العائد بخفي حنين.. أردوغان يفشل في إقناع الناتو بـ«مخطط البلقان»

السبت 07/ديسمبر/2019 - 02:49 م
طباعة العائد بخفي حنين.. محمد عبد الغفار
 
مرتديًا قناع الأبطال الفاتحين، ذهب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اجتماع حلف شمال الأطلسي «الناتو»، والذي عقد في العاصمة البريطانية لندن، الثلاثاء 3 ديسمبر 2019.

 

وأكد نظام العدالة والتنمية برئاسة أردوغان أن بلاده لن تقبل بمشروع حلف شمال الأطلسي الدفاعي في دول البلطيق وبولندا، قبل أن يقبل الناتو بتصنيف وحدات حماية الشعب الكردي كمنظمة إرهابية، وقال أردوغان: «إذا ما لم يعتبر حلفاؤنا وحدات حماية الشعب الكردي منظمة إرهابية، سوف نحارب خططهم بالبلقان، ونواجهها بأي طريق ممكن».

أردوغان يتهم الناتو

ورغم هذه التصريحات النارية، فإن الواقع بعد انتهاء قمة الناتو كان مختلفًا، حيث تراجع الرئيس التركي عن خططه وتصريحاته بصورة واضحة.

 

حيث أعلن أردوغان خلال لقاء له مع رؤساء وسائل إعلام تركية في لندن، الجمعة 6 ديسمبر 2019، عن موافقة بلاده على خطة حلف شمال الأطلسي حول البلطيق.

 

وقال الرئيس التركي في كلمته «بخصوص خطة البلطيق وبولندا، اتخذنا خطوة الليلة الماضية، اتصل بي أمين عام حلف شمال الأطلسي والرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ورئيس بولندا، وطلبوا دعمنا».

 

وأضاف أردوغان «بعد أن التقيت بأصدقائي، قلت لهم نعم، لكنني أتوقع دعمًا مماثلًا في حربنا ضد التنظيمات الإرهابية مثلما نتعامل مع التهديدات الأمنية للحلف بصورة جدية، على جميع حلفائنا أن يأخذوا مخاوفنا الأمنية على محمل الجد».

 

وزعم أردوغان في كلمته أن بلاده هي الوحيدة في الدول الأعضاء بالناتو التي تحارب العديد من التنظيمات الإرهابية؛ مشيرًا إلى أن بعض أصدقائه يعملون إلى جانب هذه الجماعات الإرهابية، قاصدًا حزب العمال الكردستاني، وقوات حماية الشعب الكردية، متهمًا الناتو بمحاربة الإرهاب بالكلام فقط.

 

ونسى أردوغان أن أنقرة هي من قدمت دعمًا عسكريًّا ولوجستيًّا كبيرًا للتنظيمات الإرهابية في سوريا، وذلك عن طريق فتح حدودها أمام عبور الإرهابيين إلى داخل سوريا.

هزة داخلية

أحدثت تصريحات الرئيس التركي هزة داخلية، حيث اعتبرت كتراجع عن مواقف أنقرة المتشددة، والتي أعلن عنها أردوغان ودبلوماسي بارز في تصريحات لوكالة رويترز قبيل انطلاق قمة الناتو، مما دفع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى الخروج بتصريحات صحفية، الجمعة 6 ديسمبر 2019، قائلًا: إن أعضاء الناتو لم يتوصلوا إلى اتفاق في قمة لندن، مشيرًا إلى أن بلاده سوف تبقى وحيدة في الحرب ضد الإرهاب.



وهو ما أكده وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريحات صحفية، الجمعة 6 ديسمبر 2019، حيث أكد أن الناتو لم ينشر خطته الأمنية المتعلقة بدول البلطيق، ولن يتم ذلك قبل نشر الخطة التركية حول وحدات حماية الشعب الكردية باعتبارها تنظيمًا إرهابيًا يهدد أنقرة، على حد تعبيره.

 

وهو ما يتعارض مع تصريحات أردوغان نفسه، وكذلك تصريحات صحفية للأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، والتي أعلن خلالها عن رفع تركيا حظرها عن خطة دول البلطيق وبولندا، ولم تبحث مسألة وحدات حماية الشعب الكردية.



ويتضح أن التضارب التركي الداخلي يهدف إلى تحسين صورة الرئيس رجب طيب أردوغان أمام الشعب، خصوصًا مع فشله في إدارة ملف العلاقات الخارجية في أكثر من مناسبة، وهو ما يبرز التراجع الواضح لنظام العدالة والتنمية.

شارك