قبلة أمراء الدم.. أنقرة عاصمة الإرهاب في العالم

السبت 04/يناير/2020 - 01:38 م
طباعة قبلة أمراء الدم.. محمود البتاكوشي
 
تركيا والميليشيات المسلحة وجهان لعملة واحدة، ففي الوقت الذي تحاول دول الجوار دعم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، لا يتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن دعم الجماعات المتطرفة، إذ ألقى بثقله في مساندة إخوان ليبيا، التي تقاتل ميليشياتها إلى جانب قوات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.



وأصبح هذا الدعم علنيًّا إذ ذهبت أنقرة من تسليح الميليشيات الإرهابية إلى المشاركة الميدانية بقوات خاصة في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي، في محاولة بائسة منه لدعم جماعة الإخوان الإرهابية، بعد النكبات التي تعرضت لها في عدد من الدول العربية، وفي مقدمتها مصر.



النظام التركي يستخدم الإخوان لتحقيق هدفه بحكم البلاد، والسيطرة على مقدرات الدولة الليبية؛ نظرًا لأن عناصر تلك الجماعة الإرهابية في ليبيا يرتبطون بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.



منذ بدء الأزمة الليبية تحتضن أنقرة التي أضحت عاصمة الإرهاب في العالم، وأصبحت قبلة جميع العناصر أمراء الدم، أهم رؤوس الإرهاب في ليبيا، وأبرز المطلوبين من قبل القضاء الليبي لتورطهم في جرائم عنف، وإرهاب، والإضرار بالأمن القومي الداخلي، إلى جانب قيادات الصف الأول من جماعة الإخوان الإرهابية، الذين كانت لهم أدوار مشبوهة في قيادة الفوضى بليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.



ويُقيم في تركيا قيادات من مجلس شورى بنغازي المصنف تنظيمًا إرهابيًّا، أبرزهم طارق بلعم، وأحمد المجبري، اللذان منعت السلطات البريطانية -في نوفمبر2017- دخولهما إلى أراضيها بتهمة التطرف، ورحلتهما إلى تركيا، التي منحتهما إقامة دائمة.



ويوجد في تركيا أيضًا عدد من قيادات جماعة الإخوان، الذين يتمتعون بحماية النظام التركي، من بينهم عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته محمد مرغم، الذي سبق أن طالب بتدخل تركيا عسكريًّا في بلاده ضد الجيش الليبي، في تصريح جر عليه انتقادات كثيرة، واتهامات بالخيانة العظمى.

كما قدمت تركيا الحماية للقيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج، الملاحق من القضاء الليبي، وأحد أبرز الشخصيات المطلوب اعتقالها، بعد ثبوت تورطه بعدة هجمات على منشآت عمومية ليبية، وارتكابه لجرائم زعزعت استقرار البلاد، فعندما أصدر المدعي العام الليبي أوامر باعتقال 826 إرهابيًّا في سبتمبر 2018 فروا جميعهم إلى تركيا.


كما تتولى أنقرة علاج مصابي الجماعات الإرهابية، وفي يناير 2017 أعلنت جماعة «أنصار الشريعة» الإرهابية وفاة زعيمها محمد الزهاوي داخل مشفى تركي متأثرًا بجراحه أثناء إحدى المعارك مع قوات الجيش الوطني الليبي، وحاولت أنقرة التستر على فضيحة علاج الإرهابيين، وأرسلت جثمان الزهاوي سرًّا إلى طرابلس.



دعمت تركيا الجماعات الإرهابية عبر 3 محاور «لوجستي سياسي، وعسكري تسليحي، وآخر عسكري نوعي»، فيما يتعلق بالدعم اللوجستي السياسي، ساند أردوغان جماعات الإسلام السياسي أيديولوجيًّا وميليشياتها التي يقبع قادتها خارج ليبيا، ومنهم من هو موجود في تركيا.



كما دعم النظام التركي ميليشيات الوفاق بالأسلحة الخفيفة؛ من أجل بقائها قادرةً على إحداث الفوضى على الأرض، أما المستوى الثالث المتعلق ببعض الأسلحة النوعية (طائرات) فهو لمنع أي إنهاءٍ للفوضى ودور الميليشيات التخريبي لمصلحة الجيش الوطني الليبي؛ لأنه يعلم جيدًا أن أي إنهاءٍ لتدفق الأسلحة أو للفوضى التي خلقتها الميليشيات حول العاصمة طرابلس من شأنه إضعاف موقف تركيا ومصالحها على الأرض الليبية.



ولا يخفى على أحد نقل تركيا المجموعات الإرهابية من إدلب في سوريا إلى ليبيا، وهذا ما كشفه العقيد أبو بكر البدري أحد ضباط العمليات في البحرية الليبية، إذ أكد أن الباخرة التركية أمازون التي رست في ميناء طرابلس، كانت تحمل أعدادًا كبيرة من الإرهابيين، بمن فيهم عناصر تنظيم داعش الإرهابي.



وكما تعمل تركيا على تهريب الأموال عبر شركة الأجنحة الليبية التي أسسها أمير الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة، عبد الحكيم بلحاج، في تركيا، ضمن شركات غسيل ونقل وتهريب أموال ليبية واسعة النطاق إلى تركيا، قامت بتنفيذ العديد من الرحلات في إطار تنفيذ تلك المهمة الخبيثة.



يشار إلى أن تركيا لديها ثلاث معسكرات لتجنيد وتدريب الجهاديين؛ ما يسهل عليها التغلغل في سوريا، أولهما في مدينة كرمان، التي تقع في وسط الأناضول بالقرب من إسطنبول، يليه في مدينة أوزمانيا الاستراتيجية بالقرب من القاعدة العسكرية التركية - الأمريكية المشتركة في عدنان ومنطقة وسط آسيا إلى ميناء «سيهان» التركي على البحر المتوسط، وأخيرًا مدينة سان ليلورفا في جنوب غرب تركيا.

شارك