تداعيات مقتل «سليماني».. العراق يواجه شبح عودة «داعش»

الأربعاء 08/يناير/2020 - 02:51 م
طباعة تداعيات مقتل «سليماني».. شيماء حفظي
 
يحيط العراق تحديات كبيرة بعدما نفذت الولايات المتحدة الأمريكية ضربتها الأخيرة، بقتل رجل نظام الملالي القوي، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني، مطلع العام الجديد، وسط تكهنات باضطرابات أمنية في بلاد الرافدين تهدد بعودة تنظيم «داعش» إلى المشهد من جديد.



وقتل سليماني، فجر الجمعة 3 يناير 2020، في غارة نفذتها طائرة أمريكية من دون طيار، استهدفت السيارة التي كانت تقله بالقرب من مطار بغداد الدولي، بعد وصوله إلى العاصمة العراقية.



يعاني العراق من انقسامات طائفية، ومحاولات لاستعادة الأمن، ومواجهة إمكانية عودة تنظيم «داعش» مرة أخرى في البلاد، لكن أنباء انسحاب القوات الأمريكية من العراق، على خلفية تهديدات إيرانية بالانتقام لمقتل «سليماني»، طرحت مخاوف شديدة من فقد قوة مضادة لتنظيم «داعش» في البلاد، وهو ما جعل وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" تصدر توضيحًا بشأن الانسحاب.


وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن بلاده تعيد وضع قواتها في جميع أنحاء المنطقة، فيما قال مسؤول أمريكي في بغداد لـشبكة «سي ان ان» إن الرسالة المتداولة مجرد إخطار من الولايات المتحدة إلى العراق حول إعادة نشر القوات الأمريكية من مكان إلى آخر داخل المنطقة.



وأضاف المسؤول: «على وجه الخصوص، كان لدينا الليلة الكثير من الطائرات المروحية التي تطير عبر بغداد، وهذا يدل على أننا نعمل ضمن قوانين حكومة العراق».



وتابع المسؤول: «مازلنا نشارك بشكل كبير مع قوات الأمن العراقية، وفي حين أن مهمتنا التدريبية وعملياتنا من أجل هزيمة داعش في العراق قد توقفت مؤقتًا، فإننا نتطلع إلى استئناف هذه العمليات»، مُوضحًا أن معظم هؤلاء الجنود الذين يتم نقلهم خلال مهمة التدريب يقومون «بأدوار إدارية».



وكان البرلمان العراقي – الذي يسيطر عليه أغلبية داعمة لإيران - صوت على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد، ضمن تداعيات مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، وآخرين في الغارة الجوية الأمريكية.



وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أعلن الأحد 5 يناير 2019، تعليق عمليات تدريب القوات العراقية والقتال ضد تنظيم «داعش»، بسبب «الالتزام بحماية القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف».



وأضاف التحالف في بيان: «أولويتنا القصوى حماية كل جنود التحالف الملتزمين بمهمة هزيمة داعش، الهجمات الصاروخية المتكررة على مدى الشهرين الماضيين من عناصر كتائب حزب الله تسببت في مقتل أفراد من قوات الأمن العراقية ومدني أمريكي».



وتصاعدت الهجمات على مصالح أمريكية في العراق، خلال الشهرين الأخيرين، مستهدفة بصورة خاصة قواعد عسكرية. وتتهم واشنطن فصائل موالية لإيران بالوقوف وراء تلك الهجمات.

فيما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه إذا فُرض على القوات الأمريكية مغادرة العراق– بعد تصويت البرلمان العراقي- فإنه سيفرض عقوبات على بغداد، مضيفا :"لدينا قاعدة جوية باهظة التكلفة للغاية. لقد كلف بنائها مليارات الدولارات، قبل وقت طويل من وصولي للرئاسة.. نحن لن نغادر إلا إذا دفعوا لنا مقابل ذلك".

ووسط تهديدات واشنطن – التي تقود التحالف الدولي لمواجهة داعش – فإن أطرافا أخرى مساهمة في المواجهة، أعلنت استمرارها.

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية "أنيجريت كرامب ـ كارنباور" إن ألمانيا تريد استمرار التحالف العسكري الدولي الذي يقاتل "داعش"، مضيفة في كلمة لها أمام اجتماع سنوي لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري بجنوب البلاد: "قدرتنا على مواصلة عملنا تعتمد بشكل أساسي على قرار الحكومة العراقية. المحادثات مستمرة في الوقت الراهن بهذا الشأن".

وبحسب صحيفة دوتش فيله، فإن فرنسا ليس لديها خطط لخفض عدد قواتها في العراق في الوقت الحالي بعد مقتل "سليماني".

ونقلت الصحيفة عن  مصدر فرنسي، أنه سيتم تعزيز الأمن حول القوات الفرنسية، حيث تقدم باريس تدريبا ودعما لوجستيا للعراق وللقوات الكردية في نطاق عمليات التحالف الذي يقاتل تنظيم "داعش" في البلاد.

كذلك قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ردا على سؤال عن احتمال سحب قوات بلاده من العراق بسبب التوتر في الشرق الأوسط إن الحكومة تراجع دوما تدابير الحماية للقوات المسلحة.

شارك