مساعٍ أمريكية جديدة لإحياء مفاوضات السلام مع "طالبان"

الجمعة 06/ديسمبر/2019 - 12:10 م
طباعة مساعٍ أمريكية جديدة فاطمة عبدالغني
 
تسعى واشنطن لإحياء مفاوضات السلام من جديد مع حركة طالبان بهدف التوصل لاتفاق يوقف حرب مستمرة منذ 18 عامًا في أفغانستان، وهي الخطوة التي أوقفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل 3 أشهر بشكل مفاجئ، ولكنها تصدرت جدول أعمال اللقاء الذي جمع المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد والرئيس الأفغاني أشرف غني الأربعاء 4 ديسمبر.
المبعوث الأمريكي ناقش كيفية الدخول في مباحثات أفغانية داخلية تقود إلى تسوية سلمية للنزاع وتمهد لخفض العنف وتوقف إطلاق النار.
التطور الأخير في موقف واشنطن تجاه النزاع المسلح في أفغانستان يأتي ترجمة للموقف الذي أعلنة الرئيس ترامب خلال لقاءه قبل أيام بالرئيس الأفغاني في قاعدة "باجرام" الأمريكية شمالي كابول.
حيث أعلن ترامب حينها عن نيته استئناف المفاوضات من جديد، مبررًا ذلك برغبة حركة طالبان في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال ترامب "تريد حركة طالبان اتفاقا، وسنلتقي بهم. قلنا لهم يجب ابرام وقف لاطلاق النار فقالوا أنهم لا يريدون ذلك، والان أصبحوا يرغبون في وقف لاطلاق النار" مضيفا "أعتقد ان الامور ستسير بالتأكيد بشكل جيد بهذه الطريقة".
وإزاء حالة التفاؤل الأمريكية تجاه المفاوضات مع طالبان، لم تبدي الأخيرة حتى الآن أي نية حقيقية للدخول في مفاوضات جديدة، بل إن رفضها لوقف إطلاق النار خلال المفاوضات السابقة وامتناعها عن التجاوب مع حكومة الرئيس الأفغاني، وتمسكها بالانسحاب الأمريكي الكامل يعزز المخاوف بشأن فشل مهمة المبعوث الأمريكي، فموجة التفجيرات التي شهدتها أفغانستان خلال الأيام الأخيرة تعد مؤشرًا على استمرار الحركة في نهجها العنيف ضد الحكومة الحالية كما ان ضعف أجهزة الدولة الأفغانية يفقدها القدرة على فرض أي شروط في التفاوض.
ومن جانبه أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، ضرورة تبني حل سياسي عن طريق التفاوض لتسوية الأزمة في أفغانستان.
وقال- حسبما ذكرت قناة "طلوع نيوز" الأفغانية: "نحن ملتزمون بمواصلة دعم أفغانستان لأننا نعتقد اعتقادا راسخا بأن أفضل طريقة يدعم بها الناتو جهود السلام هي تدريب قوات الأمن الأفغانية ومساعدتها وإسداء المشورة لها حتى تدرك حركة طالبان أنها لن تنتصر أبدا في ساحة المعركة". 
وأضاف ستولتنبرج، أن الناتو يرحب بالجهود المبذولة لاستئناف محادثات السلام الأفغانية، لاقتناعه بالحاجة إلى حل سياسي عن طريق التفاوض في أفغانستان.
يشار إلى أن اتفاق السلام مع طالبان يركز على بدء الولايات المتحدة بسحب نحو 13 ألف جندي مقابل تعهد طالبان ألا يتم استخدام أفغانستان كملاذ آمن للمقاتلين المتطرفين.
وبحسب المراقبون ستشكل المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية، وأي وقف لإطلاق النار يمكن التوصل إليه، أساسًا لأي اتفاق.
وقال خليل زاد في تغريده له على "تويتر" أن اتفاقا من هذا النوع سيمهد الطريق أمام "أفغانستان موحدة وذات سيادة لا تهدد الولايات المتحدة أو حلفاءها أو أي دولة أخرى".

ولم يوضح إن كان بحوزته نص نهائي بإمكانه عرضه على السلطات الأفغانية، لكن مسؤولين عديدين لمحوا في الأيام الأخيرة الى أن نقل المحادثات إلى كابول من شأنه أن يفسح المجال أمام نتيجة إيجابية.
إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية أفغانية، اليوم الجمعة، بمقتل 10 من عناصر الشرطة خلال اشتباك مع مسلحى حركة طالبان فى مديرية "إمام صاحب" بإقليم "قندوز" الواقع شمال شرق البلاد.
وأضافت المصادر، أن الاشتباك الذى وقع مساء أمس الخميس، أسفر أيضا عن مصرع ثلاثة عناصر من طالبان.
وقال عضو مجلس إقليم "قندوز" خالد الدين حكيمى إن الاشتباك وقع إثر هجوم شنه مسلحو طالبان على نقطتى تفتيش فى قريتى "جوى بيغوم" و"قيرغيز" بمنطقة "إمام صاحب"، مشيرا إلى أن حصيلة الضحايا جراء الاشتباك مرشح للزيادة.
وأفاد "انعام الدين رحماني" المتحدث باسم شرطة ولاية "قندوز"، شمال أفغانستان بمقتل وإصابة 6 من قوات الأمن في هجوم لطالبان على مقرات أمنية مساء أول أمس الأربعاء بمديرية "دشت ارتشي".
ووفقًا لوكالة أنباء أفق"، فقد وقعت اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر طالبان خلال هذا الهجوم دامت نحو 5 ساعات، وأسفرت عن مقتل 3 من قوات الأمن، وإصابة 3 آخرين؛ فيما قُتل وأُصيب 10 من عناصر طالبان.
في غضون ذلك، أوقفت عناصر من "طالبان" 3 مسافرين أمس عند منطقة "قلعة سرسنج" على مسافة 25 كيلومتر من مديرية "فيروزكوه" بولاية "غور" وسط أفغانستان، ثم قتلتهم بطريقة بشعة، بحسب "عبد الحي خطيبي"، المتحدث باسم حاكم الولاية.
وأشار "خطيبي" إلى أن هؤلاء المسافرين من ولاية "دايكندي" وكانوا متجهين إلى ولاية "هرات" عن طريق مديرية "فيروزكوه".
وأعلن مسئولون أمنيون في ولاية "فارياب"، شمال أفغانستان مقتل وإصابة 10 مدنيين جراء استهداف "طالبان" ‏مناطق سكنية بقذائف هاون في 3 مديريات بالولاية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضح المكتب الإعلامي لقيادة شرطة ولاية "فارياب" أمس الخميس أن 6 مدنيين بينهم نساء وأطفال أُصيبوا جراء استهداف الحركة لمديرية "قيصار"، فيما قٌتل اثنان آخران في مديرية "شيرين تاجاب"، وأُصيب اثنان آخران في مديرية "دولت آباد".

شارك