قبل انتهاء «لوزان».. لعاب «أردوغان» يسيل على نفط الموصل

الثلاثاء 04/فبراير/2020 - 09:20 م
طباعة قبل انتهاء «لوزان».. أحمد سامي عبدالفتاح
 
عاد الجدل للواجهة من جديد حول فاعلية دور تركيا في محيطها الإقليمي خاصة مع انقضاء معاهدة لوزان 1923، التي وقعت تركيا مع الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الأولى. بموجب هذه الاتفاقية، تم ترسيم حدود تركيا الحديثة والتي بموجبها تنازلت عن أراضي عديدة في أوروبا وأفريقيا وآسيا، كما تم إعلان علمانية الدولة والسماح للأقليات المختلفة باستخدام لغتهم الخاصة والحفاظ على تراثهم المستقل. 
رغم أن الاتفاقية قد فرضت مكانة دولية على مضيق البوسفور تحول دون قيام تركيا بترسيم رسوم جمركية من السفن المارة، فإن تركيا تنتظر انتهاء مدة الاتفاقية في 2023 من أجل البدء بالتنقيب عن الغاز والنفط في هذه المنطقة. ويفسر ذلك محاولة النظام التركي إنشاء قناة إسطنبول من أجل ربط البحر الأسود ببحر مرمرة.

الدور التركي مستقبلًا
ومع قرب انتهاء المعاهدة، تثار العديد من التساؤلات حول الدور التركي المستقبلي في عدد من المناطق، وأهمها العراق؛ حيث تنازلت تركيا عن الموصل بموجب اتفاقية لوزان، شريطة أن يتم الحفاظ على التركيبة الديموجرافية في المدينة دون تغيير. من الجدير بالذكر أن تركيا قد سيطرت على مدينة الموصل في عام 1534 في عهد سليمان القانوني. وقد ظلت المدينة خاضعة للسيطرة العثمانية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى قبل أن تتنازل تركيا رسميا عنها بوجب اتفاقية لوزان. بعد ذلك، خضعت المدينة للسيطرة البريطانية خاصة بعد أن تم اكتشاف النفط فيها. ويفسر ذلك اهتمام تركيا بالمدينة. 
نشرت وكالة أنباء براثا العراقية تقريرًا لها في عام 2012، أكدت فيه أن تركيا قد هددت العراق بضم الموصل إليها. وقد جاء في التقرير أن تركيا قد هددت بإلغاء اتفاقية عام 1926 التي تمنع العراق من إقامة دولة كردية، كما تطالب هذه الاتفاقية العراق بالحفاظ على الموصل. وفي حالة عدم التزام العراق بهذه النقاط، هددت أنقرة بإلغاء الاتفاقية وضم مدينة الموصل إليها. وقد سبق أن قامت تركيا بنشر قوات عسكرية لها في معسكر بعشيقة في الموصل عام 2016 بحجة تدريب الميليشيات السنية من أجل مواجهة تنظيم داعش. 
ولأن تركيا تدرك دور القانون الدولي في فرض عقوبات قاسية عليها في حالة ما أخلت بالاتفاقيات الدولية وحاولت ضم المدينة بالقوة، فإنها سوف تلجأ لإنشاء مليشيات موالية لها من أجل ضمان على غرار الطريقة الإيرانية من أجل ضمان ممارسة نفوذ على بغداد في قضايا عديدة، ولعل أهمها قضية اقليم كوردستان العراق. 
وتدرك بغداد جيدًا المطامع التركية في الموصل، وقد سبق أن قامت بغداد بالطلب من القوات التركية رسميًّا في 2016 مغادرة الأراضي العراقية، قبل أن ترد تركيا بالتأكيد على حقها في التواجد في الموصل. وقد أدي هذا الأمر إلى تدهور العلاقات بين الطرفين قبل أن تعود العلاقات للتحسن بعد إعلان إقليم كوردستان الاستقلال. 

شارك