بين البحرين ولبنان تقرير يكشف تناقض "حزب الله" في دعم المظاهرات

الإثنين 09/ديسمبر/2019 - 12:54 م
طباعة بين البحرين ولبنان روبير الفارس
 
يهاجم حزب الله  المتظاهرين في لبنان ويعتبر تظاهراتهم مؤامرة  غربية تريد تدمير البلاد ومع استمرار التظاهرات الحاشدة في لبنان، برز موقف حزب الله الذي اتهم فيها أطرافا خارجية غربية بالوقوف وراء التظاهرات دون الاكتراث للمطالب الشعبية والصرخات التى تعبر عن غضب من الفساد ومن الطائفية .الغريب ان حزب الله كان يدعم أي تظاهرات تندلع في بلاد اخري   حيث شهدت الدول العربية منذ عقد من الزمان عدة تظاهرات شعبية تطالب الحكومات بالإصلاح، إلا أن أكثر ما برز في هذه التظاهرات موقف حزب الله من التظاهرات التي حدثت في مملكة البحرين عام 2012 والتي كانت غير شعبية ومدعومة من إيران، حينها دعم حزب الله هذه التظاهرات إعلاميا ومن خلال الخطب التلفزيونية لزعيم الحزب “حسن نصر الله”.

وفي هذا الصدد، يقول أستاذ الانثروبولوجيا السياسية “عبد الله القزاز” في حديثه لجريدة “البصائر” العراقية إن جميع المحللين السياسيين والمتابعين لمجريات الأحداث في الدول العربية يعلمون أن التظاهرات التي حدثت في البحرين قبل سنوات لم تكن شعبية، بل كانت مدفوعة من قبل إيران عبر استخدامها خلايا نائمة تتبع ولاية الفقيه.

ويضيف القزاز أن ما ادعاه حزب الله في حينها من أن تظاهرات البحرين كانت تطالب بإصلاح باطل، إذ أن الجميع يعلم أن دول الخليج العربي تعد من أكثر دول العالم العربي رخاء وازدهارا اقتصاديا، وبالتالي فإن دعم حزب الله لهذه التظاهرات والمناداة بدعمها كان لسبب أنها كانت مدعومة إيرانيا.

ولفت إلى أنه وفي ذات الفترة كانت التظاهرات السورية المطالبة بالاصلاح على أشدها، إلا أن حزب الله حينها وقف مع النظام السوري ضد الشعب وأرسل مقاتليه لقمع الشعب السوري في محافظة حمص وغيرها، وكان دعم ميليشيا حزب الله للنظام السوري نابعا من تخندق الأخير ضمن المحور الايراني، وهذا ما يؤكد أن حزب الله يعادي الشعوب العربية ويقف مع من تقف معه إيران، بحسبه.

ويشير الكثير من المراقبين إلى أن حزب الله وبسبب مواقفه الداعمة لإيران، فإنه اليوم يقف إلى جانب حكومة المنطقة الخضراء في العراق على الرغم من أن المنتفضين العراقيين غالبيتهم من المحافظات المحسوبة على الطائفية الشيعية.

وفي هذا السياق، يرى الصحفي الأمريكي “جوناثان هينس” في مقال مطول له في صحيفة “ذي بوليتيك ” الامريكية أن الشرق الأوسط يشهد هذه الايام انقلابا شعبيا ضد جميع الكتل السياسية المدعومة إيرانيا، لافتا إلى أن ما يحدث في العراق ولبنان يكاد يكون متشابها إلى حد بعيد. 

ويشير إلى أن الحكومة اللبنانية برئاسة “سعد الحريري” استقالت عقب أسبوعين من التظاهرات الشعبية نزولا عند رغبة المحتجين، إلا أن المفارقة أن الحريري يطالب الآن بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة كل البعد عن الأحزاب، وهذا ما يرفضه حزب الله الذي يطمح إلى توسيع مشاركته في أي حكومة قادمة.

ويضيف هينس أن اللافت في الانقلاب الشعبي في كل من لبنان والعراق أن الجيل الناشئ في كلا البلدين وخاصة من الطائفة الشيعية بدأ يرفض كل ما له صلة بإيران حتى من الشباب الذين كانوا حتى وقت قريب داعمين للأحزاب والكتل الشيعية، بحسبه.

