عقب التهديد التركي باستئناف العدوان.. عصا العقوبات «الغليظة» تُخضع نظام «أردوغان»

الثلاثاء 26/نوفمبر/2019 - 12:44 م
طباعة عقب التهديد التركي أحمد سامي عبدالفتاح
 
ما زال الأمل يحدو تركيا في أن تقوم وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من الولايات المتحدة بالانسحاب من عدة مواقع تسيطر عليها في شمال سوريا وفق الاتفاق الذي تم إبرامه مع كل من روسيا والولايات المتحدة. 


ورغم أن مسؤولين أتراكًا، خرجوا بتصريحات هددوا خلالها باستئناف العملية العسكرية في شمال سوريا إذا لم تكمل وحدات حماية الشعب الانسحاب وفقًا لما تم الاتفاق عليه، فإن مصدرًا أمنيًّا لم تسمه جريدة "أحوال" التركية في تقريرها المنشور هذا الأسبوع، أكد أن أنقرة لا تنوى استئناف العمليات العسكرية مرة أخرى.
 
وعلقت الخارجية الروسية على التهديدات التركية، إذ خرج أوليج سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية بتصريحات صحفية فى 25 نوفمبر، حذر فيها من احتمالية عودة تنظيم "داعش" إلي شمال سوريا مرة أخرى في حال قيام أنقرة باستئناف العمليات، كما أكد أن تلك التهديدات تثير قلقًا بالغًا لدى موسكو.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هدد في 17 نوفمبر باستئناف العمليات العسكرية في شمال سوريا بسبب عدم إيفاء كل من واشنطن وموسكو بالتزاماتهما تجاه أنقرة.

عدوان مستبعد

هناك العديد من العقبات التى ربما تقف فى طريق استئناف أنقرة عدوانها على الشمال السوري، أولها: التخوف من العقوبات الأمريكية التي في حال فرضها قد تدمر الاقتصاد التركي لأنها ستدفع الليرة إلى التهاوي، ومن ثم هروب رأس المال الأجنبي خارج البلاد بسبب تراجع التصنيف الإئتماني، والثاني: يتلخص في عدم قدرة تركيا على إحكام سيطرتها على شمال سوريا خلال فترة زمنية وجيزة، ما يعني أن أمد العمليات العسكرية قد يطول، وبمرور الوقت، سيحدث استنزاف للقوة العسكرية التركية في وقت يتهاوى فيه اقتصاد البلاد، ما قد يضطر الحكومة لتطبيق إجراءات تقشفية بهدف تمويل العدوان غير محدد الأجل.


وعلى صعيد آخر، تلعب العلاقات "التركية ـــ الروسية" دورًا مهمًا في منع أنقرة من أي تحرك عسكري في شمال سوريا، إذ تحاول استغلال علاقاتها الجيدة مع موسكو لموازنة التوتر الذي يصيب علاقاتها مع واشنطن.

ويعني ذلك أن مجرد توتر العلاقات التركية مع روسيا سيجعل أنقرة محاصرة من الجوانب كافة، خاصة إذا تمكنت كل من روسيا والولايات المتحدة من تنسيق سياساتهما في شمال سوريا، الأمر الذي قد يدفع أنقرة للانعزال بشكل تام.

ثرثرة فارغة

ويرى محمد حامد، الباحث المختص في الشأن التركي، أن نظام "أردوغان" يحاول تصدير صورة قوية من خلال تصريحات عنيفة تهاجم الدول الأخرى، لكن الواقع أن أنقرة لا تستطيع تنفيذ كل ما تتعهد أو تقول به لأنها ليست على مستوى الولايات المتحدة إقتصاديًّا أو روسيا عسكريًّا.

وأكد في تصريح لـه أن الهدف التركي من العدوان هو منع إقامة دولة كردية مستقلة، وقد تحقق هذا الهدف حتي الآن، ومن ثم لن تقبل كل من موسكو وواشنطن أن تقوم أنقرة بأي تدخل عسكري في سوريا.

واختتم الباحث في الشأن التركي، تصريحه بالتأكيد على أن استئناف تركيا عملياتها العسكرية قد يعرضها لعقوبات اقتصادية قاسية من واشنطن، الأمر الذي لا تقوى على احتماله، ولهذا السبب تفضل التفاوض مع القوي الفاعلة في شمال سوريا.

شارك