضد تحكم أذرع طهران في بلدانهم.
وقبل قرار زيادة أسعار البنزين، الذي أشعل الاحتجاجات في عموم البلاد، اعتدت قوات الأمن على الأحوازيين المنتفضين المشاركين في جنازة الشاعر القتيل الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 في ضربات استباقية لتوسع محتمل للاحتجاجات.
وتحولت احتجاجات العرب في مدينة الأحواز العاصمة ضد قرار السلطات برفع أسعار البنزين إلى ثورة شعبية، وتزامنت مع انتفاضة أبناء الفلاحية وخور موسى وأرجان ضد الاحتلال.
كما تم اللجوء للعنف في مواجهة المتظاهرين وقطع الإنترنت وبث رسائل التخوين والتهديد، وهو ما لم يوقف الأحوازيين الذين لم يكتفوا بالمطالبة بتخفيض سعر البنزين بل بإسقاط النظام والاستقلال عن إيران، ووقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين الغاضبين وعناصر الحرس الثوري الإرهابي، الذين حاولوا فض التظاهرات بالقوة، وتعمدوا إطلاق النار على المتظاهرين، فيما لم يتم الكشف حتى الآن عن أعداد الضحايا على وجه الدقة - بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
وأغلق الأهالي الطرق المؤدية إلى محطات البنزين لمنع عملها، كما أغلقوا عددًا من الشوارع والميادين لإجبار سلطات النظام على التراجع عن قراراتها.
وعلى الرغم من شمول الاحتجاجات جميع أرجاء البلاد فإن «الأحواز» كان لها نصيب الأسد من القمع والمشاركة في الاحتجاجات، وتزامن ذلك مع ثورة جميع القوميات بما فيها القومية الفارسية بسبب تأثير تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي بجانب فشل السلطات في تنفيذ أي من وعودها.
جدير بالذكر أن عرب الأحواز أشعلوا عدة ثورات دامية ضد الاحتلال الإيراني منذ ضم الإقليم عام 1925 كان أبرزها  ثورة الحويزة في عام 1928، بقيادة محيي الدين الزئبق رئيس عشائر الشرفة، والذي نجح في السيطرة على الأحواز لستة أشهر، وثورة بني طرف عام 1936 والتي قام على إثرها الشاه رضا بهلوي بدفن 16 من رؤساء القبائل وهم أحياء، ليكونوا عـبرة لمن يعارضه، و ثورة حيدر بن طلال عام 1940، التي تمكنت من إزالة الحاميات الإيرانية والسيطرة على ثكناتها لكن النظام نجح في إخمادها وإعدام جميع قادة الثورة في قلعة سهر الشهداء.
بالإضافة إلى ثورة الغجرية عام 1943 إذ تمكن الثوار حينها من قـتل العـديد من الجنود والضباط بل و إسقاط طائرة حـربية، وكذلك حركة الشيخ عبدالله بن الشيخ خزعل عام 1944 و ثورة بني طرف وبني كنانة عام 1945، والتي دامت لبضعة أشهر، وثورة الشيخ مذخور الكعبي عام 1946، وثورة عشيرة النصار 1946 وثورة الشيخ يونس العاصي عام 1949.
من جانبه قال الباحث في الشأن الإيراني، محمد عبادي، إن منطقة الأحواز تشهد احتجاجات ومظاهرات بشكل شبه يومي، ولكن التعتيم كان يمنع وصولها إلى الإعلام العالمي فجاءت تلك التغطية الإعلامية ليصل صوت أبطال وثوار الأحواز إلى العالم أجمع وتنهار الحواجز التي طالما وضعها النظام بينهم وبين الإعلام.
وأضاف أن النظام الإيراني رفع أسعار الوقود ثلاثة أضعاف معتمدًا على قوة بطش أجهزته الأمنية لكن ما حدث هو أن الشعب أثبت هذه المرة قوة بأسه في مواجهة آلة القمع، وثباته في ساحة الاحتجاج أمام هجوم عملاء الملالي.
وتابع أن قرارات النظام جعلت الفقراء أكثر فقرًا ومع ذلك تذرعوا بأن هدفهم من تلك الإجراءات هو مساعدة المحتاجين رغم أن جميع المفاصل الاقتصادية للبلاد في قبضة مختلسي المليارات من حاشيتهم، وأتباعهم ولذلك فقد توحدت القوميات في سبيل إسقاط النظام.

شارك