قراصنة البحر الأحمر.. «الحوثي» تخطف قاطرة كورية بمساعدة إيران

الأربعاء 20/نوفمبر/2019 - 02:27 م
طباعة قراصنة البحر الأحمر.. نورا بنداري
 
تسعى إيران دائمًا إلى تحريك أذرعها الإرهابية؛ لارتكاب أعمال من الممكن أن تؤثر على دول العالم في محاولة منها؛ لهدفين لا ثالث لهما، أولًا: لابتزاز العالم وتمددها في مناطق سيطرة جديدة، ثانيًا: للفت النظر عن ما يحدث بداخلها؛ بسبب الاحتجاجات والتظاهرات التي تشهدها بسبب سياستها التقشفية «على الشعب دون الحكومة»؛ حيث قامت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في 16 نوفمبر 2019 بعميلة خطف وسطو مسلح لقاطرة بحرية كورية جنوب البحر الأحمر، وفقًا لما أعلنه بيان التحالف العربي ونقلته وسائل الإعلام اليمنية.
‏ولذلك، أعلن وزير الإعلام اليمني «معمر الإرياني»، في تغريدات متواصلة له على صفحته بموقع «توتير»، أن عملية الخطف والسطو المسلح الذي نفذتها ميليشيا الحوثي للقاطرة البحرية«رابغ-3» والتي كانت تقوم بقطر حفار بحري، تملكه شركة كورية أثناء إبحارها جنوب البحر الأحمر؛ بأنها «عملية إرهابية» وتصعيد خطير وغير مسبوق، ينسف كل الجهود التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء؛ للتهدئة وإحلال السلام في اليمن.
وأشار «الإرياني» إلى أن‏ توقيت هذه الخطوة التصعيدية الخطيرة وتزامنها مع الاحتجاجات التي تشهدها غالبية المحافظات الإيرانية، يؤكد أنها تمت بإيعاز وتخطيط إيراني، عبر أداتهم الحوثية؛ لابعاد الأنظار الدولية عن هذه الانتفاضة الشعبية ومحاولة خلط الأوراق وتصعيد وتيرة الصراع في المنطقة وممارسة الضغوط على المجتمع الدولي، ومن ثم تصدير هذه الأزمة المفتعلة للداخل الإيراني؛ لإقناع الشعب بأن بلاده تتعرض لمؤامرة كبرى.
وأكد وزير الإعلام اليمني، أن هذه العملية الإرهابية تكشف التهديد الذي يمثله استمرار سيطرة ميليشيا الحوثي على ‎ميناء الحديدة، وتحكمها في الشريط الساحلي بين المدينة ومديرية عبس، على أمن وحرية الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وطالب المجتمع الدولي، باتخاذ مواقف حاسمة، إزاء هذه القرصنة البحرية التي تشكل سابقة وانتهاك خطير للقانون الدولي، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بدعم الحكومة الشرعية؛ لوقف التهديد الذي تمثله الميليشيا الحوثية الإرهابية على خطوط الملاحة الدولية والأمن والسلم الإقليمي والدولي.
كما دان وزير الخارجية اليمني «محمد الحضرمي»، خلال لقائه في الرياض، سفير كوريا الجنوبية لدى اليمن، «وونج بارك» في 17 نوفمبر الجاري، القرصنة الحوثية التي تمت قبالة جزيرة كمران، وطالب بالإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها.
وجاء رد وزراء الحكومة اليمنية، بعدما أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن «تركي المالكي»، أنه أثناء إبحار القاطرة البحرية «رابغ-3» بجنوب البحر الأحمر، تعرضت لعملية الخطف والسطو المسلح من قبل زورقين على متنهما عناصر تتبع ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران سماء يوم 16 نوفمبر الجاري، موضحًا أن القاطرة البحرية، كانت تقوم بسحب حفار بحري تملكه إحدى الشركات الكورية الجنوبية، واعتبر أن سطو ميليشيات الحوثي على القاطرة البحرية سابقة إجرامية، وتهديد لأمن مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى، التي تقوم بها ميليشيا الحوثي بهذا العمل الإجرامي؛ حيث سبق للميليشيا الانقلابية المدعومة من إيران، باختطاف ومهاجمة سفن تجارية وناقلات نفط في موانئ وممرات دولية في عرض البحر الأحمر، رغم التحذيرات الأممية والدولية ،من المضي في هذه الممارسات.
في تصريح للمرجع، أكد «صالح أبو عوذل» رئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن اليمنية؛ أنه لا يمكن بأي حال أن يرتكب الحوثيون جريمة دولية بهذا الثقل،  دون غطاء  وتشجيع من أيران، أو أطراف إقليمية لها مصلحة في بقاء الحوثي قويًّا.
ولفت «أبو عوذل» إلى أن هناك الكثير من الأطراف، تخشى من أي اتفاق لإيقاف الحرب في اليمن، وبالتالي ترى أن أي جهود، قد تصب في تحقيق السلام، ولو مؤقت ليس في مصلحتها، وايران هي أكثر  المستفيدين بتأزم الوضع اليمني، ولذلك فإن هذا العمل الإرهابي تهدف إلى تحسين شروط أي تفاوض مع السعودية، بمحاولة إظهار أنهم أقوياء، على حد تعبير أبوعوذل.

شارك