السلاح فوق طاولة التفاوض.. فشل ينتظر «برلين» ولا نية لوقف إطلاق النار في ليبيا

الخميس 16/يناير/2020 - 05:32 م
طباعة السلاح فوق طاولة سارة رشاد
 
في وقت تستعد فيه الأطراف المعنية بالأزمة الليبية؛ للجلوس على طاولة واحدة، في العاصمة الألمانية برلين، الأحد 19 يناير 2019، يبرز من جديد شبح الحل العسكري، بعد فشل مفاوضات موسكو، الإثنين 14 يناير 2019، في إقناع القائد العام للقوات المسلحة الليبية، خليفة حفتر، بالتوقيع على وثيقة؛ لوقف إطلاق النار.

الهروب من الفخ
ولا يعول كثيرون على مؤتمر برلين المرتقب، رغم ما يمنحه كل من ألمانيا والمبعوث الدولي للأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، من أهمية؛ إذ يتزامن مع التلويح بالعودة للمواجهات العسكرية.
وتسبب رفض المشير، خليفة حفتر، التوقيع على وثيقة موسكو، في خروج الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عن شعوره؛ إذ توعد في تصريحات له الجيش الليبي بالانتقام، حال ما عاد للخيار العسكري.

التصريحات التي رأها محللون ليبيون انفعالية، سخر منها الكاتب الليبي، عبد الباسط بن هامل، عبر حسابه على «فيسبوك»، قائلًا: «تصريحات أردوغان، مثل نباح يتزايد طرديًّا مع عدد الطناجر المقلوبة في ليبيا، التفاف المشير في محور موسكو، كان بمثابة صفعة هزت أركان أردوغان».

السلاح فوق طاولة
ولم يتوقف الأمر عند ذلك؛ إذ طالب رئيس مجلس النواب المستشار، عقيلة صالح، الأربعاء 15 يناير 2020، انهيار وقف إطلاق النار في طرابلس، واستمرار القتال؛ لتحريرها من الميليشيات المسلحة.
وأوضح في تصريحات إعلامية، أن موافقة الجيش الليبي على قرار وقف إطلاق النار، جاءت احترامًا للتدخل الروسي، مواصلًا حديثه ، في البرلمان العربي، بمطالبة الدول العربية بسحب اعترافها بحكومة الوفاق كحكومة شرعية.
بدوره، قال عضو مجلس النوب علي التكبالي، خلال مداخلة عبر السكايب لبرنامج «نبض الوطن»، الذي يذاع على قناة «ليبيا روحها الوطن»: إن حوالي 60 ألف ليبي تطوعوا؛ لمواجهة الغزو التركي حال وقوعه رسميًّا، مهاجمًا مؤتمر برلين؛ إذ قال عنه: إنه سيسفر عن ما هو أسوأ من اتفاق الصخيرات.
وفي ظل اشتعال الجبهة الداخلية، يتضح أن مؤتمر برلين، محكوم عليه بالفشل قبل أن يبدأ؛ إذ شدد السياسي الليبي، محمد الزبيدي، في تصريح له، على أن لا خيار غير الحل العسكري، والجيش الليبي ماضٍ نحو تحرير العاصمة.
وتوقع، أن لا يسفر لقاء برلين عن أي تغيرات في المشهد، معتبرًا أن مساحة الاختلاف بين الأطراف واسعة جدًا، ولا يمكن إيجاد قاعدة مشتركة.
وبرر ذلك، بإصرار الرئيس التركي على الإبقاء على الميليشيات والسلطة في يد العناصر الإرهابية، المدعومة من أنقرة، وهو ما يرفضه الجيش الليبي جملةً وتفصيلًا.
وتوقع، أن يعود الأطراف من برلين إلى المواجهات العسكرية، إلى أن يتمكن طرف من فرض قوته.
بدوره دعم الكاتب الليبي، عبد الباسط بن هامل، السيناريو العسكري في ليبيا، خلال الفترة القادمة، مشددًا على أن الجيش ماضٍ في طريقه نحو العاصمة.
وشدد في تصريحات، على أن الوفاق ستدفع ثمن استقدامها للقوات التركية، معتبرًا أن الشعب الليبي لن ينسى لها ذلك.
بدوه، اعتبر السياسي الليبي عبد المنعم اليسير، أن عمر الوفاق انتهى دوليًّا، مشيرًا إلى أن الحكومة فُضحت دوليًّا، بعدما تأكد المجتمع الدولي، دعمها من قبل الميليشيات الإرهابية.

شارك