ويعتقد هينس أنه ونتيجة للتعنت الذي يبديه حزب الله تجاه تشكيل أي حكومة لا يشارك بها، فإن لبنان قد يتجه نحو المجهول، وهذا ما ينطبق على الوضع العراقي أيضا، إذ يرفض متظاهرو بغداد والمحافظات الجنوبية جميع وعود الاصلاح الحكومية، لا بل وصل الحال بهم إلى تمزيق صور الخميني والخامنئي في شوراع الناصرية وكربلاء وبغداد، ما يعني أن إيران بدأت تفقد حاضنتها الشعبية التي طالما دعمتها سياسيا خلال السنوات السابقة، بحسبه.
تستمر التظاهرات اللبنانية وتكاد تدخل شهرها الثاني، وسط تعنت كبير من حزب الله تجاه أي حل يتطلب فيه تنازلا، في ظل تدهور اقتصادي كبير تعيشه البلاد وتحذيرات شديدة اللهجة من البنك الدولي من احتمالية انهيار شامل ووشيك للاقتصاد اللبناني.

الواقع 

تعيش لبنان في كنف واقع سياسي يعتمد الطائفية الحزبية منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1989 واتفاق الطائف الذي قسم توزيع المناصب السيادية في لبنان ما بين منصب رئيس الجمهورية الذي يتولاه مسيحي ماروني، ومنصب رئيس الحكومة الذي جاء وفق اتفاق الطائف لسنة لبنان، مقابل منصب رئيس البرلمان للشيعة.

وفي هذا الصدد يقول الصحفي اللبناني “زيد صعب” إن الأزمة اللبنانية الحالية هي نتاج 30 عاما من السياسة الخاطئة التي أدت بلبنان إلى ما هو عليه الآن، فمع المحاصصة الطائفية التي أفرزها اتفاق الطائف، برز الفساد المالي كأحد أبرز الآفات التي دمرت الاقتصاد اللبناني، إذ أن كل طائفة تدافع عن سياسيها حتى لو كانوا فاسدين.
ويضيف أن الدور السلبي لحزب الله وتأثيره الكبير في المشهد اللبناني حول لبنان إلى دولة داخلها الدولة متمثلة بدولة حزب الله في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب اللبناني، لافتا إلى أن تشكيل الحكومات في لبنان دائما ما كان يتأخر لأشهر عديدة بسبب اصرار الحزب على انتزاع مزيد من المكاسب السياسية الطائفية على حساب بقية اللبنانيين.

ويؤكد صعب أن تخندق حزب الله مع إيران علانية، جعل من الدول الغربية والعربية على حد سواء تراجع موقفها من الدولة اللبنانية ككل، بعد أن استطاع الحزب فرض هيمنته على الرئاسة اللبنانية، وهذا كله أدى إلى تراجع معدلات السياحة في لبنان والتي تعد المورد المالي الأكبر للدولة، فضلا عن فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية كبيرة على عدة مصارف لبنانية وتجار، ما أدى إلى مزيد من التراجع في الاقتصاد اللبناني، بحسبه.

ويرى أستاذ العلوم السياسة في الجامعة الأمريكية في بيروت “أكرم الحبال” أن المشكلة في لبنان لا تكمن في الاقتصاد اللبناني بالدرجة الأولى، إذ أن تدهور الاقتصاد اللبناني كان متوقعا منذ سنوات نتجية السياسات الخاطئة التي انتهجتها الدولة اللبنانية ككل.

ويحمّل الحبال حزب الله المسؤولية الأكبر لتدهور الوضع في لبنان، إذ أن الفساد السياسي وتموضع حزب الله مع إيران أضر كثيرا بالدولة اللبنانية، لافتا إلى أن معاداة الحزب للدول العربية أدى إلى توقف الدعم العربي الخليجي المقدم إلى لبنان، فضلا عن أن غالبية الدول الخليجية نصحت رعاياها بعدم السفر إلى لبنان بسبب ارتفاع المخاطر على الحياة، كل هذا أدى إلى تراجع معدلات السياحة في لبنان فضلا عن تراجع الدعم العربي للحكومة اللبنانية.
ويعتقد الحبال أن حزب الله وفي حال استمر على النهج الذي هو عليه، فإن الدولة اللبنانية مقبلة على مرحلة أشد وقد تشهد انهيارا كاملا مع توسع حدة التظاهرات التي أشارت مراكز استطلاع الرأي الدولية أن نسبة الشيعة المشاركين فيها تتعدى الـ 50% ما يعني أن الحاضنة الشعبية التقليدية لحزب الله باتت هي الأخرى تضيق ذرعا بسياسات الحزب اللا مدروسة، بحسبه.
وقد كشف استطلاع للراي حديث  إن رأي مسلمي لبنان من السنّة سلبي للغاية تجاه حزب الله حيث تعبّر نسبة 51 في المائة عن موقف "سلبي للغاية" إزاء "حزب الله"أي ان السنة والشيعة الان يقفون ضد الحزب .

شارك