«حصان طروادة».. عملاء «أردوغان» في ليبيا

الأحد 05/يناير/2020 - 10:25 م
طباعة «حصان طروادة».. عملاء محمود البتاكوشي
 
أصبح «أتراك ليبيا» حصان طروادة الذي يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، النفاذ من خلاله إلى الأراضي الليبية، مستعينًا بهيمنتهم على الحياة السياسية في طرابلس ومصراتة، إذ تضم «حكومة الوفاق» فى طرابلس والميليشيات المتحالفة معها عناصر تنتمي إلى هذه المجموعة الإثنية.
ومن أبرز قادة حكومة الوفاق المنتمين إلى «أتراك ليبيا»، وزير داخليتها فتحي باشا أغا، وصلاح بادي قائد ما يسمى «لواء الصمود»، الجناح الأكبر والأقوى ضمن كتائب مصراتة، ومختار الجحاوي قائد ما يسمى بـ«طقوة مكافحة الإرهاب»، وهي إحدى ميليشيات مصراتة، والسلفي عبدالرؤوف كاره، قائد قوة الردع ذات التوجهات السلفية الجهادية التابعة لوزارة داخلية الوفاق، والإخواني محمد صوان قائد حزب العدالة والبناء الذراع السياسية للإخوان في ليبيا.
ويبلغ تعداد «أتراك ليبيا» نحو 5% من إجمالي سكان البلاد البالغ 6 ملايين شخص فى 2017، ويعود أصلهم إلى العهد العثماني الذي دام ما يزيد على ثلاثة قرون ونصف القرن بين عامي 1551 و1912، وخلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي تدفق نحو 120 ألف عامل تركي إلى ليبيا.

مخلب قط لتركيا
منح «أتراك ليبيا» الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذريعة لتكرار ممارساته التي فعلها في سوريا والعراق بحجة حماية الأقليات ذات الأصول التركية، وهذا ما عبر عنه صراحة مدعيًا أن مليون ليبي من أصول تركية يستحقون دعمه والتدخل لنجدتهم.
وبفضل الدعم التركي تمكنت الميليشيات الإرهابية في طرابلس من غرس أقدامها وتأسيس دور قوي لها، نتيجة الفوضى وانعدام الأمن في البلاد إذ أن أبرز الأسلحة التي تقوم أنقرة بتهريبها إلى عملائها في ليبيا، والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق في طرابلس، هي مدرعة «فوران» التكتيكية رباعية الدفع، التي كشفت عنها لأول مرة في مايو 2015، وناقلة الجنود «كيربي»، المضادة للألغام، والتى تستوعب من 10 إلى 13 شخصًا، والصاروخ الأمريكي «ستينجر» المضاد للطائرات الذى يتم توجيهه بالأشعة تحت الحمراء، ويمكن حمله على الكتف، ومسدسات «إيكول جاكال» التركية، ورشاشات «إم جي-إم 1» البلغارية، سريعة الطلقات، بالإضافة للطائرات المسيرة درون، ومدافع الليزر.
ومن أبرز الميليشيات التى تدعمها تركيا على الأرض لتنفيذ أجندتها، ميليشيات النواصي، التي تتمركز وسط طرابلس، وتسيطر على عدد من المقرات السياسية والعسكرية ويبلغ عدد عناصرها نحو ألف مسلح، بالإضافة إلى كتيبة ثوار طرابلس، وتتمركز في مقر مزرعة النعام في تاجوراء ويبلغ عدد عناصرها 3500 مسلح، بالإضافة إلى قوة الردع، وهي المجموعة الأكثر تسليحًا وعددًا أيضًا، إذ يبلغ عدد مقاتليها ما يقرب من 5 آلاف مسلح، وميليشيا المدينة القديمة، كتيبة فرسان جنزور التي تسيطر على منطقة سيدي عبدالجليل التي توجد بها بعثة الأمم المتحدة، وكتيبة أبوسليم، وتعد تلك الميليشيا المسلحة من كبرى الميليشيات على الإطلاق التي تفرض سيطرتها على طرابلس، فضلًا عن ميليشيات كتائب تاجوراء، وتضم كتيبتين إحداهما تدعى «باب تاجوراء» والأخرى «الضمان»، كما نجح النظام التركي في إستمالة وتجنيد أبناء قبائل الطوارق في ليبيا، لاستخدامهم كوكلاء في الحرب التي تعمل تركيا على إشعالها في منطقة الساحل والصحراء انطلاقًا من ليبيا.
ويعد صلاح بادي القائد البارز لجبهة الصمود، أبرز عملاء أردوغان في ليبيا، وكان مجرد جندي في الجيش الليبي، لكنه بعد أحداث أكتوبر 2011، تم انتخابه في البرلمان عام 2012، قبل أن يعلن دعمه لحكومة الخلاص الوطني التابعة للمؤتمر الوطني العام.
وقاتل «بادي»، في صفوف قوات «فجر ليبيا» عام 2014، ثم انتقل إلى تركيا في 2015، وفي 2018 عاد إلى طرابلس من جديد محاولًا لملمة شتات ميليشيات الدم والفوضى، ضد قوات الجيش الليبي الوطني.
ويعد عبد الرؤوف كارا، قائد قوة الردع الخاصة، أو RADA، التي تسيطر على مطار معيتيقة، أحد أهم رجال «أردوغان» في ليبيا، ووقف ضد تحركات الجيش الوطنى، متجاوزًا أفكاره الدينية من أجل انتمائه التركي.
ومن أهم عملاء تركيا في ليبيا، فتحي باشاغا الذي يتولى حقيبة الداخلية في حكومة الوفاق، ويتمتع بنفوذ في مصراتة، وهو رجل الإخوان في الحكومة ولديه روابط قوية مع أنقرة.
أما الشخصية البارزة الأخرى، التي تقف وراء المشهد التركي في ليبيا، فهي علي السلبي، وهو ممثل مفتى الإخوان يوسف القرضاوي في ليبيا، وينسق مساعدات الأسلحة والمال القادمة من الدوحة.
أيضًا يعد محمد صوان، زعيم حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي لجماعة الإخوان رجل «أردوغان» في ليبيا، ومن أبرز الداعمين له، ففي مارس 2012، أسس حزب «العدالة والبناء» ليكون إحدى الأذرع الأخطبوطية للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وحليف حزب العدالة والتنمية التركي، وبعد السقوط المدوي لحكم الإخوان في مصر، في يوليو 2013، نقل الحزب بيعته من مكتب إرشاد الجماعة في القاهرة، إلى مقر «العدالة والتنمية» في أنقرة، التي باتت حاضنة الميليشيات الإخوانية المشتتة في مختلف أنحاء العالم.
ومن أبرز رجالات أردوغان في ليبيا، عبد الرحمن السويحلي، وهو حفيد رمضان السويحلي، أحد مؤسسي ما عرفت بجمهورية طرابلس الثلاثية التي لم تدم طويلًا في عام 1918 ، وعمل السويحلي، كعضو برلماني في المؤتمر الوطني العام وترأس المجلس الأعلى للدولة قبل إنشاء حزبه، اتحاد الوطن، ويحتفظ بعلاقات طيبة مع جماعة الإخوان، علمًا بأن نجل شقيقته، أحمد معيتق، شغل لفترة وجيزة منصب رئيس الوزراء في عام 2014 قبل أن يصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء في عام 2016.

شارك