منتدى داكار للسلم والأمن.. السنغال تحارب الإرهاب على طريقة «سوتشي أفريكا»

الإثنين 18/نوفمبر/2019 - 05:46 م
طباعة منتدى داكار للسلم أحمد عادل
 
تحت عنوان التحديات الراهنة للتعددية، تنطلق الإثنين 18 نوفمبر 2019، في العاصمة السنغالية داكار فعاليات أعمال النسخة 6 من "منتدي داكار للسلم والأمن في أفريقيا، والتي تستمر جلساته حتى الأربعاء 20 نوفمبر 2019، برعاية الرئيس السنغالي ماكي سال، وسيقام في مركز «عبدو ضيوف» الدولي للمؤتمرات في داكار،  ومشاركة نحو 500 شخصية عامة، أبرزهم رئيس الوزراء الفرنسي  إدوار فيليب، ورؤساء دول وحكومات، وخبراء وباحثون.

منتدى داكار للسلم
إفريقيا .. محور النقاش
وسيتناول المنتدي بشكل رئاسي، الوضع الأمني الراهن في القارة السمراء، وتحديدًا منطقة الساحل الإفريقي، وتزايد وجود التنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة، واستراتيجيات الدول الإفريقية لمواجهتها، إضافةً إلى عدد من القضايا الفرعية الأخرى، والتي ستكون محل نقاش للاجتماعات الهامشية بالمنتدى، منها مسألة الأمن الجماعي والنزاعات القبلية والدفاع الرقمي.

ويشارك في المنتدى، العديد من الشخصيات الهامة، لعل أبرزها الرئيس الموريتاني محمد ولد جازوني، ورئيس الوزراء إدوارد فيليب،  ووزير الخارجية جان إيف لودريان ووزيرة الدفاع فلورانس بارلى ومجموعة من ضباط الجيش الفرنسي، المكلفين بتدريب القوات السنغالية، وبيير بيويا الممثل السامي للاتحاد الإفريقي لمالي ومنطقة الساحل وبيندو كيتا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإفريقيا، وعددًا من الشركات الدفعية مثل مجموعة «MBDA» رائدة تصميم الصواريخ في أوروبا ومجموعة «Safran» الفرنسية المتخصصة في التكنولوجيا الدفاعية وشركة «RBH Industrie» للمركبات المدرعة، ويبحث المشاركون في المنتدي التنمية المستدامة في منطقة الساحل وطرق التعاون الدولي ومحاربة الإرهاب العنيف والجريمة السيبرانية.
منتدى داكار للسلم
فرنسا تحارب الإرهاب في إفريقيا
وينعقد المنتدى في ظل اضطرابات أمنية تشهدها منطقة الساحل والصحراء الإفريقي؛ حيث تتعرض تلك المنطقة للعديد من العمليات الإرهابية التي تضرب مصالح المثتثمرين والدول الأوروبية في إفريقيا، على على تهديدها الأمن في القارة، وما يزيد من خطورة تدهور الأوضاع الأمنية في إفريقيا، وجود كل من داعش والقاعدة، وهو ما حدا ببعض الدول الأوربية، مثل فرنسا لمحاربة الإرهاب؛ حفاظًا على مصالحها.
وفي عام 2013، أطلقت فرنسا، عملية عسكرية تسمي بـ«سيرفال»، والتي من أهم أهدافها، إيقاف تمدد الحركات الراديكالية التابعة لتنظيم القاعدة التي كانت موجودة آنذاك، الوقت من السيطرة على الدولة المالية، وتعد من أولى الدول التي تدخلت عسكريًّا في مالي.
وفي عام 2014، أطلقت فرنسا، عملية عسكرية أخرى تسمى «برخان»، والتي من أهم أهدافها، التصدي لأنشطة الجماعات الإرهابية، وتقديم الدعم العسكري واللوجستي في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية، وأبرزها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة أنصار الدين، وجماعة بوكوحرام الناشطة في منطقة بحيرة تشاد، ويبلغ عدد قوات هذه العملية نحو 4500 جندي فرنسي، وتغطي 5 دول بمنطقة الساحل، وهي: «مالي، وموريتانيا، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد».
وفي يوليو 2017، قدمت فرنسا دعمًا كبيرًا؛ لتشكيل قوة عسكرية مشتركة عابرة للحدود، ما بين الدول الخمس، وذلك في منطقة باماكو، وتكونت القوة بهدف مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، ودعم مهام القوات الدولية الموجودة في المنطقة.

سوتشي أفريكا.. النسخة السنغالية
ومن جانبه، وفي تصريح خاص له، يرى محمد عزالدين، الباحث في الشأن الإفريقي، أن المنتدي يعتبر هو تكرار لمنتدي روسيا إفريقيا، الذي أقيم في أكتوبر 2019 بموسكو، موضحًا أن هدف تلك المنتديات أو المؤتمرات، تكون في المقام الأولي ترويجية لتلك الدول التي يكون تحت رعايتها، وأسلحتها وفرضية للأمن والسلم في منطقة الساحل والصحراء؛ حيث أصبحت القارة السمراء منطقة تنافس دولي للعديد من القوي الإقليمية الصين وأمريكا وروسيا وفرنسا .
وأوضح عزالدين، أن تلك المنتديات تسعي الدول الإفريقية للاستفادة القصوى منها؛ حيث اكتساب الخبرات الأوروبية المتقدمة في منظومة الأمن العام، وخاصًة في منطقة الساحل الإفريقي، التي أصبحت في الفترة الأخيرة تمثل منطقة تنافسية للتنظيمات الإرهابية في البلاد.
وأضاف الباحث في الشأن الإفريقي، أن هناك عمليات تنافسية للقوي الإقليمية الكبرى على كعكة منطقة الساحل والصحراء الإفريقية الغنية بالموارد المعدنية والاقتصادية الضخمة؛ ما يفتح لها مجال للاستثمار في تلك المنطقة. 

شارك