ازدواجية المواقف.. الدوحة للخرطوم: «حرام عليكم لكنه حلال لنا»

الإثنين 10/فبراير/2020 - 02:05 م
طباعة ازدواجية المواقف.. مصطفى كامل
 
في الوقت الذي انتقدت فيه الدوحة سياسيات السلطات السودانية الحالية؛ وخاصة لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في العاصمة الأوغندية «عنتيبي»، الإثنين 3 فبراير 2020، وحرضت أذرعها الإخوانية لتأليب وتحريض الشعب على المجلس والحكومة، تناست قيامها بنفس الأمر دون أن ينكره عليها أحد، وكأنها توجه رسالة للعالم -خاصة السودان- بأن هذا الأمر «حلال لنا لكنه حرام عليكم».

حلال لنا حرام لغيرنا

أطلقت مجموعة من الشباب القطري حملة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تحمل اسم «بسكم تطبيع» لكشف وجه النظام القطري الحقيقي خلال السنوات الماضية، والتي تهدف إلى الكشف عن حالات التطبيع المتنوعة التي جرت داخل العاصمة القطرية بمباركة حاكمها «تميم»، والتي لم تضم المجال السياسي فقط، بل امتدت إلى المجالين الرياضي والأكاديمي، إذ دعت الحملة إلى الخروج في دعوات استنكارية لتغيير سياسات آل تميم التي تسمح لنفسها القيام بأفعال تراها في صالحها وتنكرها على غيرها.

وفي المقابل سعى النظام القطري لحثّ عناصره من جماعة الإخوان على انتقاد السلطات، وتحريض الشارع السوداني على لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني، رئيس الوزراء الإسرائيلي، من خلال اللعب بورقة التطبيع، متخذة من أبواقها الإعلامية ورقة لتنفيذ سياساتها التخريبية؛ حيث تعمل جاهدة على إعادة الإخوان إلى مفاصل الحكم والدولة من جديد بعد أن لفظهم الشارع السوداني في مظاهرات أطاحت بنظام عمر البشير.

المعاملة بازدواجية

وبرزت مواقف عدة للدوحة تؤكد ازدواجيتها في التعامل مع الملفات الداخلية والخارجية، كان آخرها ملف «الحقوق والحريات» إذ فضح التعديل الأخير الذي أُجري في الدوحة لقانون العقوبات ونشرته صحيفة «الراية» القطرية في 8 يناير 2020، وقامت الصحيفة بحذفه، رغبة للنظام القطري في التعتيم على القانون الذي يخالف جميع المواثيق الدولية؛ حيث يقضي بـ«تجريم» الحديث علانية في الشأن العام أو انتقاد مؤسسات الدولة، الأمر الذي يناقض مزاعم الدوحة بالوقوف مع الحريات في الأقطار العربية.

شارك