«أردوغان» يسعى لدعم «إخوان ليبيا» من بوابة «الغنوشي» ورفاقه

الأحد 12/يناير/2020 - 10:43 م
طباعة «أردوغان» يسعى لدعم أسماء البتاكوشي
 
عقب الانتكاسات المتتالية التي مُنيت بها حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج، المحسوبة على الإخوان، من قبل قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي أطلق معركة تحرير طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة لجأ الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى محاولة جديدة لتقديم الدعم لحلفائه في طرابلس؛ إذ استقبل كلًا من راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة -امتداد الإخوان في تونس-، وفايز السراج في الوقت ذاته؛ لتنسيق جهود تقديم الدعم للإخوان في ليبيا.

ووصل فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، الأحد 12 يناير 2020، إلى مدينة إسطنبول التركية، للقاء أردوغان، وقبل ذلك بيوم واحد عقد راشد الغنوشي اجتماعًا مع الرئيس التركي في قصر دولمة بهتشة؛ ما أثار شكوك وهواجس التونسيين حول الأهداف غير المعلنة لهذه الزيارة، خاصة مع تطورات المشهد الليبي.

وأثار توقيت الزيارتين التساؤلات حول الجدوى منهما، خاصة مع زيادة مساعى «أردوغان» التدخل في الشأن الليبي خدمة لأجندات توسعية لا تخدم أمن المنطقة.

وجاءت محاولة الرئيس التركي، خاصة بعد رفض الرئاسة التونسية الانسياق وراء رغباته لتقديم الدعم المباشر لحكومة الوفاق الليبية، والتورط في دعم الإخوان، على الرغم من زيارة أردوغان لتونس ولقائه بالرئيس قيس بن سعيد في ديسمبر 2019.

ولم تتوقف تركيا منذ عام 2011، عن توظيف دعمها لجماعات الإسلام السياسي لتوسيع مجال نفوذها في منطقة شمال أفريقيا، ومن ذلك تونس وبشكل أكبر ليبيا التي استعان «أردوغان» بها في الفترة الأخيرة، بحكومة الوفاق التي يسيطر عليها «الإخوان» ويقتصر نفوذها على العاصمة طرابلس، للتدخل فيها عسكريًّا.

للمزيد: تونس ترفض استخدام أردوغان حدودها لاجتياح ليبيا

ويشار إلى أن تركيا وقعت مع حكومة السراج مذكرتي تفاهم بخصوص ترسيم الحدود والتعاون العسكري.

زيارة غير بريئة

يرى النائب عن الجبهة الشعبية في تونس، المنجي الرحوي، أن زيارة راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي، إلى تركيا تزامنًا مع لقاء أردوغان بفائز السراج، ليست بريئة، ما يتطلب توضيحات عدة.

وأوضح الرحوي فى تصريح له أن الوضع دقيق في تونس، والموقف حساس في ليبيا، والتطورات الحاصلة تؤشر بتعقيدات تتطلب كثيرًا من الحذر والانتباه، متابعًا أن النهضة من خلال الغنوشي تدعم حكومة الوفاق في انحياز سياسي واضح لطرف يدعمه التنظيم الدولي للإخوان.

يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى إلى التوغل في الداخل الليبي، لدعم السراج؛ إذ استعان بعدنان تانوردي، مستشاره العسكري الأول، لتوريد العناصر الإرهابية إلى ليبيا، عبر تنظيم يعرف بـ«سادات»، وبالفعل تم الدفع بأكثر من ألف عنصر إلى ليبيا عبر رحلات جوية لشركتى الخطوط الليبية والخطوط الأفريقية، تنسيقًا مع الجانب التركي، مقابل مبالغ مالية؛ ما يشير إلى حجم المؤامرة التي يقودها «أردوغان» وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق ضد قوات الجيش الوطنى الليبي.

كما يشار إلى أن الجيش الوطني الليبي أحرز تقدمًا مهمًا تجاه الوصول إلى قلب طرابلس، منذ إعلان قائده المشير خليفة حفتر فى ابريل 2019 انطلاق المعركة الحاسمة لتحرير المدينة التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة؛ ما جعل الرئيس التركي يعجل في خطوات الدعم المقدمة لحكومة الوفاق.

شارك