عبر السودان.. تركيا وقطر تعبثان في إريتريا بتأجيج الصراعات المسلحة

الأحد 09/فبراير/2020 - 02:12 م
طباعة عبر السودان.. تركيا
 
فتح نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير أبواب بلاده لحلفائه من دول الشر تركيا وقطر، ولم يتوقف الأمر عند حدود الأوضاع الداخلية للبلاد ولكنه امتد إلى الخارج، منفذًا أجندات هذه العواصم بالنسبة لدول الجوار، وفي أزمة قطر وإريتريا مثالًا على ذلك.

تركيا وقطر في إريتريا

لم يكتفِ نظام البشير عند حد تسليم المقدرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لبلاده إلى حلفائه، ولكنه أراد أن يزيد من خدماته لقطر وتركيا طمعًا في الحصول على المزيد من المكاسب السياسية الشخصية، دون النظر إلى مصالح البلاد العليا التي اؤتمن على حمايتها، وتمثلت خدمته هذه المرة في فتح أراض بلاده لقطر كمنصة انطلاق للتدخل في شؤون دول الجوار.

وتعود الواقعة إلى مارس 2018، عندما أصدرت وزارة الإعلام الإريترية بيانًا واضحًا اتهمت خلاله السودان بالسماح لقطر بإقامة معسكرات عسكرية ضدها، تحت قيادة الإريتري محمد جمعة أبو رشيد، الموجود في الخرطوم.

ووفقًا للبيان الإريتري، فإن السفير القطري في الخرطوم راشد النعيمي زار ولاية كسلا الحدودية مع إريتريا، بهدف متابعة الأوضاع الأمنية بها، وهو ما وصفته بالاستفزاز غير المبرر.


ثم أصدرت وزارة الإعلام الإريترية بيانًا جديدًا، أبريل 2018، أعلنت خلاله عن الأعمال التخريبية التي تمارسها الحكومة التركية برئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم ضد إريتريا عبر السودان، والتي تستهدف الأمن داخل البلاد.

ووفقًا للبيان الإريتري فإن «هذه الأعمال العقيمة تمارس من خلال التمويل القطري، إضافة إلى تواطؤ النظام السودان، الذي سمح باستخدام أراضيه لتنفيذ هذه الأهداف الشائنة».

واستمر الجانب الإريتري في فضح المخططات القطرية والتركية عبر بيانات رسمية، تأخر الجانبان في الرد عليها، بينما التزم الجانب السوداني الصمت المطبق، حيث فقدت الخرطوم في تلك الفترة سيادتها الوطنية على أراضيها.

تأجيج النزاعات المسلحة


وجاء بيان وزارة الإعلام الإريترية، نوفمبر 2019، قويًّا؛ حيث أعلنت أن سودان البشير نقطة انطلاق لقطر لدعم الفصائل والجماعات العسكرية المعارضة لنظام الحكم هناك، على رأسها جماعة الإخوان، مشيرة إلى 10 نقاط تم رصدها تبرز دور الدوحة الشيطاني.



وأوضحت الوزارة أن الدوحة لديها مخطط تخريبي لها وتأجج المواجهات العرقية عبر بورتسودان، ووفقًا لبيانها، عملت قطر على توحيد قادة المعارضة، وتحريض الشباب على الانخراط في أعمال تمرد ضد الحكومة، وزرع بذور الانقسام العرقي والكراهية بين أفراد الشعب.



كما شمل البيان، اتهامات للدوحة بالتحريض على الاحتجاجات والمظاهرات ضد الحكومة، وتدريب أفراد جماعة الإخوان الإرهابية في السودان على زرع الألغام الأرضية ومهاجمة الكمائن، تمهيدًا لاستخدامهم في داخل إريتريا، وتكثيف الدعاية العدائية ضد أسمرة، خصوصًا ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان.


ولم تتوقف تركيا على دعم خطط قطر لزعزعة الأوضاع في إريتريا، ولكنها عمدت على استغلال ستار الدين في المواجهة، من خلال افتتاح مكتب «رابطة مسلمي إريتريا»، وذلك خلال اجتماعاتها التي استضافتها الخرطوم، أبريل 2019، وهي الجهة التي اشتهرت بمهاجمة أسمرة بفتاوى دينية.

شارك