«التجنيد والطائفية والتجويع».. ثلاثية الحوثي تفتك بأطفال اليمن

الخميس 21/نوفمبر/2019 - 08:58 م
طباعة «التجنيد والطائفية علي رجب
 
يعيش الطفل اليمني أوضاعًا سيئة بين التجنيد الإجباري والحقن الطائفي والابتزاز والتجويع، هي ثلاثة أشكال من منظومة مروعة تجسد إجرام الحوثيين بحق أطفال اليمن، وفقًا لوزير الإعلام معمر الإرياني.
ورصدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، ارتكاب ميليشيات الحوثي 65 ألفًا و971 واقعة انتهاك ضد الطفولة في 17 محافظة يمنية، خلال الفترة من 1 يناير 2015م، وحتى 30 أغسطس 2019م.

الإرياني: الأطفال ضحية الحوثي
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني: إن يوم الطفل العالمي يأتي ليذكرنا بالوضع المأساوي التي تعيشه الطفولة في اليمن، وبالذات في المناطق التي تخضع لسيطرة الميليشيات الحوثية؛ بسبب الانقلاب المشؤوم الذي خلف وضعًا مأساويًّا وكارثيًّا.
وذكر أن شريحة الأطفال تعد أكثر الفئات تضررًا منذ خمس سنوات هي عمر الانقلاب، فهي فريسة للموت بالأمراض والأوبئة والجوع، وسوء التغذية، بالإضافة إلى استخدام الحوثي لهم كجنود في معركته العبثية لسهولة التغرير بهم، وحشدهم إلى الجبهات.
وبحسب أحدث تقرير حول تجنيد الأطفال كشف أن الحوثيين جندوا حوالي 23 ألف طفل في اليمن.
وأشار الوزير على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى أن هناك ما يقارب من مليوني طفل خارج التعليم تسربوا من المدارس بسبب إغلاقها، وعدم دفع رواتب المدرسين في مناطق سيطرة الحوثي.
وأوضح أن هناك أكثر من ثمانية مليون طفل يحتاجون لمساعدة عاجلة حسب تقديرات المنظمات الدولية، وهذه الأرقام صنعتها حرب الحوثيين الناجمة عن انقلابهم على الدولة منذ سبتمبر 2014.
وقال إن المملكة العربية السعودية بذلت جهودًا كبيرة فيما يخص رعاية الأطفال اليمنيين ومساعدتهم من خلال مركز الملك سلمان لإعادة تأهيل الأطفال المجندين من قبل ميليشيات الحوثي، وأيضًا مركز زراعة الأطراف، ومشروع مسام لنزع الألغام.
ورصدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، ارتكاب ميليشيات الحوثي 65 ألفًا و971 واقعة انتهاك ضد الطفولة في 17 محافظة يمنية خلال الفترة من 1 يناير 2015م وحتى 30 أغسطس 2019م.
وأفادت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في بيان لها، بمناسبة اليوم العالمي للطفولة (20 نوفمبر 2019)، أنها رصدت هذه الانتهاكات الحوثية ضد الطفولة في اليمن بالتعاون مع 13 منظمة دولية.

ضحايا الحرب
كما أوضحت أن الميليشيات الحوثية قتلت خلال نفس الفترة 3 آلاف و888 طفلًا بشكل مباشر، وأصابت 5 آلاف و357 طفلًا، وتسببت بإعاقة (164) إعاقة دائمة جراء المقذوفات العشوائية على الأحياء السكنية المكتظة بالأطفال.
ذكر البيان أن الميليشيات قامت باختطاف (456) طفلًا ومازالوا في سجون الميليشيا حتى اللحظة، وتسببت بتهجير 43 ألفًا و608 أطفال آخرين، وجندت نحو 12 ألفًا و341 طفلًا، وزجت بهم في جبهات القتال المختلفة.
وفي تصريحات صحفية سابقة، قالت مديرة اليونيسف هنريتا فور: إن أكثر من ستة آلاف طفل يمني قتلوا أو أصيبوا بسبب الحرب والقتال بشكل مباشر، في حين ثمة طفل يموت كل 10 دقائق لأسباب كان يمكن الوقاية منها لولا الحرب، بما في ذلك الأوبئة والمجاعات.

التجنيد الإجباري
وفي ديسمبر الماضي، ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية عن مصادر يمنية، أن ميليشيا الحوثي، نجحت في تجنيد نحو 18 ألفًا من الأطفال في صفوفهم منذ بداية الحرب الأهلية في اليمن عام 2014.
وذكر الأطفال للوكالة أنهم تعرضوا للتجنيد من قِبَل العناصر الحوثية في ملاعب كرة القدم، والمزارع، خصوصًا المدارس.
وقبل إرسالهم إلى جبهات القتال يتم إلحاق الأطفال بدورات عسكرية ودينية وثقافية تستمر لأكثر من شهر؛ من أجل إجراء عملية غسيل مخ للطفل اليمني الذي يُقاتل في صفوف الحوثي لمدة شهر.

