دائرة القمع تتسع.. «أردوغان» يعتقل 12 طالبًا والتهمة «الغناء»!

الخميس 05/ديسمبر/2019 - 02:25 م
طباعة دائرة القمع تتسع.. محمد عبد الغفار
 
تتسع دائرة القمع التي يرسمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي يزج بمواطني بلاده داخلها؛ خاصة منذ الانقلاب المزعوم في يوليو 2016.

لم يكن الغناء والطرب بعيدًا عن دوائر الاتهام التي يبدع «أردوغان» في وضعها كقيود على الحريات، وتمثل ذلك في دعوى قضائية ضد 12 طالبًا بمدينة أنطاليا، جنوب غرب تركيا، بعد أن قاموا بغناء مقطوعة باللغة الكردية في احتفالية عيد نوروز.

ووفقًا للمذكرة التي أعدتها نيابة أنطاليا، الأربعاء 4 ديسمبر 2019، يواجه الطلاب تهمًا بالانضمام لتنظيم إرهابي، وهو الحركة الشبابية الثورية الكردية، بعد غنائهم الأغنية الكردية التي وضعت كلماتها كدليل اتهام، وتم إلقاء القبض على 4 منهم، ويعاني أحدهم ويُدعى دفريم أييك من سرطان القولون.

ووفقًا لصحيفة «زمان» التركية عبر موقعها الرسمي، فإن المحكمة الجنائية بأنطاليا قبلت مذكرة الادعاء، وخصصت الدائرة العاشرة للحكم بالقضية في 8 يناير من العام المقبل، كموعد لأولى الجلسات.

كما ضمت النيابة العامة لأوراق القضية، صورة على هاتف أحد هؤلاء الشباب لفتى كردي قُتل في مدينة شرناق بعد سحله من قبل قوات الشرطة، على اعتبار أنها دليل إدانة.

وتفرض تركيا ضغوطًا على الاحتفالات الثقافية الكردية، وتمنع الحديث أو طباعة الكتب بلغتهم، وذلك ضمن الهجمة التركية على العرق، الذي تصنفه الحكومة التركية كتنظيم إرهابي.

ولم يكن هذا الهجوم الأمني على الأغاني الكردية هو الأول من نوعه، إذ تعرض المطرب الكردي دودان لهجوم من قبل رجل شرطة، بمدينة باطمان جنوبي تركيا، في سبتمبر 2019، بعد أن قام بالغناء باللغة الكردية؛ حيث سحب شرطي الميكروفون منه بالقوة، كما منعت ولاية أضنة عرض مسرحية كردية لظروف أمنية بذات الشهر.

ويبدو أن الرئيس التركي سيستمر في كتابة قائمة الاتهامات الموجهة لمعارضيه، والتي شملت العديد من الاتهامات، مثل الانضمام لجماعة فتح الله جولن، وكانت آخر هذه الاتهامات معارضة العدوان التركى على شمال سوريا، إذ اعتقلت السلطات التركية 46 شخصًا، الجمعة 22 نوفمبر، على خلفية انتقادهم للعملية العسكرية عبر حساباتهم الشخصية بوسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد موقع «توركيش مينيت» في تقرير صحفي، الجمعة 22 نوفمبر، أنه تم احتجاز نحو 186 شخصًا، ضمن الحملة الأمنية الشرسة التي تشنها السلطات التركية ضد المعارضين للعملية العسكرية في شمالي سوريا.

واعتبر كمال قلجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، في تصريحات صحفية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يكتب نهايته ونهاية حزبه من خلال الإجراءات الأخيرة، معتبرًا أنهم عجزوا عن أداء وظيفتهم طوال الفترة الماضية.
وأشار رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض إلى أن الرئيس التركى هو أكثر من أساء إلى الدولة التركية، إذ تعاني تراجعًا حادًّا في حرية التعبير والصحافة، ويتم القبض على جميع المعارضين، وهو أمر لم يحدث في تاريخ البلاد.

شارك