ضد الشعب.. انحياز روحاني لحكومته يكشف وجه الملالي القبيح

الأربعاء 20/نوفمبر/2019 - 02:24 م
طباعة ضد الشعب.. انحياز نورا بنداري
 
في ظل الاحتجاجات التي تشهدها غالبية المدن الإيرانية؛ بسبب قرار الحكومة رفع أسعار الوقود؛ لحل أزمتها الاقتصادية، يخرج الرئيس الإيراني «حسن روحاني» في تعليق له على هذه المظاهرات في 18 نوفمبر  2019؛ ليعلن تأييده لقرار  حكومته، بل ومبينًا أنها«أي الحكومة» كان لديها ثلاث خيارات؛ لمواجهة هذه الأزمة، وهما زيادة الضرائب، أو صادرات النفط، أو رفع أسعار البنزين، والأخير هو  ما تم الاتفاق عليه في النهاية.
ووفقًا لهذه الخيارات، يظهر لنا الوجه القبيح لنظام الملالي، الذي يتخذ إجراءات تقشفية، يتحملها الشعب الذي يعاني أغلبه من الفقر، بينما ينعم رؤوس هذا النظام بالثراء الفاحش، بل ويوجه أموال شعبه إلى دعم الإرهاب.
يأتي ذلك، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الأمريكية، في تغريدة لها على موقع «تويتر»، في 18 نوفمبر 2019، أن «روحاني» اختلس مبلغ يقدر بحوالي 4.8 مليار دولار، من صندوق التنمية الوطني؛ لدفعها إلى الإرهاب، ليس ذلك فقط، بل إن البنك المركزي الإيراني، مرر مليارات الدولارات واليورو في عامي 2018 و2019ـ، إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، للقيام بأعمال إرهابية.
إلا أن بيان للصفحة الرسمية للسفارة الأمريكية، في بغداد على فيسبوك، أعلن في أبريل 2019، الفساد المالي منتشر في جميع أنحاء نظام الملالي بدءًا من القمة؛ إذ إن المرشد يمتلك أصولًا، تقدر قيمتها بنحو مائتي مليار دولار، بينما يعيش العديد من أبناء الشعب الإيراني تحت وطأة الفقر والحالة المعيشية السيئة؛ بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، الذي وصلت إليه البلاد، بعد أربعين عامًا من حكم الملالي.

ورغم هذا الكم الهائل من الأموال التي يمتلكها قادة الملالي، إلا أن هذا النظام يلجأ لاتخاذ خيارات تقشفيه يتحملها الشعب الإيراني فقط، جراء العقوبات الاقتصادية الأمريكية، ويقوم مسؤولي النظام بتأمين أنفسهم، من خلال جمع الثروات الخاصة به، بل وتوجيه باقي ثروات إيران إلى التنظيمات الإرهابية التي يحركها هذا النظام؛ من أجل تنفيذ مخططه الرامي لبسط نفوذه على العديد من دول المنطقة.
وفي تصريح للمرجع، أوضح «أسامة الهتيمي»، الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، أن الخيارات التي طرحها «روحاني» في التعاطي مع ما تمر به بلاده، هي خيارات اضطرارية مجبر عليها؛ نتيجة تشديد الولايات المتحدة الأمريكية لإجراءات العقوبات الاقتصادية، مقارنة بما كانت عليه خلال العقود الماضية، ومن ثم فقد تضاءلت إلى حد كبير فرص إيران؛ للتحايل على العقوبات والالتفاف عليها كما كان يحدث في السابق.
وأشار «الهتيمي»، إلى أن حكومة «روحاني» ليس أمامها لمعالجة الانهيار الاقتصادي، إلا أن تتبع سياسات تقشفية، حتى لو على حساب المواطن، فتقوم برفع أسعار السلع المدعمة كالبنزين، فضلًا عن احتمالات كبيرة لفرض المزيد من الضرائب، وهو ما سيكون عبئًا جديدًا على كاهل المواطن الإيراني، الذي يعاني بالأساس من أوضاع اقتصادية ومعيشية متردية.
ولفت «الهتيمي» أن ما تشهده طهران الآن جاء نتيجة الغطرسة الإيرانية، التي تعاملت بها طهران مع قرار استئناف العقوبات وإثارة فوضى عارمة في المنطقة، عبر استهداف ناقلات البترول، ثم استهداف شركة أرامكو، وهو ما مثل تجاوزا لقواعد اللعبة المتعارف عليها، ومن ثم كان ولا بد أن يكون ثمة رد فعل قوي من أمريكا والمجتمع الدولي، وإلا كان ذلك بمثابة ضوء أخضر لإيران، أن تفعل ما يحلو لها دون عقاب أو ردع.
وأضاف الكاتب المتخصص في الشأن الإيراني، أن ما يتحدث به البعض عن أن إيران تلجأ إلى التقليل من دعمها لأذرعها وللإرهاب في المنطقة، فهو أمر مستبعد للغاية؛ لأسباب عديدة منها، أولا أن إيران بذلك تفقد قوتها الحقيقية وفق تصورها؛ حيث ترى أن بقاء هذه الأذرع الموالية لها ضمانة مهمة؛ لتفادي الضغوط التي تمارس عليها .

شارك