الحقن الطائفي
ووفقًا لتوصيف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، فإن أطفال اليمن يعانون «الحقن الطائفي»، وهو ما يُعرف في الإعلام بعمليات «غسيل الأدمغة»؛ حيث تدس الميليشيات العديد من أفكار بدر الدين الحوثي، وملازم حسين بدر الدين الحوثي مؤسس ميليشيا الحوثي؛ من أجل القتال وفقًا لعقيدة الحوثي.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية اليمنية ابتهاج الكمال، في أكتوبر الماضي: إن ممارسة الحوثيين في تدريس الأطفال مناهج طائفية، وتجنيدهم للقتال لصالحهم، يعد كارثة حقيقية يجب وقفها سريعًا، مشددة على ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي ضغوطه بوقف الانتهاكات والجرائم التي تمارسها ميليشيات الحوثي بحق الطفولة في اليمن.

الموت جوعًا
من جرائم الحوثي بحق أطفال اليمن، الموت جوعًا؛ حيث قال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن أخيم شتاينر: إن طفلًا دون سن الخامسة يموت كل 12 دقيقة في اليمن.
وأوضح في تغريدة له على حسابه موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أكتوبر الماضي، أن معظمهم يموتون نتيجة نقص المياه والتغذية الأساسية والرعاية الصحية والأدوية بسبب النزاع.
كما أطلقت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف)، العام الماضي، تحذيرات قالت فيه إن الحرب في اليمن جحيم حي لكل السكان الذي يعيشون على ترابه، في الوقت الذي يعاني فيه نحو مليوني طفل، تقل أعمارهم عن خمس سنوات سوء التغذية.
وأشارت إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد ارتفع إلى أكثر من ثلاثة ملايين طفل.
ومنذ اندلاع الحرب في مارس 2015 وحتى فبراير 2019، كشفت منظمة اليونيسف عن مقتل وإصابة أكثر من 6700 طفل يمني، ويموت سنويًّا 30 ألف طفل يمني بسبب سوء التغذية، بحسب المنظمة الدولية.
فيما قال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خيرت كابالاري، خلال مؤتمر صحفي: إن اليمن هو جحيم الأطفال، مشيرًا إلى أن هناك نحو 30 ألف طفل يمني يموتون سنويًّا؛ بسبب سوء التغذية، فضلًا عن أن هناك 1.8 مليون طفل يمني يعانون سوء التغذية الحاد.

اضطربات وتهرب من التعليم
ومن جرائم الحوثي بحق أطفال اليمن، أن ميليشيا الحوثي الانقلابية أصابت آلاف الأطفال بصدمة وآثار نفسية وحرمتهم من التعليم، بالإضافة إلى الهجرة والنزوح، وفقًا لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان «Hritc».
وقال مدير مكتب «Hritc» عبد الهادي العصار في محافظة الجوف: إن ميليشيا الحوثي الانقلابية تسببت بإصابة 6 آلاف و200 حالة بصدمة وآثار نفسية، وحرمت نحو 25 ألف طالب من التعليم، ونزوح أكثر من 20 ألفًا من مديريات المحافظة، إضافة إلى آلاف الأطفال النازحين من خارج المحافظة.
وتعليقًا على ذلك، قال القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، نزار هيثم: إن الميليشيات الحوثية تجند الأطفال؛ لاستغلالهم في الصراع السياسي باليمن.
وأضاف في تصريح له، أن الحوثيين قاموا بإنشاء معسكرات تدريبية للأطفال في «صعدة وحجة وعمران وذمار»، وأوقفوا الدراسة في المدارس بهذه المناطق؛ وذلك لتسخيرهم من خلال عملية التجنيد للقتال في صفوف الميليشيا، مشيرًا إلى أن عدد القتلى من الأطفال المجندين تجاوز 2000 طفل، فيما تجاوز عدد المجندين من الأطفال 4 آلاف طفل في محافظة «حجة» فقط على سبيل المثال.
وأكد القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، أن هذه الجريمة البشعة، يتم فيها غسل عقول الأطفال الأبرياء باستخدام سلاح القوة والترهيب، مشددًا في ختام تصريحه، على أنه حذر مرارًا وتكرارًا في نداءات متكررة للمنظمات الحقوقية العالمية من هذه الممارسات اللاإنسانية للحوثيين.

شارك