بعد تقرير المفتش العام الأمريكي.. «بنتاجون» تبحث تداعيات الظهور الثاني لداعش

الخميس 21/نوفمبر/2019 - 08:06 م
طباعة بعد تقرير المفتش شيماء حفظي
 
أصدر مكتب المفتش العام بوزارة الدفاع الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 تقريرًا حذر فيه من استغلال داعش للانسحاب الأمريكي من الأراضي السورية والاجتياح التركي للشمال السوري، ما دفع وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) الأربعاء 20 نوفمبر 2019 إلى إرسال تساؤلات للمفتش العام بشأن التقرير المذكور.

ظهر بالفعل
وكانت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية قد أكدت أن تنظيم داعش عاود الظهور بالفعل داخل سوريا بعد الانسحاب الأمريكي، وما عقبه ذلك من عدوان تركي.
وبحسب تقرير نقلته صحيفة التايم الأمريكية، فإن التنظيم أصبح لديه قدرة أكبر على شن هجمات إرهابية ضد الغرب نتيجة قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية على عجل من الدولة التي مزقتها الحروب والصراعات والعمليات الإرهابية.
ركز تقريرٌ لمكتب المفتش العام بوزارة الدفاع على القرار المفاجئ بنقل جميع القوات الأمريكية البالغ عددها ألف جندي من شمال سوريا، والذي أشار إلى أن هذه الخطوة خلقت  فراغًا في السلطة وانطلقت سلسلة من التطورات العنيفة على الأرض والتي تخاطر بتصعيد أكثر من خمس سنوات من التقدم في الحرب ضد التنظيم الإرهابي.
يقول التقرير المكون من 116 صفحة، حسبما نقلت الصحيفة الأمريكية: «لقد استغل داعش التوغل التركي والسحب اللاحق للقوات الأمريكية لإعادة بناء القدرات والموارد داخل سوريا وتعزيز قدرتها على التخطيط لهجمات في الخارج».

رد فعل البيت الأبيض
وقالت وكالة الاستخبارات الأمريكية أيضًا: إنه من دون ضغوط مكافحة الإرهاب، فإنه من المحتمل أن يتمكن داعش من بناء شبكات سرية بحرية أكبر وسيحاول تحرير أعضاء داعش المحتجزين في السجون والأفراد الذين يعيشون في مخيمات النازحين داخليًّا.
وفي رد فعل على التقرير، أحال البيت الأبيض أسئلة حول ما ورد فيه إلى بنتاجون، وقال القائد شون روبرتسون ، المتحدث باسم الدفاع الأمريكية في بيان: «مازالت عناصر داعش يعملون في المنطقة، وما لم تتم المحافظة على الضغط ضدهم، فإن عودة المجموعة وقدراتها تظل إمكانية حقيقية للغاية، نحن ملتزمون بالحيلولة دون حدوث ذلك».
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر الانسحاب بعد مكالمة هاتفية في 6 أكتوبر مع الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، وفي 9 أكتوبر، شنت تركيا عمليات جوية وبرية ضد المقاتلين الأكراد، وهي جزء من القوات الديمقراطية السورية (SDF) ، وهي مجموعة قاتلت داعش إلى جانب الجيش الأمريكي منذ عام 2015.
جاء قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية رغم تحذيرات مساعديه بشأن مخاطر التخلي عن حلفاء أمريكا من الأكراد، الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين.
وكانت الولايات المتحدة تعتمد على الأكراد لتدمير ما تبقى من خلايا داعش تحت الأرض ولحراسة أكثر من 30 مركز احتجاز يضم حوالي 10000 محتجز من داعش منتشرين في جميع أنحاء شمال سوريا.
أحد المخاطر الآن، كما قال اثنان من المسؤولين الأمريكيين لمجلة التايم، هو أن إرهابيي داعش الباقين سيحولون انتباههم إلى الهجمات الإرهابية المتصاعدة خارج المنطقة.

داعش.. مشكلة معقدة تزداد تعقيدا
وقال أحد المسؤولين، الذي لم يُفصح عن هويته للمجلة: إن داعش «لديهم زملاء مسافرون في أوروبا وأماكن أخرى، وإذا تم شحن المزيد من اللاجئين إلى أوروبا لأن الأتراك لا يريدونهم، فمن المحتمل أن يكون لديهم المزيد».
«ستزداد المشكلة تعقيدًا»، كما يتنبأ بعض مسؤولي المخابرات الأمريكية والأوروبية؛ حيث إن المزيد من مسجوني داعش يفلتون من الأسر والاعتقال في الوقت الذي تحول فيه القوات الكردية انتباهها عن حراسة المخيمات التي تحتجزهم إلى مواجهة القوات المدعومة من تركيا.
وقال مسؤول أمريكي لـتايم: إن الظروف القاسية في معسكرات السجون هذه قد جعلتهم أرضًا خصبة لتجنيد «جيل جديد من الإرهابيين، بمن فيهم النساء والشباب الذين سيكون لهم مكان أقل على رادار القوات المكافحة للتنظيم».
على الرغم من أن داعش لم يعد يسيطر على أي مدينة رئيسية في العراق أو سوريا، فإن القتال لم ينتهِ بعد، فعناصره الذين بقوا على قيد الحياة، وكثير منهم مازالوا في أجزاء من الصحراء السورية وغرب العراق، مبعثرون وأصعب في استهدافهم من عندما كانوا يسيطرون على أراضي في العراق وسوريا كانت بحجم بريطانيا تقريبًا.

مقتل البغدادي .. تأثير ضئيل على التنظيم
عاد المسلحون إلى جذور حرب العصابات من خلال دمج مجموعات من الخلايا النائمة في كل من العراق وسوريا للقيام بشكل روتيني بالكمائن والتفجيرات والاغتيالات، بحسب المسؤول.
وقُتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في 26 أكتوبر في شمال غرب سوريا خلال غارة ليلية على القوات الخاصة الأمريكية، لكن التقرير يشير إلى أن موت البغدادي «من المحتمل أن يكون له تأثير ضئيل على قدرة داعش على إعادة البناء».
 في الأسابيع الأخيرة، قام ترامب بتعديل طلبه للانسحاب الكامل وبدأ الجيش الأمريكي بإرسال حوالي 500 جندي وعربة مدرعة لحراسة حقول النفط في شمال شرق سوريا لمنع داعش من استغلال المورد، لكن مسؤولًا أمريكيًّا قال: إن المهمة ليست ذات معنى استراتيجي قليلًا.
ونقلت المجلة عن المسؤول أن «خلاصة القول هي أنه لا القضاء على الخلافة أو قتل البغدادي قد وضع حداً للتهديد الإرهابي الذي يشكله تنظيم داعش لنا ولحلفائنا، ومن الهراء أنك بحاجة إلى عائدات نفطية لشن هجوم كالهجوم على الشانزليزيه أو في تايمز سكوير».

شارك