بعد فشله سياسيًّا.. «العدالة والتنمية» المغربي يستنجد بحركة التوحيد والإصلاح

السبت 11/يناير/2020 - 12:46 م
طباعة بعد فشله سياسيًّا.. أسماء البتاكوشي
 
في خطوة غير مألوفة، اجتمعت قيادتا حزب «العدالة والتنمية» المغربي -المحسوب على جماعة الإخوان- والذي يقود الحكومة الحالية، مع حركة «التوحيد والإصلاح» المعروفة بالجناح الدعوي للحزب.
والتقى سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب الأحد الموافق 5 يناير 2020، بمسؤولين في حركة التوحيد والإصلاح. 

ويعكس اللقاء حالة الغموض في الفصل بين الدعوي والسياسي لدى العدالة والتنمية؛ خاصة أن التوحيد والإصلاح تطرح منذ مدة مراجعة علاقتها مع الحزب على طاولة البحث.

ويعتبر العدالة والتنمية، الدين ورقته الرابحة، ويعمل على استغلالها؛ خاصة قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة المزمع عقدها في 2021، أمام مخاوف من صعوبة حصول الإسلاميين على المرتبة الأولى في الانتخابات.

ولجأ الحزب المعروف بالبيجيدي إلى التوحيد والإصلاح، نظرًا لتراجعه السياسي؛ حيث كانت الانتخابات التشريعية التي مُني فيها الحزب المتصدر للانتخابات عام 2016 بخسارات متوالية، فمن ضمن 11 دائرة انتخابية، لم يفز سوى في دائرة واحدة بمدينة تطوان شمال المملكة.

وبعد بضع أعوام فقط، تراجعت شعبية الحزب ذي المرجعية الإسلامية، وفقد حضوره السياسي في دوائر انتخابية كانت تعدّ من أهم معاقله.

وبذلك يتضح أن «البيجيدي» يلجأ للمرجعية الدينية عند الحاجة؛ إذ لا يزال يوظف الخطاب الديني لتبرير سياسات مدنية؛ ما يمكن تفسيره بعدم الرغبة بالتفريط في شعبيته داخل أوساط الفئات المحافظة داخل المجتمع المغربي.

وقال باسو ألتو، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في منطقة «أملشيل» بالمغرب: إنّ حزب العدالة والتنمية وظّف الخطاب الديني لتمويه الشعب؛ لإدراكه الجيد بتأثر المغاربة بالشعار الديني أكثر من أيّ شيء آخر.

وتابع «ألتو» أن الحزب المعروف بالبيجيدي حزب (أشخاص ومصلحة)، جعلوا من الدين غطاءً لهم؛ من أجل تحقيق أهدافهم الشخصية، ومنذ البداية كانوا يسعون للوصول إلى السلطة والتقرب من القصر.
 ويرى منتصر حمادة، الباحث المغربي، أن ما يحدث يُظهر ادعاء أخذ مسافة بين العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح؛ الذي لا يعتبر تكتيكًا سياسيًّا فرضته المرحلة، تحت مبرر براجماتي بحت صرف؛ حيث سبق لسعد الدين العثماني أن أكد التوجه نحو تعميق التمايز بين الحركة والحزب في مجالات العمل والرموز والخطاب، في إطار المراجعات والخيارات الاستراتيجية لحزبه.

وتابع حمادة في تصريح لـه أنه من الضروري الابتعاد عن منطق الضبابية، والتحلي بالوضوح السياسي للتفريق بين العمل الدعوي والعمل السياسي داخل العدالة والتنمية، مشيرًا إلى أن الحزب والحركة هما وجهان لعملة واحدة.

يذكر أن الفصل بين الدعوي والسياسي لدى العدالة والتنمية مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي، لم تنضج بعد مقوماته وشروطه، رغم كونه إجراء لا يمس تنظيميًّا قناعات الحزب وأولوياته التي هي أولويات الحركة نفسها، تكريسًا لمبدأ توزيع الأدوار بين دعائم المشروع (الحركة والحزب).

ويعمل حزب العدالة والتنمية وفق أيديولوجية جماعة الإخوان الأم -أسسها حسن البنا- التي كانت تتخذ الخطاب الديني شعارًا لها؛ من أجل خدمة مصالحها؛ حيث إن الجماعة دائمًا ما تستخدم الدين بشكل سيئ، وتعمل جاهدة لتوظيف الإسلام ليخدم التنظيم.

شارك