مساعِ قطرية.. تنظيم الحمدين يواصل جهوده لإنقاذ الملالي

الأحد 12/يناير/2020 - 07:02 م
طباعة مساعِ قطرية.. تنظيم نورا بنداري
 
مع استمرار الجهود القطرية لمحاولة التوصل إلى وساطة تهدف إلى التهدئة بين الولايات المتحدة وإيران؛ خاصة بعد مقتل قائد فليق القدس الإيراني «قاسم سليماني» في غارة أمريكية في 3 يناير 2020، وبعد اعتراف الأخيرة بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها 179 شخصًا من جنسيات مختلفة؛ نتيجة صاروخ بالخطأ، ومع اندلاع المظاهرات في جميع أنحاء إيران مطالبة بتنحي المرشد «خامنئي» وحكومته؛ وضع نظام الملالي في مأزق شديد، وبات يبحث عن الوسيط الذي يخلصه من ذلك، ولم يجد أفضل من حليفه القطري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


أهداف قطرية
وفي إطار هذا، أعلنت وكالة الأنباء القطرية «قنا» في 12 يناير 2020 على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن أمير قطر «تميم بن حمد» سيتوجه إلى طهران في زيارة رسمية للقاء الرئيس الإيراني «حسن روحاني»؛ لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى آخر تطورات الأحداث في المنطقة، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.



وتعد هذه الزيارة مهمة لعدة أهداف، أولها أنها الزيارة الأولى للأمير القطري منذ توليه الحكم في 2013، كما أنها تأتي في وقت تشهد فيه إيران العديد من الأزمات؛ خاصة مع واشنطن، والدوحة علاقتها جيدة بكلا الطرفين الأمريكي والإيراني، ومن ثم فهي الوسيط الخليجي الذي يعمل على إجراء محاولات للتهدئة بين الطرفين.



ويعمل «تميم بن حمد» على التأكيد مرة أخرى أن قطر ليس لها علاقة بمقتل «سليماني»؛ خاصة أن الطائرة التي قصفت موكب «سليماني» خرجت من قاعدة «العديد» الأمريكية في بلاده، وهذا مما قد دفع وزير الخارجية القطري «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» أيضًا للتوجه مباشرة إلى طهران عقب مقتل «سليماني» لإيضاح موقف دولته، ولإبرام وساطة للتهدئة بين الولايات المتحدة وإيران وفقًا لرؤية العديد من المحللين.


توقيت الزيارة
ومما سبق، بات التساؤل الرئيس حول أهمية هذه الزيارة في ذلك التوقيت، وسبل الدعم الذي يمكن أن تقدمه الدوحة في هذا التوقيت الحرج لإنقاذ حليفها الإيراني من الأزمات الداخلية والخارجية التي يواجهها، ولذلك أوضح «أسامة الهتيمي» الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، أن زيارة أمير قطر إلى إيران في هذا التوقيت تكتسب أهمية خاصة ليس لأنها الأولى منذ توليه للأمور في قطر عام 2013 ولكن لتزامنها مع تطورات الأوضاع وتصاعدها فيما يخص الصراع بين طهران وواشنطن، وما شهدته مؤخرًا من عملية اغتيال «سليماني» والرد الإيراني باستهداف قاعدتين عسكريتين في العراق تضمان قوات أمريكية.

دلالات الزيارة
وأشار «الهتيمي» في تصريح خاص له أن الدلالة الأهم في هذه الزيارة هو أن قطر تحاول أن تنهج مبدأ الرد بالمثل؛ حيث يسعى «تميم بن حمد» التأكيد على الدعم القطري لإيران ومؤازرتها فيما تمر به وهو رد قطري على الموقف الذي كانت قد اتخذته طهران من قبل عندما أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين، فضلًا عن مصر مقاطعتهم لقطر عام 2017، إذ سارعت إيران وبلا تردد لاستغلال الفرصة، وإحداث اختراق للصف العربي بشكل عام، والخليجي بشكل خاص، فعرضت خدماتها على الجانب القطري.



ولفت إلى أن زيارة الأمير القطري لها مغزاها أيضًا فيما يتعلق بتطورات الوضع بين أمريكا وإيران، فالزيارة يمكن أن تكون تجسيدًا لرغبة الطرف الأمريكي في عدم التصعيد، وهذا ما سعت  إليه قطر، إذ تشير التكهنات إلى أن الدوحة أسهمت في تهدئة الأوضاع عقب عملية اغتيال «سليماني» وإقناع الطرف الإيراني بعدم تجاوز السقف المحدد في الرد على العملية من خلال زيارة وزير الخارجية القطري لإيران، لذا من المرجح أيضًا أن تكون زيارة الأمير القطري مهمة، وتستهدف محاولة تمرير التصعيد الذي وقع خلال الفترة الماضية.



وشدد «الهتيمي» أن الأمير القطري ربما يحاول ترضية الطرف الإيراني، وأن بلاده لا تتحمل أي مسؤولية عن عملية اغتيال «سليماني»، وأنه لم يكن بمقدورها منع الطرف الأمريكي من تنفيذ ما اعتزم فعله، ومن ثم فهي ليست طرفًا في هذا الصراع؛ وذلك لأن الطائرة المسيرة التي استهدفت سيارة «سليماني» انطلقت من القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر.



مساعدات قطرية
وأضاف «الهتيمي» أنه نتيجة للعلاقة الجيدة بين قطر وإيران، فإن تميم سيحرص على أن يبذل ما في وسعه لتدارك الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه إيران باعترافها بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية، إما عن طريق استغلال قطر لعلاقاتها الدبلوماسية لتهدئة الأطراف المعنية، وإما بعرض الدوحة لاستعدادها للمساهمة في دفع التعويضات المالية المحتملة كون أن إيران تمر في الوقت الحالي بأزمة مالية نتيجة العقوبات الاقتصادية الأمريكية.

شارك