بعد قرار ألمانيا.. مصير غامض يواجه تحالف مكافحة «داعش» بالعراق

الخميس 09/يناير/2020 - 02:45 م
طباعة بعد قرار ألمانيا.. شيماء حفظي
 
يواجه التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق، تصدعًا جديدًا، بعدما أعلنت ألمانيا نقل عدد من مقاتليها إلى بلدان مجاورة.

الموقف الألماني جاء بعد تنفيذ إيران هجومًا صاروخيًّا على قاعدة أمريكية في العراق، ردًّا على قتل واشنطن القيادي الإيراني قاسم سليماني.

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيغريت كرامب كارينباور، بحوار للقناة الأولى للتلفزيون الألماني – فيما يتعلق مصير الجنود الألمان المتمركزين في العراق –: إنه لم يتم تسجيل أي إصابات في صفوفهم، وكانت ألمانيا قد نقلت جنودا كانوا متمركزين في بغداد وقاعدة «التاجي» إلى دول الجوار العراقي.

وقالت الوزيرة: إنه «لا يسعني، وباسم الحكومة الألمانية سوى التأكيد على أننا نرفض هذا العدوان بأقصى درجات الإدانة».

وشددت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يقود الائتلاف الحكومي، أن الجهود الألمانية تركز في الوقت الراهن على العمل لـ«وقف اتساع هذه الدوامة»، عبر «جميع قنوات الاتصال المتاحة لها».

وفي برنامج «مورغن ماغازين» الإخباري الذي تبثه القناة الأولى الألمانية، أوضحت وزيرة الدفاع الألمانية أيضا أنه تمّ الاتفاق مع التحالف الدولي، «على ألا يتم تعريض جميع القوات التي لا حاجة لها لخطر بلا داع».

وأوضحت المتحدثة أنه «تمّ سحب الجنود الألمان بالفعل من مجمع التاجي العسكري» ويتم التخطيط حاليا «لعمليات نقل جزئي محتملة» لجنود متمركزين في أربيل.

وتشارك ألمانيا بأكثر من 100 جندي منتشرون في منطقة الأكراد شمالي العراق. وهم يمثلون جزءًا من التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش».

ونفذت إيران فجر الأربعاء 8 يناير 20120، هجمات بصواريخ باليستية على قواعد أمريكية في العراق، وذلك ردّا على غارات أمريكية أودت بحياة قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، الذي يعتبر ثاني أكبر شخصية في إيران بعد المرشد الأعلى علي خامنئي.

وتقول إيران: إنها قتلت نحو 80 من القوات الأمريكية في القواعد المستهدفة، في حين نفت الولايات المتحدة تعرض جنودها لأذى، كما أكدت ألمانيا وكندا وبريطانيا وحكومة إقليم كردستان عدم حدوث أي إصابات إثر العملية الإيرانية.


وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن بلاده تعيد وضع قواتها في جميع أنحاء المنطقة، فيما قال مسؤول أمريكي في بغداد لـشبكة «سي ان ان» إن الرسالة المتداولة مجرد إخطار من الولايات المتحدة إلى العراق حول إعادة نشر القوات الأمريكية من مكان إلى آخر داخل المنطقة.

وأضاف المسؤول: «على وجه الخصوص، كان لدينا الليلة الكثير من الطائرات المروحية التي تطير عبر بغداد، وهذا يدل على أننا نعمل ضمن قوانين حكومة العراق».

وتابع المسؤول: «مازلنا نشارك بشكل كبير مع قوات الأمن العراقية، وفي حين أن مهمتنا التدريبية وعملياتنا من أجل هزيمة داعش في العراق قد توقفت مؤقتًا، فإننا نتطلع إلى استئناف هذه العمليات»، مُوضحًا أن معظم هؤلاء الجنود الذين يتم نقلهم خلال مهمة التدريب يقومون «بأدوار إدارية".

وكان البرلمان العراقي – الذي يسيطر عليه أغلبية داعمة لإيران - صوت على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد، ضمن تداعيات مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، وآخرين في الغارة الجوية الأمريكية.

وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أعلن الأحد 5 يناير 2019، تعليق عمليات تدريب القوات العراقية والقتال ضد تنظيم «داعش»، بسبب «الالتزام بحماية القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف".

وأضاف التحالف في بيان: «أولويتنا القصوى حماية كل جنود التحالف الملتزمين بمهمة هزيمة داعش، الهجمات الصاروخية المتكررة على مدى الشهرين الماضيين من عناصر كتائب حزب الله تسببت في مقتل أفراد من قوات الأمن العراقية ومدني أمريكي».

شارك