عبدالرؤوف كاره.. صخرة إرهابية في طريق الجيش الليبي لتحرير طرابلس

الجمعة 20/ديسمبر/2019 - 12:10 م
طباعة عبدالرؤوف كاره.. محمد يسري
 
يمثل عبدالرؤوف كاره حالة خاصة من التيار السلفي، فهو يزعم انتسابه للسلفية المدخلية (نسبة إلى الداعية السعودي ربيع بن هادي المدخلي)، لكنه يتزعم حاليًّا ما يسمى بقوات الردع الخاصة، وهي من أبرز الميليشات في منطقة غرب ليبيا التي يحاول الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تطهيرها من الإرهاب، الذي سيطر عليها بعد أحداث فبراير 2011.

صدامه مع الميليشيات
وتسبب مزاعمه بالانتماء للتيار المدخلي في مشاكل عديدة له مع الميليشيات الأخرى من جهة كما يسبب من جهة أخرى في انشقاقات داخل التيار المدخلي خاصة في طرابلس.
وكان أغلب المنتمين لتيار السلفية المدخلية انضموا لقوات الجيش الليبي، باعتباره المتغلب وأن له القوة الطولى في ليبيا- بحسب أدبياتهم- لمساندته في حربه ضد الإرهاب، إلا أن علاقات كاره المشبوهة واستعانته بعناصر تابعة للجماعة الليبية المقاتلة بزعامة عبدالحكيم بلحاج والموالية لتنظيم القاعدة، تكشف عدم اقتناعه بمنهج المدخلية، كما تكشف سر تسجيله الأخير الذي يدعم حكومة الوفاق الموالية للإخوان، وحرصه على الدفاع عنها ضد الجيش الليبي.

الشيخ الملازم
ظل عبدالرؤوف كاره قائد ميليشيا الردع مشهورًا بأنه الشيخ الملازم وتمت ترقيته فيما بعد إلى رتبة رائد، ولا يظهر في الإعلام كثيرًا، رغم إشرافه على عمليات التعذيب التي يمارسها بنفسه ضد السجناء في سجن معيتقة، ويساعده في ذلك محمود حمزة آمر مليشيا 2020 أو ما تعرف بالزلزال والمتحدث الرسمي سابقًا باسم الردع.
سيطر «كاره» وميليشياته على قاعدة معيتيقة الذي كان عبارة عن قاعدة عسكرية، تم تحويل جزء منها إلى مطار مدني بعد تدمير مليشيا الصمود التابعة للإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي مطار طرابلس الدولي عام 2014 ضمن عمليات "انقلاب فجر ليبيا"، وتضم القاعدة سجنا ضخما تسيطر عليه مليشيا «الردع».
ومليشيا «الردع» هي إحدى أكبر المليشيات المسلحة في طرابلس، ويبلغ عدد مسلحيها نحو 5000 عنصر، وتسيطر على العديد من المنشآت الليبية الكبرى في طرابلس وعدة مصارف ووزارة الخارجية والجزء العسكري من مطار معيتيقة.

وثيقة سرية
ويعتبر عبدالقادر الكيب أحد أبرز قيادات قوات الردع المقربين لكاره، الذين يظهرون الوجه الخفي لعلاقات كاره مع الجماعات الإرهابية، وتخفيه خلف السلفية المدخلية، للحفاظ على سيطرة الميليشيات الإرهابية على الأرض، وإحداث انشقاقات، بين السلفيين الموالين للجيش الليبي.
وقد حصل «المرجع» على وثيقة سرية من الأمن الداخلي الليبي، حول ملفه الملقب بـ«المحقق كونان» في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، تؤكد انتماءه للجماعة الليبية المقاتلة الذي يقدمه كاره ليلعب دورا محوريًا في الوساطة بين الجماعات الإرهابية في ليبيا منها الإفراج عن الدواعش في صرمان وصبراتة غربي ليبيا.
وتشير الوثيقة الأمنية إلى أنه في 14 أكتوبر 2001 حكم على الكيب بالمؤبد، بتهمة انتمائه للجماعة الليبية المقاتلة، وأُودع في سجن بوسليم إلا أنه هرب منه في أحداث فبراير 2011.
وكان عبدالرؤوف كاره خرج في تسجيل مرئي مؤخرًا، طالب فيه بتحكيم العقلاء من جميع المدن الليبية، ووضع حل للأزمة الليبية، قائلا: «أما كلام القوة والتهديد هذا كلام لا يصلح، هذه دماء مسلمين تُزهق ومنازل تُهدم، واتفضلوا ليبيا لكل الليبين وأى ليبي يدافع عن طرابلس وعن ليبيا، ونحت نتبع وزارة الداخلية والحكومة الليبية».
وشدد على ضرورة حل الأمور بالسياسة والحكمة، والجلوس على طاولة حتى يتم تداول السلطة سلميًّا، مضيفًا: «أليس منكم رجل رشيد، تعالوا نتحاور ونتفق على نقاط معينة ونمشوا عليها، أما تحطوا شماعة الإخوان والمقاتلة على طرابلس ومعتيقة والمناطق الثائرة هذا لا يرضي الله ورسوله».
يأتي ذلك في الوقت الذي أوشك فيه الجيش الليبي على طي صفحة الميليشيات الإرهابية في طرابلس، في محاولة من كاره لمنح حكومة الوفاق والميليشيات الإرهابية الموالية لها قبلة الحياة للاستمرار في ليبيا.

شارك