بعد مقتل «سليماني».. سيناريوهات إيران للرد على أمريكا

الإثنين 06/يناير/2020 - 02:18 م
طباعة بعد مقتل «سليماني».. نورا بنداري
 
بعد مقتل واشنطن لقائد فليق القدس التابع للحرس الثوري «قاسم سليماني» في 3 يناير 2020؛ تصاعدت حدة التهديدات بين الجانبين، وبات كل منهما يستعد للرد على الجانب الآخر في حالة توجيه أي ضربة متوقعة، ولذلك قامت إيران من خلال مسؤوليها بإرسال رسائل إلى أمريكا حول ردودها القادمة، وهذا ما أوضحه المساعد السياسي للحرس الثوري «يد الله جواني» الذي أكد أن إيران سترد على الضربة الأمريكية التي أودت بـ«سليماني»، قائلًا على الولايات المتحدة أن تترقب انتقامًا يأتيها من داخل الدول الأوروبية.

تهديدات متبادلة



وأضاف «جواني» :إن على الأمريكيين مواجهة شعوب المنطقة ومحور المقاومة بأكمله وليس إيران فحسب، وفقًا لما نشرته الوكالة الإيرانية «يونيوز للأخبار» في 5 يناير 2020،  كما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن «حسين نقوي حسيني» المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، قوله إنه ليس بالضرورة أن يكون الثأر والانتقام لمقتل «سليماني» ورفاقه من داخل إيران.



ما يعني أن إيران بدأت تجهز أذرعها الموجودة في المنطقة للانتقام لمقتل «سليماني»؛ وذلك من خلال الفصائل والميليشيات التي تدعمها في المنطقة، من حزب الله في لبنان، وميليشيات الحوثي في اليمن، وميليشيات الحشد في العراق، ليس ذلك فقط بل ستتوجه إيران لضرب واشنطن في الخارج أيضًا وهذه السياسة ليست جديدة على طهران التي استطاعت على مدار سنوات مضت اغتيال الكثير من المعارضين لسياستها في مختلف الدول الأوروبية من خلال أذرعها الموجودة في بلدان الاتحاد الأوروبي.



من الجدير بالذكر أن تهديدات كل من «جواني» و«حسيني» جاءت لتؤكد أن أمريكا لن تستطع استهداف القواعد الإيرانية، وذلك بعدما توعد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في سلسلة تغريدات له على موقع «تويتر» في 5 يناير 2020، إيران بضربات أقوى وأعنف من أي وقت مضي في حال هاجمت مصالح واشنطن، مبينًا أن أمريكا ستقصف 52 هدفًا إيرانيًّا إذا أقدمت طهران على استهداف قواعدهم، وأعلن «ترامب» أن الولايات المتحدة صرفت 2 تريليون دولار على معدات عسكرية حديثة لاستخدامها ضد طهران، وفي حال هاجمت أي من القواعد الأمريكية أو مواطني واشنطن.



خلايا إرهابية



ووفقًا لتقارير صادرة عن المخابرات البريطانية في يوليو 2019؛ فإن إيران نظمت ومولت خلايا إرهابية نائمة في جميع أنحاء أوروبا بما في ذلك المملكة المتحدة، وتعمل من خلالهم على شن هجمات إرهابية في البلدان الأوروبية، ليس ذلك فقط، بل كشفت التقارير أن طهران تستخدم سفاراتها في الدول الأجنبية كخلايا تجسس لتنفيذ أعمال إرهابية، ودور موظفي السفارات الإيرانية في هذه الدول لا يقتصر على العمل الدبلوماسي فقط، بل يشتركون في نشاطات استخباراتية وإجرامية.



والأمر الذي أكد ذلك تعاون كل من السلطات الفرنسية والألمانية والبلجيكية في اعتقال الدبلوماسي الإيراني «أسد الله أسدي» الذي كان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي لاستهداف المؤتمر السنوي لمنظمة المعارضة الإيرانية في فرنسا «مجاهدي خلق» في يونيو 2018، وكان «أسدي» القنصل الثالث في السفارة الإيرانية بفيينا، وفي نفس التوقيت أعلنت المخابرات الهولندية، طرد اثنين من الدبلوماسيين التابعين للسفارة الإيرانية بالعاصمة أمستردام بسبب اتهامات وجهت لهم متعلقة بالإرهاب.



تجنب الحرب



أوضح «أسامة الهتيمي»  الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، أن استهداف إيران لأمريكيين أو مصالح تابعة لواشنطن في أوروبا ليس مستبعدًا بل ربما يكون الخيار الأفضل لدى البعض من الإيرانيين المعنيين بتحديد الأهداف الأمريكية وذلك لتفادي شن هجمات مباشرة على قواعد  أو مصالح أمريكية قريبة من إيران الأمر الذي يمكن أن يستفز واشنطن ويدخل المنطقة في حرب ستكون كارثية على إيران والمنطقة برمتها إذ في حالة ترجيح الخيار الأوروبي فإن أمام إيران فرصة للتنصل أو إلقاء التهمة على آخرين.



ولفت «الهتيمي» في تصريح له، ردًا على عملية اغتيال «سليماني» فإن إيران ستتعاطى مع كل الكرة الأرضية كساحة مستباحة لمهاجمة أمريكا، ومن بينها طبعًا دول أوروبا التي لإيران فيها العديد من الخلايا الإرهابية والعناصر الموالية، والتي تم تشكيلها وتدريبها إلى الحد الذي لا يمكن معه إلا أن تنفذ ما تأمر به القيادة الإيرانية في طهران.

أذرع خارجية



وأشار «الهتيمي» أن النظام الإيراني وعلى مدار الأربعين عامًا الماضية عمل على مد نفوذه إلى كل بقعة من بقاع الأرض إدراكًا منه بأن مشروعه الأيديولوجي يحتاج إلى قدرات يمكن استخدامها في إطار صراعات محتملة، وهو ما يفسر إلى حد كبير قدرة إيران على النيل من شخصيات إيرانية وغيرها، وكانت أوروبا إحدى الساحات التي استباحتها طهران لتحقيق ذلك، حيث تمكن من اغتيال العشرات من المعارضين المقيمين في الدول الأوروبية.

شارك