المرأة بين «الملالي» و«الإخوان».. نسوية إسلامية مخدوعة بشعارات براقة (3-3)

الأربعاء 08/يناير/2020 - 02:53 م
طباعة المرأة بين «الملالي» نورا بنداري
 
بداية بالمقارنة التاريخية بين وضعي المرأة في كل من دولة ملالي طهران، وجماعة الإخوان الارهابية، مرورًا بحقوقهن المسلوبة في المعسكرين ووصولًا لاستغلالهن وتلميعهن سياسيًّا بهدف التمكين، كان موضوع الجزءين السابقين، ثم الحديث عن المجالات التي شاركت فيها المرأة الإيرانية والإخوانية في مجالات الحياة المختلفة، مع توضيح الأساليب التعنتية التي مارسها نظام الملالي بحق المرأة الإيرانية، والطرق الاستغلالية التي اتبعتها جماعة الإخوان في التعامل مع نساء الجماعة، بهدف تحقيق أهدافها الخفية.

وفي هذا الإطار، فإن نظامي الملالي والإخوان عملا على توظيف المرأة واستقطابها وفقًا لمصالحهما لتحقيق أجندات معينة، ففي الوقت الذي ليس النظامان فيه بحاجة إلى دور المرأة، يطلقان شعارات فحواها أن المرأة مكانها في المنزل فقط، وذلك يترتب عليه استخدام وممارسة أساليب قمعية بحق المرأة، وحرمانها من حقوقها الأساسية، ولكن في الوقت الذي يجد فيه كلا النظامين أنهما بحاجة إلى دور المرأة لمواجهة الانتقادات التي يتعرضان لها، يسرعان بإطلاق دعاوي تمكين المرأة وحقها في المشاركة في الحياة السياسية والمجتمعية، لأنهما يدركان أن اتباع هذا النهج سيمكنهم من إحكام السيطرة على المجتمع وإصلاح صورته المشوهة.


ورغم ذلك نجد أن الأخوات في جماعة الإخوان كما يطلق عليهن، لم يكن لهن دور فعال مقارنة بدور المرأة في نظام الملالي، والتي تتحرك وتناضل من أجل أن تحصل على حقوقها، فالمرأة عند الإخوان هي مجرد أداة لتحقيق مخطط وأهداف الجماعة فقط، حتي قرار الإخوان في الأردن (حزب جبهة العمل الإسلامي) أكتوبر  2014 تعيين «ديمة طهبوب» كمتحدثة إعلامية باللغة الإنجليزية، جاء بسبب رغبة الجماعة في التواصل مع المؤسسات الإعلامية الأجنبية، وبيان موقف الحزب في القضايا المهمة على المستويين المحلي والإقليمي.

وتم ملاحظة أن المرأة في «الإخوان» ليس لديها وعي بالقضايا النسائية، عكس المرأة الإيرانية التي شكلت حركة نسائية للمناداة بحقوقها، فالمرأة في «الاخوان» لم تتعاطِ مع مخرجات المدرسة «النسوية الإسلامية»  بل إنها دافعت عن نظام  الملالي مطالبة بنظام مثله لاعتقادها أنه النظام الذي يطبق تعاليم الإسلام، بغض النظر عن سياساته الأخرى.

فيما يخص مستقبل المرأة الإيرانية نجد أنها مستمرة في نضالها وفق رصدنا للممارسات التي قامت بها على مدار السنوات الماضية، وهذا ما يؤكد أنها قوة لا يستهان بها في ظل نظام يريد أن يقمعها ويجعلها محركًا يفعل بها ما يشاء ويستخدم ضدها أبشع أساليب التعذيب، لذلك على المرأة الإيرانية ألَّا تصمت على كل ما تتعرض له ولا تنخدع بشعارات هذا النظام الكاذبة، وعليها أن تبرز للعالم بأجمعه جرائم نظام الملالي بحقها في حال إصدارها رؤي مخالفة لهذا النظام.

أما المرأة في «الإخوان» فنجد أنها أمام خيارين؛ وخاصة بعد أن انكمش دور الجماعة في مصر وسقط قياداتهم؛ الأول أنها ستعمل على نشر أفكار الجماعة بالدفاع عنهم محاولة إثبات أن النظام الحالي يستخدم أساليب تعذيب وقمع ضد أفراد الجماعة المقبوض عليهم وستنشر أفكارها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

و أما الخيار الثاني فهو أن تتحرر من أفكار الجماعة التي مازالت تسيطر عليها حتى الآن، وتعلم أنها كانت مجرد أداة فقط في يد الجماعة لتنفيذ مخططات معينة، وأن تبدأ في الانتشار في المجتمع الذي منح لها فرص المشاركة في الحياة المجتمعية والسياسية.

شارك